هل تنجح الحكومة السورية المؤقتة بإصدار عملة جديدة وحذف “صفرين” منها؟ 

20

 

تستعد الحكومة السورية المؤقتة لإصدار أوراق مالية نقدية جديدة مع حذف صفرين من العملة السورية  “الليرة السورية”،  اعتباراً من 8 كانون الأول المقبل، وذلك تزامناً مع الذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام بشار الأسد، وبحسب خبراء في الاقتصاد فأن اتخاذ هذا القرار في سياق “اقتصادي معقد”، يتطلب تحليلًا متوازنًا لفهم دوافعه المحتملة والتحديات التي قد يواجهه.

وأكّد حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية في تصريح لوكالة “سانا” السورية: أن خطة إصدار العملة النقدية الجديدة تأتي في إطار تطوير البنية النقدية وتسهيل التعاملات اليومية، وهي جزء من عملية الإصلاح النقدي والمالي.

وأوضح حصرية أن الهدف الأساسي هو تحسين جودة الأوراق النقدية المتداولة وضمان تلبية احتياجات السوق، ونوه بأنهم لا يتوقعون أي انعكاسات سلبية على قيمة العملة الوطنية، وستكون الكميات المطبوعة من العملة الجديدة مدروسة بدقّة بما يتناسب مع متطلّبات الاقتصاد الوطني”.

ووفقا لما ذكرته وكالة رويترز، فإن الليرة السورية خسرت أكثر من 99 بالمئة من قيمتها منذ اندلاع الحرب في عام 2011، ووصل سعر الصرف الآن إلى أكثر من 10 آلاف ليرة مقابل الدولار مقارنة مع 50 ليرة قبل الحرب، وتسبب الانخفاض الحاد في قيمة العملة إلى زيادة صعوبة المعاملات اليومية والتحويلات المالية.

ويعاني المركزي السوري من شح في السيولة والسيطرة على السوق النقدية المحلية، وتعكس الأوراق النقدية السورية الحالية حجم التدهور الاقتصادي الذي تشهده البلاد.

بينما تظهر التجارب الدولية أن فترات تغيير العملة غالباً ما تشهد استغلالاً من قبل بعض التجار الذين يستفيدون من ارتباك المستهلكين، مما قد يؤدي لارتفاع مؤقت في الأسعار.

ويرى خبراء اقتصاديون أن هذه الخطوة، رغم ما تحمل من أهمية في تنشيط السيولة وتسهيل التعاملات، لن تحقق أثرا ملموسا على القدرة الشرائية للمواطنين إذا لم يصاحبها إصلاحات اقتصادية أوسع، يشمل دعم الإنتاج المحلي، وضبط الأسعار، والحد من نفوذ السوق الموازية للدولار، الذي يهيمن على الاقتصاد السوري منذ أعوام.

وكانت غالبية مناطق المعارضة السورية تستعمل الليرة التركية “الهابطة أصلا”، والتي كانت ولا زالت تعاني انخفاض كبير أمام الدولار الأمريكي. وبقيت مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تستخدم الليرة السورية في تعاملاتها اليومية، وأدى ذلك باستقرار نسبي لسعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، وأيضاً وجود سيولة ضخمة من العملة السورية في مناطقها. 

التعليقات مغلقة.