متاحف الآثار في العالم الحاضنة الآمنة/الدكتورة يسرى الكجك

90

التقاطيتناول كتاب «متاحف الآثار في العالم» لمؤلفته الدكتورة يسرى الكجك، تاريخ جمع التحف، ومن ثم إيجاد الحاضن الآمن لها وهي «المتاحف»، التي صارت اليوم مؤسسات ثقافيّة متعددة المهام والوظائف. فهي المكان الذي تُعرض فيه الأشياء الثمينة التي خلفها الإنسان على امتداد العصور، بهدف الحفاظ عليها باعتبارها إبداعاً من إبداعاته في هذه الفترة أو تلك.
وبمرور الوقت، أخذت فكرة المتاحف تتطور من حيث الشكل والمضمون والدور الوظيفي، لاسيّما مع ظهور فكرة إنشاء المجلس الدولي للمتاحف في باريس، المواكب لفكرة إنشاء منظمة اليونيسكو وذلك أواخر أربعينيات القرن الماضي. فقد ظهرت أساليب جديدة للعرض المتحفي، ومسارات متحفيّة، وخزائن للعرض، وإضاءة طبيعيّة وصناعيّة للآثار، وتصميم البطاقات المرافقة لها، ومكان وضعها إلى جانبها..
وسجلات للمتاحف، وحمايتها وتأمينها بالأجهزة المتطورة…الخ. كما ظهرت التربية المتحفيّة للطفل، وإقامة المعارض المؤقتة، ومجموعة كبيرة من الفعّاليات المرتبطة بأنشطة تعليميّة وثقافيّة وطنيّة وعالميّة، يُضاف إلى ذلك، ربط المتاحف بالحدائق والمطاعم ومنافذ بيع الكتب والنشرات والهدايا التذكاريّة، بحيث باتت زيارتها مقصداً ثقافياً وترفيهياً. ويبين الكتاب مصادر تزويد المتاحف بكنوزها ومنها:
الاقتناء المباشر، المصادرات من التحف، أو عن طريق المبادلة التي تتم بشكل حذر لأن تصدير الآثار ممنوع، كما يُساهم التنقيب الأثري برفد المتاحف بعدد كبير من مقتنياتها. ونتيجة لتطور الوعي الحضاري لدى الشعوب، والاهتمامات العلميّة والاجتماعيّة بالمتاحف، تعددت أنواعها..
واختلفت توجهاتها التي تصب جميعها في معين الرغبة بالمعرفة والاطلاع، بحيث أصبح لدينا اليوم متاحف للمعروضات الأثريّة، وأخرى للعلميّة، أو للاجتماعيّة والفكريّة، وأضيفت إليها مهام جديدة، كالبحث العلمي، والحفظ والصيانة والترميم والنشاط التربوي والثقافي..
وتعمقت بالتالي العلاقة بين المتحف والزائر، إذ ساهم التحرك نحو وظيفة أكبر للمتاحف، من إفادتها كثيراً، حيث انتشلتها من حالة الركود والانعزال الذهني، ودفعتها للاندماج في الحياة التجاريّة والصناعيّة في المدينة أو الإقليم، إنما بنوع من الحذر لكي لا تُحرف المتاحف عن دورها الرئيس بالنشاط العلمي، ووظيفتها كمكان لحفظ الأشياء المهمة المرتبطة بتاريخ الإنسانيّة ومظاهر حضارتها المختلفة.
ويُشير الكتاب إلى ازدياد إقبال الجمهور العادي على المتاحف باستمرار، ما جعلها تحرص على البحث عما يُرضي الجمهور، لتصبح منبعاً للإثارة الذهنيّة، والدعوة إلى التقدم. كما يمكنها أن تكون وسيلة لتوصيل الأفكار الخاصة بالإنجازات الثقافيّة للشعوب.

عن بيان الإمارتيَّة

التعليقات مغلقة.