“الحمى التيفية” موضوع حلقة جديدة من برنامج “صحتك بالدنيا” مع الدكتورة “كفاء محمد إلياس” أخصائية بالأمراض الداخلية والهضمية

23

 

تُعرف الحمى التيفية بأنها عدوى جرثومية، أهم أعراضها الحرارة، ولها أكثر من 2000 نوع، إلا أن أبرزها هي “السالمونيلا”، وتشيع الإصابات في البلدان النامية بسبب تدني مستويات النظافة وسوء خدمات الصرف الصحي وانهيار المجتمع الصحي، ولدى السالمونيلا أنماط عديدة تتسبب التهابات في الأمعاء وهي ليست حمى تيفية.

وقالت الدكتورة “كفاء محمد إلياس” أخصائية بالأمراض الداخلية والهضمية، خلال لقائها في برنامج “صحتك بالدنيا”، إن المرض يمر بعدة مراحل، ففي المرحلة الأولى أي الأسبوع الأول، تكون الحرارة  خفيفة، مترددة، وتشتد في الأسبوع الثاني وتزداد تدريجياً وخاصة في الليل، وقد تصل إلى 40 درجة، إضافة إلى ألم في البطن والذي يرافقه إسهال أو إمساك ووهن عام وتوعك مع آلام مفصلية أو عضلية وصداع، وأحياناً رعاف، وقد يتطور إلى طفح جلدي على الصدر والظهر إلا أن هذه الحالة تراجعت نوعاً ما، ويصيب المرض جميع الأعمار خلال فصل الصيف لتناول المثلجات ووجود الذباب وأيضاً في فصل الخريف.

وأوضحت الدكتورة أن طرق الإصابة بالمرض تكون عن طريق الأطعمة والمشروبات الملوثة المصابة بجرثومة السالمونيلا التيفية، إضافة إلى أن فضلات المصابين والحاملين للجرثومة تكون مصدر أساسي للعدوى، وهي تنتقل من إنسان لإنسان، ولا تنتقل عن طريق الحيوانات، وأيضاً يلعب الذباب دوراً كبيراً في نقل العدوى بشكل مباشر.

كما أن الأشخاص الذين لديهم حموضة المعدة قوية تكون المقاومة عندهم قوية أيضاً، حيث تعمل على إضعاف قوة الجرثومة، أما المرضى الذين يعانون من ضعف الحموضة ويتناولون المضادات، أو الكبار في السن فهؤلاء تكون المقاومة عندهم ضعيفة، ويصابون بالالتهابات، حيث تدخل الجرثومة إلى الجهاز الهضمي ثم تنتقل إلى مجرى الدم، والأوعية اللمفاوية، وتتسبب إصابات في الكبد وفي الكلية والرئة والطحال، وقد يصاب المريض أيضاً بالسحايا، لذلك تكون الإصابة حسب شدة المرض.   

ومن المضاعفات التي قد تحدث للمريض؛ أن الحمى التيفية قد تتطور إلى نزف هضمي أو معوي، يعني خروج الدم مع البراز، وأيضا عندما تكون الإصابة شديدة وتخترق طبقات الأمعاء فإن ذلك قد يؤدي إلى انثقاب الأمعاء، ويكون على شكل ألم شديد في البطن، مشيرة إلى أن نسبة الوفيات قليلة.

أما في المرحلة المزمنة وهي المرحلة الأخطر، يكون المريض حاملاً للمرض، والأعراض تكون غير واضحة وتظهر على شكل ألم شديد، وتطرح هذه الجراثيم عبر البراز والبول وتكون مصدر عدوى لغيره.

أما السبب الذي يجعل من الجراثيم تصل إلى مرحلة مزمنة فهي بسبب ضعف في جدار الأمعاء، ووجود حصيات في المرارة مثلا، مما يجعل الجرثومة تستقر داخل جدار الأمعاء وأيضاً في الطرق البولية وقد تصل للكلية، فإذا كانت هناك حصيات بالجهاز البولي يؤهب المكان لاستقرار الجراثيم، وبالتالي كلما كان هناك طرح للفضلات تخرج دفعة من الجراثيم الحية.

ووفق الدكتورة، يتم تشخيص المرض عبر عدة اختبارات، ومنها الاختبار المباشر وهو البحث عن الجرثومة بذاتها، وغير المباشر عن طريق ردة فعل الجسم على وجود هذه الجرثومة، فالاختبار المباشر يكون عبارة عن زرع الدم أو نقي العظم أو البراز ونتائجه إيجابية، وغير المباشر يكون بإجراء اختبار لتعداد كريات الدم لأنها تتسبب بنقص كريات الدم، وأيضا اختبار لمعرفة وظائف الكبد والكلية وإيكو البطن، إضافة إلى اختبار (فيدال).

وقالت الدكتورة إن العلاج الأساسي لمرض الحمة التيفية يكون عبر المضادات الحيوية والصادات، وتكون لكل حالة خطة علاج معينة خاصة بالمريض، إضافة إلى تعويض المريض بالسوائل وتناول الأطعمة الخفيفة الملائمة للأمعاء، والابتعاد عن البهارات والأكل الدسم والألياف.

وقدمت الدكتورة كفاء محمد إلياس أخصائية بالأمراض الداخلية والهضمية، في ختام لقائها عدة نصائح، منها: اتباع قواعد الصحة والاهتمام بالنظافة، حماية الأكل والشرب من مصادر التلوث، العناية بسلامة مصادر الصرف الصحي وتصليحها، إجراء تحاليل دورية للأشخاص العاملين في المطاعم لأن العدوى تتواجد بشكل أكبر وقد يكون مصدر عدوى للزبون، والحفاظ على نظافة الخضار والطعام بشكل عام.

إعداد: أحمد بافي آلان

أدناه رابط الحلقة كاملاً:

 

التعليقات مغلقة.