بدأت المحاضرة التي تمَّ تنظيمها من قِبل رئاسة المجلس التنفيذيِّ في مقاطعة الجزيرة مع قوات الآساييش في قاعة المجلس التشريعيِّ في مقاطعة الجزيرة بدقيقة صمت على أرواح الشهداء, كانت بحضورالمحامي أكرم حسو رئيس المجلس التنفيذيِّ لمقاطعة الجزيرة ورئيس قوات الآساييش العامة جوان إبراهيم ,وكانت الهدف منها زيادة الوعي لدى قوات الآساييش من خلال تقديم مجموعة من النصائح لهم, وذكر مجموعة من التجارب في المنطقة العربية التي شهدت ثورات مع بعض الإرشادات .
بدأ الأستاذ إبراهيم مسلم كلمته بترحيب الضيوف , وشكر قوات الآساييش على مجهودهم في المحافظة على أمن المقاطعة , من ثم بدأ بسرد عن تجارب المنطقة العربية ومنها؛ تجربة مصر ,لبنان ,تونس ,ليبيا والتي تواجه مهمة صعبة متمِّثلة في إصلاح المؤسسات الأمنيّة .
وقال :”وكما نرى الحالة المصريّة التي تواجه العقبات الاستراتيجيّة حسب رأي العقيد محمد محفوظ – رئيس السابق لإدارة العلاقات في وزارة الداخليَّة المصريّة -الدولة المصرية قسَّمها التحديات الاستراتيجية إلى أربع فئات وهي؛ تحديات وظيفية هيكلية إدارية تشريعية, و الحالة اللبنانيّة قال” إنَّ لبنان تعاني زيادة التدَّخل السياسيِّ في الأمور الأمنيّة مع زيادة الإعانات الاجتماعية للحد من الفساد ومعالجة مسألة مستوى الأجور الضعيفة لقوى الأمن , وموازنة الديموغرافية وهي تركيبة سكّانيّة لقطّاع الأمن حيث من الضروريِّ أن يكون هناك تمثيل عادل لجميع الطوائف, حسب رأي اللواء أمين صليبا (رئيس السابق لهيئة الأركان في القوى الأمن الداخليِّ اللبنانيِّ ).
و الحالة التونسية لا تختلف عن سابقيها والتي تحتاج إلى حلول حسب رأي محمد زاهر العكرمي – الوزير المكلف بالإصلاح في وزارة الدّاخليَّة- وهي الشفافيَّة من خلال التأكيد على ضرورة تحديد هوية جميع قوات الأمن بوضوح ، ورقابة الداخليَّة من خلال وجود هيئات داخلية قادرة على الإشراف” .
أمَّا حالة ليبيا فأكَّد أنَّ ليبيا تحتاج إلى الحدود الأمنيّة وغياب الرؤية لدى السياسيين والأمنيين حسب جوزيف ووكر كزنز( رئيس مكتب السفارة البريطانيّة ).
وايضاً قام المحاضر إبراهيم مسلم بشرح الأهداف والمهام والواجبات التي على قوات الآساييش التحلي بها, ومن مهام قوات الآساييش التي يجب ان يقوموا بتنفيذها ولا يجب على أحد مخالفتها؛ الحفاظ على النظام العام والسلم الأهلي والأمن الجماعي ، وأيضاً الحفاظ على المؤسسات المدنيّة وحماية الممتلكات العامة ، حماية التراث الشعبي ، تنظيم حيازة الأسلحة والذخيرة ، وتنفيذ كافة القرارات والأحكام والبلاغات التي تصدر من قِبل الجهات العدليّة والإداريّة ، أمّا الواجبات؛ فهي التحليِّ بالأخلاق والمسؤوليّة العالية أمام المهام الملقاة على عاتقهم ، الالتزام بحدود صلاحيّاتهم المرسومة ،إعطاء التدريب, أهمية قصوة من ناحية النفسيّة والأخلاقيّة والمعرفيّة ، أن يحافظ على اللياقة البدنية عبر ممارسة الرياضة ، عليه أن يتعامل مع الأخرين بحكمة ، المواظبة على عمله بانتظام وتفاني ، أن يعدَّ عمله بأمانة إنسانيّة وأخلاقيّة لخدمة المجتمع ، الاعتناء بالمظهر الخارجيّ والهندام لأن الآساييش هم واجهة الدولة ، وفيما يتعلّق بنظام سجون فأن على عناصر الآساييش أن يتبع المبادئ حقوق الإنسان والشرعيّة الدوليّة وفقاً ممّا يلي:
– لا يجوز استخدام وسائل العنف المادي والمعنوي
– تأمين شروط المعيشيّة المناسبة لكافة المساجين
– على إدارة السجون أن تقوم بنشر التوعية والتوجه من خلال إعطاء المحاضرات عن الأخلاق وقيم الاجتماعية
-على إدارة السجون أن توزع السجناء في المهاجع او الغرف حسب نوع الجرم ، من خلال إيداع القاصرين في مراكز خاصة للإصلاح والتأهيل التربويِّ ، فصل بين النساء والرجال ، لا يجوز إدخال الأطعمة من خارج السجون إلّا في الحالات الخاصة ، يجب تهوية الاماكن وغرف السجناء ، يجوز زيارة السجين مرة واحدة في الاسبوع .
ثم بدأ السيد إبراهيم بالإجابة على أسئلة الحضور من قوات الآساييش وتمحورت الأسئلة حول عدد من النقاط وهي؛ لماذا تمَّ اختيار هذه الدول؟ ولماذا يتم مقارنتنا بدول التي تعاني من المشاكل الأمنية؟ لماذا لا يتمُّ مقارنتا بدول المتقدمة التي لا تعاني من المشاكل الأمنية ؟
وكان رد الأستاذ إبراهيم كالتالي:” انه يجب دائماً النظر من وجهة نظر سلبية لتلافي الأخطاء والعيوب والاستفادة من تجارب تلك الدول لأنّها دول تقترب منّا جغرافيّاً ولنا معهم تاريخ طويل” وفيما يخص سؤال عن الدول التي لا تعاني من المشاكل الأمنيّة ولها نظام أمني حضاريّ أجاب إبراهيم:” أنّه كان عليِّ إضافة دول اخرى التي لا تعاني من تلك المشاكل” و قال أيضاً:” إنَّ نظام الأمن الدَّاخلي لقوات الآساييش تشبه في مضمونها نظام الدول الاسكندافية ، ولهذا لم أذكر نظام الدول المتقدمة لأنَّ تجربة آساييش روجآفا تكفي بأن يُحتذى بها.
وفي مداخلة لـ “جوان إبراهيم” رئيس قوات الآساييش العامة قال:” أنّ على قوات الآساييش ألَّا تفرّق بين المواطنين ، بل وعليهم أن يقوموا بتنفيذ القانون على كل شخص، وأنّه لا يوجد فرق بين الحزبي والمدني وبين الرجل والمرأة فالجميع على خط واحد في القانون.
وفي النهاية قام المجلس التنفيذيِّ في مقاطعة الجزيرة بتكريم قوات الآساييش العامة التابعة لكانتون الجزيرة واستلمها جوان إبراهيم ـ رئيس قوات الآساييش العامة.
التعليقات مغلقة.