أدب السجون.. شهادات حيَّة من خلف القضبان

33

التقاطكتابات السجن رافد مهم من روافد الأدب العربي الحديث، أسهم فيه بدرجات متفاوتة رجال ونساء ليبراليون وشيوعيون وإسلاميون وأفراد لم ينتموا لأي من هذه الاتجاهات السياسية، وكتاب مهمتهم الكتابة، وكتاب كان نص السجن هو نصهم الوحيد، سجلوا فيه تجربتهم ثم مضوا إلى أشغالهم وتخصصاتهم الأخرى.
وتشمل هذه الكتابات فضلًا عن اليوميات والسير الذاتية والروايات والقصائد والمسرحيات شهادات لا حصر لها ومقابلات وشذرات، باختصار: لدينا مادة هائلة تطالب الباحثين بفحصها وتحليل خطابها وتتبع سماتها وأشكال حوارها مع واقعها التاريخي، من منظور الدراسات التاريخية والسياسية والاجتماعية والنقدية. تلخص تلك المقدمة محتوى كتاب «أدب السجون»، الذي جعل مما كتب في السجون م..
وضوعًا له، وبرغم المباشرة التي اختارها محرر الكتاب شعبان يوسف في تسمية الكتاب بـ«أدب السجون» إلا أنه كان معبرًا عما بداخل تلك الصفحات من موضوعات مختلفة تدور كلها حول تأثير السجن. في الفصل الأول من الكتاب، الذي أهداه محرره إلى الكاتب صنع الله إبراهيم، يورد دراسات لكتاب كبار، ففي الدراسة الأولى..
والتي كانت بعنوان «أدب السجون في العالم العربي» ذكرت الروائية رضوى عاشور عدة نماذج لروايات تناولت السجون، وقامت بدراسات نقدية عليها، وأوضحت الكاتبة أن تلك الروايات هي مجموعة منتقاة مما كتب في السجون، موضحة أن ما قد كتب في ذلك النوع الأدبي هو ضخم بالفعل.
كذلك قدم الباحث الدكتور عمار علي حسن، دراسة مشابهة للنصوص، بعنوان «النص والجدار.. تجربة السجن في الأدب العربي المعاصر»، بينما اهتم حسين حمودة بالكتابة عن ثلاث روايات مصرية فقط وهي «تلك الرائحة ومأساة العصر الحديث وقدر الغرف المقبضة». أما الناقدة الدكتورة ثناء أنس الوجود..
فقد كتبت دراسة بعنوان «قراءة نقدية في نماذج مختارة من كتابات المثقفات المصريات الروائية خلف السجون، وكما يظهر من العنوان فإن الدراسة موجهة إلى «كل مثقفة مصرية اقتحمت في جسارة مساحات المسكوت عنه والمقموع وواجهت التابو رافضة الاستلاب والتهميش، فتضوعت القضبان يومًا ما بأريج أنفاسها وقطرات عرقها الناثر».
ويبرز الكتاب دراسة لأحمد بهاء الدين، كان موضوعها عن «تجربة السجن في أدب غالب هلسا»، وهلسا هو أديب ماركسي، شارك بشكل كبير في الحياة السياسية، وعبر عن مصر في كثير من أعماله الأدبية. وعن الروائي صنع الله إبراهيم، يكتب دكتور هيثم الحاج دراسة بعنوان «صورة المكان السردية بين شرف ويوميات الواحات»، وتعد رواية شرف من أهم الروايات العربية التي كتبت في إطار أدب السجون.

عن البيان

التعليقات مغلقة.