“الورم الليفي” موضوع حلقة جديدة من برنامج “صحتك بالدنيا” مع أخصائية أمراض النساء وجراحتها “مروة عباس محمد”

117

يعد الورم الليفي من الأمراض الشائعة، وتتعرض النساء لهذه الأورام في مرحلة الإنجاب والحمل والنشاط التناسلي، كما يعرف الورم الليفي بأنه من الأورام الحميدة، ولا يوجد رابط بينه وبين سرطان الرحم، ويطلق عليه اسم “الأورام الليفية الملساء” أو “السليمة”.

وأوضحت الدكتورة “مروة عباس محمد” أخصائية أمراض النساء وجراحتها، خلال لقائها في برنامج “صحتك بالدنيا”، بأن الأورام الليفية تختلف من حيث الحجم ومكان التواجد في الجسم، وقد تصاب المرأة بورم ليفي واحد أو عدة أورام ليفية، وتوجد حالات تمتلئ فيها منطقة الحوض بالأورام الليفية، فتبدو المرأة كأنها حامل، وأغلب الأورام لا تظهر لها أعراض، إلا في حال راجعت السيدة الطبيب وتبيّن الورم أثناء التشخيص.

وأشارت إلى أن أعراض المرض الليفي غير ظاهرة، ولكن الأعراض الشائعة التي تظهر أولاً هي “نزف الدم الغزير والمستمر خاصة خلال الدورات الشهرية، أو عند المرأة التي تطول مدة الدورة لديها،  وإذا كانت مدة الدورة طبيعية لكن فجأة زادت عن أسبوع  أو عشرة أيام ، أو ظهور النزف ما بين الدورات الطمثية، إضافة إلى الشعور بألم مستمر في الحوض، سواء أثناء الدورة أو قبلها أو  بعدها، وإذا كان الورم قريباً من المثانة، يتسبب في حدوث ضغط على المثانة وصعوبة في التبوّل، وإذا كان الورم كبيراً يتسبب في حدوث الضغط على الأمعاء، وتظهر أعراضه في المعدة والكولون، إضافة إلى شعور بالثقل في الحوض وألم في أسفل الظهر، مشيرة إلى أن نسبة الإصابة تكون أكثر بعد عمر الثلاثين، وخاصة عند  النساء غير المتزوجات، أو اللاتي نسبة الإنجاب عندهن أقل، كما شُهدت حالات بأعمار في العشرين وأقل من عشرين عاماً.

وأوضحت بأن أسباب الإصابة بمرض الورم الليفي غير معروفة إلى الآن، لكن تشير أغلب الدراسات إلى وجود طفرات أو جينات تظهر عند بعض النساء، إضافة إلى العامل الوراثي، وزيادة نسبة الهرمونات، وبعض الخلايا الموجودة في الرحم تكون نسبة الاستجابة للهرمونات أعلى عن باقي الهرمونات، وفي هذه الحالة تكون السيدة معرضة في مرحلة ما من عمرها للإصابة بالورم الليفي، كما تشير دراسة إلى أن بعض السيدات تتطور الخلايا الجذعية عندها إلى ورم ليفي، وهذه أكثر النظريات الشائعة.

وتتعدد أنواع الأورام الليفية حسب مكان الإصابة، فالرحم له ثلاث طبقات “البطانة، العضلية، المصلية” والورم الموجود في عضلة الرحم يسمى بالورم الجداري، ويتشكل الورم تحت مخاطية الرحم وهو موجود في جوف الرحم، وتحت المصلية وهو ورم خارج حدود الرحم، وهذا الورم يضغط على المثانة والأمعاء، وهذه الحالات أكثرها شيوعاً.

وقالت الدكتورة بأن عوامل الخطورة تتشكل لدى السيدة عندما تتعرض لنزف خلال الطمث، وتؤدي إلى تعرضها لفقر الدم وتعب وإرهاق، وقد تحدث مشاكل أثناء الحمل (للجنين) ويؤدي لإسقاطات، واحتمال أن يؤدي الورم إلى العقم لأن الورم يمنع التعشيش، لكن أكثر ما تتعرض لها السيدة هو حدوث إسقاطات، وإذا كان الورم الليفي كبيراً قد يؤدي إلى حدوث انفصال في المشيمة، أو ولادة مبكرة، أو نقص في نمو الجنين، لأنه عندما يكون الورم كبيراً يأخذ حيزاً من الرحم، ولا يسمح للجنين النمو بشكل سليم.

ونوّهت الدكتورة: “يجب على السيدة مراجعة الطبيب إذا تعرضت فجأة لنزف طمثي غزير وألم مستمر، لدرجة تعيقها من القيام بنشاطاتها اليومية، أو صعوبة في التبوّل والشعور بالتعب والإرهاق.

وبيّنت بأن التشخيص يتم عن طريق الإيكو ومن خلاله يتم معرفة حجم الورم وتحديد مكانه، إضافة إلى جهاز الرنين المغناطيسي وهو أيضاً يحدد حجم الورم ومكانه، وجهاز التنظير لباطن الرحم حيث يكشف عن الأورام الموجودة تحت المصلية وهو للحالات الباطنية، كما يعد جهاز علاجي، ويمكنه إزالة الورم الموجود تحت المخاطية.

وقالت: “أول خطوة للعلاج هو أن توضع السيدة تحت المراقبة إذا كان الورم غير مؤذي، إضافة إلى الأدوية، والعلاج عن طريق اللولب الهرموني، وأخر مرحلة هي الجراحة، في حال إذا كان حجم الورم الليفي كبيراً، وأحياناً يكون الحل النهائي لضمان عدم رجوع الورم الليفي هو استئصال الرحم”.

واختتمت الدكتورة لقاءها بعدة توصيات هامة وهي: المراقبة الدائمة والمراجعة الدورية كل ستة أشهر تقريباً، التخفيف من الوزن، الاهتمام بالنظام الغذائي والابتعاد عن الكحول والتدخين، لأنهما يزيدان من نسبة الإصابة بالأورام الليفية.

إعداد: أحمد بافى آلان

أدناه رابط اللقاء كاملاً:

 

التعليقات مغلقة.