بيدرسن يدعو إلى خفض التصعيد ويحذر من اندلاع حرب إقليمية
قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون إن هناك “خطراً واضحاً وحاضراً يتمثل في اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً تجر الشعب السوري إلى مرمى نيرانها”، فيما تتصاعد حدة الصراع في البلاد، وجدد دعوته إلى خفض التصعيد على جميع الجبهات.
وكرر المبعوث الخاص نداء الأمين العام أنطونيو غوتيريش الشديد لضبط النفس إلى أقصى حد، وأضاف: “الحاجة القصوى في الوقت الحالي هي خفض التصعيد، الآن، في جميع أنحاء المنطقة – بما في ذلك وقف إطلاق النار في غزة. وفي سوريا نفسها، نحتاج أيضا إلى خفض التصعيد وصولاً إلى وقف إطلاق نار على مستوى البلاد، كما دعا قـرار مجلس الأمن رقم 2254، إلى جانب نهج تعاوني لمكافحة الجماعات الإرهابية المدرجة على قائمة مجلس الأمن وفقاً للقانون الدولي”.
ودعا المبعوث الخاص إلى حماية السوريين أينما كانوا، بما في ذلك في البلدان المضيفة، مضيفاً أن الخطابات والأفعال المناهضة للاجئين يجب أن تتوقف. وقال إن اللاجئين الذين يعودون طواعية يحتاجون إلى كل الدعم للقيام بذلك، لكنه أضاف أن العودة الطوعية تظل بأعداد صغيرة، فيما يستمر الناس في مغادرة سوريا.
وقال بيدرسون إنه “من غير الواقعي الاعتقاد بأنه يمكن تحقيق الاستقرار بدون عملية سياسية، بين الأطراف السورية المتحاربة نفسها، بتيسير من الأمم المتحدة” في ضوء المظالم والانقسامات الإقليمية في سوريا، مؤكداً أن ذلك سيتطلب دعماً بناء ومتماسكاً من جميع اللاعبين الدوليين.
من جانبه، قال مدير قسم التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، راميش راجاسينغام، إن 13 عاماً من الصراع والصعوبات دفعت شعب سوريا “إلى ما هو أبعد من حدود التحمل العادي”، مضيفاً أن التغيير الهادف لن يأتي إلا عندما يكون مدعوماً بالسلام.
وأشار راجاسينغام إلى أن أكثر من 16 مليون شخص في جميع أنحاء سوريا ما زالوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وكان التأثير “مدمراً بشكل خاص” على الأطفال. وأشار إلى أن أكثر من ثلث الأطفال في سن المدرسة لن يعودوا مع أقرانهم إلى الفصول الدراسية هذا العام، وتساءل عما يعنيه هذا لمستقبل سوريا.
وقال إن 1.6 مليون طفل آخرين معرضون لخطر ترك الدراسة خلال العام، وسط الأزمة الاقتصادية المتفاقمة وارتفاع الأسعار، الأمر الذي يدفع الأسر إلى إرسال أطفالهم، وخاصة البنين، إلى العمل، ودفع المزيد من الفتيات المراهقات والقاصرات إلى الزواج المبكر أو القسري.
وبالإضافة إلى ذلك، ارتفعت مستويات سوء التغذية الحاد لدى الأمهات والأطفال ثلاثة أضعاف في السنوات الخمس الماضية، وسيحتاج أكثر من نصف مليون طفل إلى علاج سوء التغذية هذا العام. وقال مسؤول الأوتشا إن نحو 2.5 مليون طفل ما زالوا نازحين في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك ما يقرب من مليون طفل يعيشون في المخيمات.
وقال: “إنها أزمة أجيال، حيث انتزعت براءة الطفولة من العديد من الأطفال، ونشأ العديد منهم دون أن يعرفوا حياة خالية من انعدام الأمن وعدم الاستقرار والحرمان. إنهم يستحقون ما هو أفضل من ذلك”.
التعليقات مغلقة.