عندما يقول لك طفلك: أكرهك

35

349“أكرهك” عبارة قصيرة، لكنّها قد تثير ألم الأهل كثيراً، إذا ما جاءت على لسان طفلهم. فالأهل يرون كلّ ما تعبوا من أجله من تربية وجهد، يضيع بكلمة ولحظة واحدة. والخلاصة التي يتوصلون إليها أنّ طفلهم لا يحبهم.
ومع ذلك، فالخبيرة في شؤون التربية ميري والاس، لا تجد أيّ ضرورة لمثل هذا التخوف. وتقول، في مقال لها، في “بسيكولوجي توداي”، إنّ الطفل يحبّ أهله أكثر من أيّ شخص في العالم. إنّما يشعر فقط بالغضب الشديد حول شيء ما.
فالأطفال يملكون قدرات لغوية محدودة. ومن الصعب عليهم التعبير عن مشاعرهم. ولا يعرفون كيفية قول “أنا غاضب جداً لأنّك لن تسمح لي بالذهاب إلى الملعب”، بل يقولون بدلاً منها “أكرهك”.
كما يحصل شيء آخر مع الأطفال الأكبر. فمع نموهم وتطور مهاراتهم اللغوية، يكتشفون أنّ اللغة تمدّهم بالقوة. وعندما يقول لهم أطفال آخرون “أكرهكم”، يكون للكلمة وقع مدمر عليهم. فيشعرون حينها بالضعف والنبذ، ويبادرون إلى قولها بدورهم لأهلهم، كنوع من استعادة الشعور بالقوة.
تنصح الكاتبة بمقاربة الحالة من خلال التركيز على غضب الطفل، وعدم اعتبار كلمة “أكرهك” هجوماً شخصياً. كما يجب الإقرار بمشاعر الطفل.
ويمكن للأهل تعليم طفلهم عبارة يستخدمها عند الغضب، بدلاً من “أكرهك”. فيقولون له: “عندما تشعر أنّك غاضب قل: أنا غاضب. وسنساعدك”.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأهل أن يعلموا طفلهم الكثير عن قوة الكلمات وتأثيرها. فبإمكانهم أن يشرحوا له أنّ الكره كلمة تجرح مشاعر الآخرين. وهنا يجب تذكيره بتأثير الكلمة عليه، عندما استخدمها أحدهم ضده، وبما شعر وقتها. فاستخلاص الأمثلة من تجربته الشخصية، سيساعد الطفل في التعاطف.
وفي كلّ الأحوال، تحذر الكاتبة من تأنيب الطفل بسبب كلماته. فالتأنيب يشعره بالسوء حيال تواصله معهم، ويؤكد له أنّ مشاعره غير مرحّب بها. فالمطلوب دائماً وضع الحدود للأطفال، من دون الإضرار بتقديرهم لذاتهم.

العربي الجديد

التعليقات مغلقة.