تقرير: غالبية الصحفيين الكرد السوريين في ألمانيا لا يعملون في مهنتهم

82

 
منطق “الشللية” في الأقسام العربية الموجودة في الوسائل الإعلامية، والتي لم تختلف عمّا كان يقوم به زملاء المهنة في أوطانهم.

أهم مشكلة تواجه الصحفيين الكرد في ألمانيا هي “اللغة”.. نظراً لأن اللغة الألمانية تمتاز بقواعد معقدة وصارمة.

قليلة هي المؤسسات الإعلامية الألمانية التي تقبل المساهمة في تدريب الصحفيين غير الناطقين بالألمانية.

 

كاوا عيسو /ألمانيا/ خاص Buyer

لم يكن للإعلام الحر والخاص قبل الأزمة السورية أي وجود داخل الجغرافية السورية، سوى بعض المواقع الكردية من المعارضة المعتدلة، وبعد أن بدأت شرارات الأزمة السورية، ظهر المئات من النشطاء الإعلاميين، في الساحة السورية عامة، والكردية خاصة، وتأسست العشرات من الوكالات، المؤسسات، والمراكز الإعلامية في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية، ومن ضمنها المناطق الكردية أيضاً.

ولأجل تنظيم عمل الصحفيين والإعلاميين وتلك المنابر والمؤسسات الإعلامية.. تأسست: “أطر، نقابات، اتحادات”، عديدة خاصة بالإعلاميين والصحفيين، وانتسب العديد منهم إلى تلك الأطر والمؤسسات، ومنهم من بقي خارجها.

كغيرهم.. اختار العديد من الصحفيين والإعلاميين الهجرة واللجوء إلى دول الاتحاد الأوروبي، الكثير منهم حاولوا من خلال منصاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي العمل بمهنته، تنمية قدراته، نشر الأخبار، ومشاركتها.

لا عدد، أو إحصاء رسمي من قبل الأطر والاتحادات المعنية بالصحفيين والإعلاميين الكرد والسوريين، المتواجدين في دول الاتحاد الأوربي وتحديداً دولة ألمانيا.

البعض من الصحفيين الكرد يتمكن من العمل ضمن الإعلام العربي، لكن قلة قليلة للغاية من الذين وصلوا للعمل ضمن الإعلام الألماني، بالكاد أن تسمع عن صحفي كردي!!.

ويواجه الصحفي الكردي السوري الكثير من الصعوبات والعوائق في ممارسة مهنته، أهمها عامل اللغة، والاندماج.

يقول “علي نمر” وهو صحفي كردي سوري هاجر إلى ألمانيا منذ سنوات، بأن الأمر لا يتعلق بالصحفيين الكرد!.

وأفاد “نمر” في تصريح خاص لموقع   www.buyerpress.com : إن القضية لا تتعلق بالصحفيين الكُرد فقط!؛ وإنما بالزملاء من مختلف الجنسيات. “هربنا من منطقة نزاع وحرب، فيمكن الحديث عن الصحفيين السوريين ككل، وبينهم الكُرد لأن أغلبهم كانوا- وما يزالون- يعملون في الوسائل الناطقة بالعربية، والذين غالبيتهم إما عاطلون عن العمل، أو يعملون في مهن بعيدة كلياً عن مهنة الصحافة”.

وقدم “نمر” مجموعة أسباب لعدم تمكّنهم من العمل في وسائل الإعلام الألمانية، وفي مقدمتها عامل اللغة، لأن معظمها تتطلب الإتقان الكامل للغة وهذا ما يعد ضرباً من الخيال في نظر الصحفيين الألمان أنفسهم لصعوبتها وخاصة للكبار بالعمر، أما العامل الثاني فيكمن في صعوبة التواصل مع الجهات المعنية للحصول على البيانات والمعلومات، أو الخوف من كتابة أيّة مادة قبل الحصول على الوثائق الرسمية وهذا يتطلب علاقات عامة وقوية لم نتمكن من تقويتها بعد، وثالثاً منطق “الشللية” في الأقسام العربية الموجودة في تلك الوسائل، والتي لم تختلف عمّا كان يقوم به زملاء المهنة في أوطانهم، وبالتالي من الطبيعي عدم الوصول لمراكز قرار التوظيف، والاضطرار للعمل بأيّة مهنة أخرى!.

