«البيشمركة» تقصف بالمدفعية «داعش» في كوباني
بدأت قوات «البيشمركة» ومقاتلو «الجيش الحر» أول العمليات المشتركة مع «وحدات حماية الشعب» الكردي في كوباني، بقصف بالمدفعية الثقيلة مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في أطراف المدينة الواقعة شمال سورية وعلى حدود تركيا.
وأحيت هذه العمليات أملاً لدى الأكراد في أن تحول مساندتهم لإخوانهم الأكراد المدعومين بغارات جوية تقودها الولايات المتحدة دون سيطرة التنظيم على المدينة الحدودية مع تركيا.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية أن قوات الجيش الأميركي شنت سبع غارات جوية على أهداف لتنظيم «داعش» في كوباني يومي السبت والأحد. وأشارت إلى أن مقاتلات وقاذفات أميركية «عادوت التركيز على منطقة كوباني بشن خمس ضربات أصابت خمس وحدات صغيرة للدولة الإسلامية».
وأضافت أن ضربتين إلى الجنوب الشرقي من دير الزور في شمال شرقي البلاد، دمرتا أيضاً دبابة لـ «داعش» وملاجئ للمركبات.
وقال نشطاء أكراد إن مقاتلين من «البيشمركة» بدأوا أمس تفكيك مفخخات كان عناصر «داعش» زرعوها في المدينة، فيما أفاد «المركز الإعلامي لوحدات حماية الشعب» الكردي أن التنظيم واصل لليوم 48 هجماته للسيطرة على المدينة وسط تصدي المقاتلين الأكراد لتلك الهجمات.
وأضاف: «نفذت وحداتنا في الجبهة الجنوبية الشرقية لكوباني، هجمات على بعض النقاط التي احتلتها التنظيم وقتلت 14 منهم، وان اشتباكات عنيفة دارت في شارع البلدية وساحة الحرية في الجبهة الشرقية». وتابع إن «البيشمركة انضمت إلى مقاومة كوباني ونفذت هجوماً مشتركاً مع وحداتنا مساء أمس ضد داعش في محيط كوباني، حيث تم تنفيذ الهجوم بصواريخ الكاتيوشا».
وقال إدريس نعسان نائب وزير الشؤون الخارجية في كوباني إن الأكراد العراقيين الذين يستخدمون المدفعية بعيدة المدى انضموا إلى المعركة ضد «داعش» مساء السبت. وأضاف: «شاركت البيشمركة أمس بالقتال… شاركوا بمعارك بعد الظهر. استعملوا المدفعية النظامية التي جلبوها معهم. نحن لم يكن لدينا مدفعية. كان لدينا مورتر وأسلحة محلية الصنع». ولم يقدم نعسان مزيداً من التفاصيل ولم يتسن على الفور التأكد من تحقيق تقدم في مواجهة «داعش».
ويمثل وصول 150 مقاتلاً عراقياً من قوات البيشمركة الكردية أول مرة تسمح فيها تركيا بعبور قوات من خارج سورية لدعم الأكراد السوريين الذين يدافعون عن كوباني
وقال جبار ياور أمين عام وزارة البيشمركة في منطقة كردستان في شمال العراق في إشارة إلى القوة الكردية المسلحة الأساسية التي تحارب في كوباني، إن المقاتلين العراقيين يدعمون «وحدات حماية الشعب» ولديهم عدد من الأسلحة شبه الثقيلة. وقال شهود عيان في منطقة مرشد بينار على الجانب التركي من الحدود إن صاروخين أطلقا ليلة السبت. وأوضح شاهد إن القتال كان أعنف يوم أمس من اليومين الماضيين، مشيراً إلى ضربة قرب الظهر وسماع دوي ثلاثة انفجارات.
وتركز الاهتمام على كوباني التي تعتبر اختباراً مهما لفعالية الغارات الجوية الأميركية ومدى قدرة القوات الكردية مجتمعة على صد «داعش».
وساعدت الغارات الجوية في إحباط عدة محاولات من التنظيم المتشدد للسيطرة على المدينة.
وكان نشطاء بثوا صوراً لقائد «المجلس العسكري في حلب» السابق العقيد عبدالجبار العكيدي في مدينة كوباني على رأس مجموعة من مقاتلي «الجيش الحر»، مشيرين إلى أن مقاتلي «الحر» يشاركون في المعارك إلى جانب الأكراد وأنهم ضمن الغرفة المشتركة لتنسيق العمليات العسكرية.
وكان لافتاً عقد قادة الجهات الثلاث لمؤتمر صحافي في المدينة. وقال عصمت شيخ حسن رئيس «هيئة الدفاع مقاطعة كوباني» إن «مجيء البشمركة إلى كوباني والانضمام إلى المعارك ضد الإرهابيين هو نصر للشعب الكردي وله دلالات سياسية وعسكرية ونتمنى أن تأخذ ذلك إلى حيز التنفيذ»، فيما قال قائد «البيشمركة» عبد القهار ان قواته جاءت كي «تقاتل جنباً إلى جنب مع وحدات حماية الشعب»، مشيرا إلى «وجود الآلاف من البيشمركة الذين سجلوا أسماءهم للالتحاق بالمقاومة الكردية».
من جهته، قال العكيدي: «جئنا لنقف مع فصائل الجيش الحر وحدات حماية الشعب ضد إرهابيي داعش»، مؤكداً أنه مقاتلي «الجيش الحر سيحاربون قوات وحدات حماية الشعب النظام وداعش الإرهابيين في كل مناطق سورية»، قائلاً: «إن مدينة كوباني مدينة سورية لذلك جئنا لحمايتها».
عن الحياة اللندنيَّة
التعليقات مغلقة.