واشنطن تريد توسيع الحرب على الجهاديين لتشمل الانترنت

179

10_28_05_34_
واصل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قصف مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق، في حين دعت واشنطن حلفاءها الى مواجهة الحرب الاعلامية التي يقوم بها هذا التنظيم المتطرف على الانترنت خصوصا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال المنسق الاميركي للتحالف الدولي الجنرال المتقاعد جون آلن في افتتاح اجتماع في الكويت خصص لمواجهة بروباغندا المتطرفين، ان هذه البروباغندا تشكل “حربا رهيبة … تهدف الى تجنيد وافساد عقول اشخاص ابرياء”.
واعتبر ان التنظيم المتطرف “لن يهزم حقا الا عندما يتم اسقاط شرعية رسالته الموجهة الى الشباب الذين لديهم نقاط ضعف”.
وكان آلن يتكلم امام ممثلين عن البحرين وبريطانيا ومصر وفرنسا والعراق والاردن ولبنان وسلطنة عمان وقطر والسعودية والامارات.
واكد المجتمعون في بيان ختامي انهم ناقشوا الخطوات التي تنوي الحكومات المعنية اتخاذها لتعزيز الحرب ضد الدعاية المتطرفة عبر الانترنت.
وافاد البيان ان الجهد المشترك يهدف الى “مضاعفة التزامنا للرد على التطورات المهمة ولتعزيز التواصل والتدريب وبرامج التعاون … ولمواجهة تجنيد المقاتلين الاجانب بشكل فعال”.
وقاد الوفد الاميركي مساعد وزير الخارجية الاميركي للدبلوماسية والشؤون العامة ريك ستينغل.
وقال ستينغل ان “عدد الذين يلتحقون بداعش (الدولة الاسلامية) يتراجع. نعتقد ان التنظيم يفقد جاذبيته”.
ويستخدم انصار التنظيم شبكة الانترنت بشكل مكثف اذ باتت الوسيلة الاكثر فعالية لتجنيد المقاتلين الاجانب.
وتشعر الحكومات الغربية بالقلق بشكل خاص من تأثير هذه الدعاية على الشباب المسلمين الذين يدعوهم التنظيم الى مهاجمة اهداف غربية.
وقال آلن ان “التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الاسلامية يتطلب مقاربة شاملة ومنسقة على المستوى الدولي والاقليمي والمحلي، وذلك عبر دمج العمل العسكري وتطبيق القانون والاستخبارات والوسائل الاقتصادية والدبلوماسية”.
واضاف “نحن هنا لنبحث في سبل الحاق الهزيمة بسياسة التنظيم ولمواجهة نشاطه في المجال الافتراضي عبر الشبكة”.
ميدانيا، شنت قوات التحالف غارات جديدة على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية حول مدينة كوباني السورية الكردية المجاورة للحدود مع تركيا.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاكراد نجحوا في رد الهجمات الاخيرة لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية الذين فجروا الاحد سيارة ودراجة نارية مفخختين في شرق المدينة.
ولا يزال الغموض يلف مسألة ارسال مقاتلين اكراد عراقيين من البشمركة الى مدينة كوباني لمساندة الاكراد السوريين هناك في حربهم مع قوات تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال وزير البشمركة مصطفى سيد قادر للصحافيين في برلمان كردستان “حتى الآن لم تتوجه قوات البشمركة الى كوباني، ونحن على استعداد لارسالها”.
اضاف “ننتظر موقف الدولة التركية، ولذا لم نرسل اي قوات الى غرب كردستان”، في اشارة الى المناطق الكردية في شمال وشمال شرق سوريا.
ولم يقدم قادر اي تفاصيل اضافية في تصريحاته المقتضبة قبيل مشاركته في جلسة للجنة شؤون البشمركة في البرلمان، مخصصة للاطلاع على وضع القوات على الجبهات التي تقاتل فيها “الدولة الاسلامية” في شمال العراق.
وكان المتحدث باسم قوات البشمركة هلكورد حكمت قال لوكالة فرانس برس الجمعة ان 200 عنصر من هذه القوات سيتوجهون الى كوباني خلال هذا الاسبوع، مشيرا الى ان هؤلاء سيشكلون “قوات دعم” مزودة رشاشات ومدافع هاون وراجمات صواريخ.
من جهة ثانية شن تنظيم جبهة النصرة وكتائب مقاتلة ضمن المعارضة السورية فجر الاثنين هجوما على مدينة ادلب، احد آخر معاقل النظام السوري في شمال غرب البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.
وتمكن مقاتلو المعارضة من احتلال مبنيين رسميين لبعض الوقت قبل ان تتمكن قوات النظام من طردهم منهما، واسفرت المعارك عن مقتل 15 مقاتلا معارضا وعشرين جنديا ومسلحا مواليا للنظام، بحسب المرصد. كما قتل عدد من المدنيين لم يحدد عددهم.
واكد الاعلام الرسمي السوري ان قوات النظام تمكنت من صد الهجوم.
وتسيطر قوات النظام على مدينة ادلب بينما تقع المناطق المتبقية من محافظة ادلب اجمالا تحت سيطرة مقاتلي المعارضة منذ الاشهر الاولى لبدء النزاع العسكري في سوريا بين النصف الثاني من العام 2011 والنصف الاول من العام 2012.
وافاد المرصد السوري عن “اشتباكات عنيفة اندلعت فجرا بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي الكتائب الاسلامية وجبهة النصرة من جهة اخرى عند اطراف مدينة ادلب”.
ووصف المرصد الهجوم بانه “الاعنف على المدينة”.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “خلايا نائمة” للمعارضة المسلحة داخل المدينة نفذت الهجوم، وهو امر نادرا ما حصل من قبل.
وتمكنت هذه الخلايا “بمؤازرة من عناصر من الشرطة التابعة للنظام واللجان الشعبية الموالية له تمردوا على النظام” من اقتحام مبنيي قصر المحافظ وقيادة الشرطة في المدينة. ووصف المرصد هذه المؤازرة ب”الخرق المهم” لقوات النظام.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله ان القوات المسلحة “وبالتعاون مع قوات من الدفاع الشعبية أحبطت محاولة تسلل مجموعات ارهابية من تنظيم جبهة النصرة الارهابي الى مدينة ادلب من عدة اتجاهات”، و”قضت على اعداد كبيرة من الارهابيين”.
في العراق قتل 14 شخصا على الاقل في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري في جرف الصخر وهي منطقة استراتيجية جنوب بغداد حيث توجد قوات حكومية وميليشيات شيعية، حسب ما افاد مصدر طبي.
كما شنت قوات التحالف ثلاث ضربات جديدة في محيط سد الموصل الذي كانت قوات تنظيم الدولة الاسلامية سيطرت عليه قبل ان تضطر الى الانسحاب منه الصيف الماضي، حسب ما افاد الجيش الاميركي.
على الصعيد الانساني، يزداد الوضع خطورة في العراق مع اقتراب الشتاء حسب ما اعلن في جنيف مدير مكتب الشؤون الانسانية في الامم المتحدة رشيد خالكوف مضيفا ان “خمسة ملايين ومئتي الف عراقي بحاجة الى مساعدات كما ان مليونا و800 الف اجبروا على ترك منازلهم منذ كانون الثاني/يناير الماضي نصفهم من الاطفال”.
واضاف ان “الشتاء قادم والجو بات باردا جدا خلال الليل وهناك 800 الف شخص بحاجة ماسة الى مأوى”، داعيا المجتمع الدولي الى التحرك سريعا لتقديم التمويل اللازم.

أ ف ب

التعليقات مغلقة.