ويتفق الصحفي الكردي المستقل “شيروان إبراهيم” ـ والذي هاجر من سوريا قبل الأزمة السورية إلى إقليم كردستان العراق، ومنها إلى دولة ألمانيا، مع زميله “نمر”، بأن أهم مشكلة تواجه الصحفيين الكرد في ألمانيا هي اللغة ـ نظراً لأن اللغة الألمانية تمتاز بقواعد معقَّدة وصارمة وغير مرنة مقارنة بغيرها كالإنكليزية والإسبانية والإيطالية، فالمتحدث باللغة لا يعني إتقانها لدرجة تخوله للعمل في الصحافة التي تحتاج إلى لغة وإمكانيات صياغة وتحرير وقراءة النصوص أو الأخبار في الإعلام الألماني.

ويلقي “إبراهيم” الضوء على ملف التوظيف في منابر كردية أو عربية وعن التغطية المطلوبة والمستمرة، فيقول: “المشكلة تكمن في مكان إقامة الصحفي وبُعد المسافات بين المدن والبلدات الألمانية، عن المكان أو الفعالية المراد تغطيتها، وذلك حسب سياسة وطلبات كل منبر أو مؤسسة إعلامية، فالجهة التي تريد تغطية شؤون الجالية العربية أو الكردية تفرض على الصحفي الانتقال بشكل مستمر وقطع مسافات طويلة تبدو بعيدة ومتعبة، وحين تفرض المؤسسات على مراسليها متابعة الشؤون الألمانية، فذلك يعني أن يقيم المراسل حصراً في العاصمة الألمانية، وهذا يبدو صعباً للغاية.

 وختم “شيروان إبراهيم” حديثه لموقع www.buyerpress.com: قائلاً: “تبقى الصحافة أفضل من غيرها من المهن التي لا تساوي إلا القليل في ألمانيا كمهنة المحاماة مثلاً، فالمحامي الذي تخرج من دولة شرق أوسطية تعادل شهادته وسنوات خبرته بمقدار سنة دراسية واحدة فقط في ألمانيا، أو مثلاً: “الأطباء، والمهندسين” الذين يحتاجون من سنتين إلى ثلاث سنوات، لتعديل الشهادة وخوض العمل المهني. إلا أن الصحافة عائقها الرئيسي هو اللغة وكل “صحفي” يتقنها حسب إمكاناته.

 

الصحفي الكردي “كمال أوسكان” من سكان مدينة “بيلفلد” الألمانية، يتحدث عن قلة المؤسسات الإعلامية الألمانية التي تقبل المساهمة في تدريب الصحفيين غير الناطقين بالألمانية ويقول: “حتى لو وُجدت تلك المؤسسات فهي غالباً في المدن الكبيرة وتحديداً العاصمة “برلين”، لذلك لم يحالف الحظ سوى القليل جداً من الذين تدربوا في مؤسسات إعلامية ألمانية واكتسبوا الخبرة.

ويرى “أوسكان” بأنه و”بالرغم من وجود الآلاف من الناطقين بـ (الكردية والعربية) في ألمانيا، بالكاد نجد اهتماماً بهذه الفئة المنوعة ضمن مواد المؤسسات الإعلامية، هذا النقص والإهمال يجبر الصحفي المهاجر للبحث عن فرصة عمل أخرى، وترك العمل الإعلامي.

واختتم الصحفي “كمال أوسكان” حديثه لموقع: www.buyerpress.com بالقول: “التحديات تتفاقم  مع مرور الوقت، ويواجه الصحفي الكردي السوري صعوباتٍ في العثور على فرصة عمل داعمة ومناسبة في المجال الإعلامي. وتزداد تلك الصعوبات بسبب عدم تعلم اللغة بشكل أكاديمي وعدم الاندماج السريع والمقنع في المجتمع الألماني.

 

وتجدر الإشارة إلى أن مهنة الإعلام ليست هي المهنة الوحيدة التي تصعب ممارستها في بلاد المهجر والاغتراب، وهناك العديد من المهن والشهادات، والاختصاصات التي يصعب على حامليها العمل في المجال نفسه، لنفس الأسباب بالإضافة إلى أسباب أخرى بحسب المهنة والاختصاص، ستحاول مؤسسة buyer الإعلامية تسليط الضوء على تلك المشاكل عن طريق تقارير كتابية في موقع المؤسسة الالكتروني، ومنصاتها، وأيضاً استضافة البعض منهم ضمن فقرات ونشرات برامجها الإذاعية.

التعليقات مغلقة.