أكد الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية “بدران جيا كرد”، إن مناطق روجآفا (شمال وشرق سوريا)، تشكل جزءاً لا يتجزأ من الأراضي السورية، وذلك خلال ندوة حوارية نظمها معهد الشرق الألماني تناولت الأوضاع في المنطقة.
وحضر الندوة الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية، “بدران جيا كُرد”، والرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد السرياني “نظيرة كورية”، إلى جانب د. “أندرياس راينكى” مدير معهد الشرق الألماني، والصحافية الألمانية “كريستين هيلبرغ”.
وأكد “جيا كرد” خلال حديثه على أهمية متابعة الأوضاع في المنطقة، والتحديات التي تواجهها بما في ذلك هجمات الاحتلال التركي التي تضعف جهود مكافحة الإرهاب، وسبل الحل السياسي في سوريا وكيف يمكن للإدارة الذاتية أن تلعب دوراً محورياً في العملية السياسية.
وشدد “جيا كرد” على أن الهجمات التركية تستهدف البنية التحتية والمنشآت الحيوية في المنطقة، مما يُعرّض حياة المدنيين للخطر، وأشار إلى استفادة تنظيم داعش من هذه الهجمات لتنظيم خلاياه النائمة، كما تناول الحديث عن الوضع في المناطق التي احتلتها تركيا، مثل عفرين وسري كانيه وكري سبي، مشيراً إلى الانتهاكات التي ترتكبها تركيا ضد السكان الأصليين، داعياً المجتمع الدولي إلى إرسال منظمات حقوقية لتقييم الوضع ووقف مخططات تركيا.
من جانبها، الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد السرياني “نظيرة كورية” ركزت في حديثها على وضع المكون المسيحي والأقليات بشكل عام في مناطق روجآفا (شمال وشرق سوريا) وقالت: “السريان يواجهون خطر عودة التنظيم الإرهابي وهذا ممكن في أي وقت إن استمرت تركيا بمهاجمة مناطقنا وبقي المجتمع الدولي متردداً في تقديم الدعم اللازم للإدارة الذاتية” وأكدت كورية بأن “خطر داعش يزيد من هجرة السكان الأصليين وخاصةً المسيحيين وهذا مرفوض، نريد أن يبقى شعبنا على أرضه لا أن يهاجر بسبب عدم جدية العالم في رص جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية العالمية”.
كما تطرقت “كورية” خلال حديثها إلى الإدارة الذاتية وقالت: ” لقد شاركت كل مكونات شمال سوريا بتأسيس الإدارة والمكون السرياني من ضمنهم، لأننا رأينا فيها مشروع ضامن للمكون السرياني وباقي المكونات وكذلك حقوق المرأة”.
الصحفية “كريستينا هيلبرغ” والتي تزور مناطق روجآفا (شمال وشرق سوريا) منذ سنوات قالت في كلمتها: “سوريا تظل مقسمة عملياً إلى أربعة أقسام رئيسية، وهي: مناطق تحت سيطرة النظام، مناطق تسيطر عليها جماعات جهادية، مناطق تم الغزو فيها من قبل تركيا، والمناطق الواقعة في شمال وشرق البلاد التي تتبنى نظام الإدارة الذاتية، و تُعَدُ منطقة استراتيجية ذات أهمية بالغة، حيث تتنوع في مواردها وتعتبر محطة مهمة لجميع الأطراف المعنية”.
و تابعت الصحفية الألمانية حديثها بالقول: “تواجه الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تحديات كبيرة، وخاصة في ظل الهجمات المتكررة التي تشنها تركيا على مناطقها، إن هذه الهجمات تُعيق الجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب، حيث يبدو أن تركيا تتجاوز دورها المتوقع بدعم وتعاون الإدارة الذاتية في مكافحة التنظيمات الإرهابية ووقف انتشارها، بدلاً من ذلك، تقوم تركيا بقصف المناطق المُدارة ذاتياً، مما يُسهم في إعادة إحياء نشاط الإرهابيين ويشكل تهديدًا جديّاً على الأمان العالمي”.
وأكدت “هيلبيرغ” إن مشروع الإدارة الذاتية لكافة مكونات شمال سوريا، ليس مجرد مشروع كردي يهدف إلى الانفصال، بل مبادرة تُمثّل جميع الشعوب المتنوعة في المنطقة، تحتضن إدارتها عناصر متنوعة من السريان والأرمن والعرب، الذين يشاركون بفعالية في إدارة مناطقهم، لذا، يجب على الجميع التأكد من أن هذا المشروع يخدم مصالح جميع الأطراف ويسعى لتحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة “.
وفي رد على أسئلة المُشاركين، أكد “بدران جيا كرد”، على أهمية الوضع الجغرافي للشعوب المتعايشة في المنطقة، وخاصة الكرد، الذين يشكلون مكوناً أساسياً من مكونات الجمهورية التركية الحالية، مشيراً إلى خوف أنقرة من مطالبة الكرد في تركيا بحقوقهم، نتيجة كسب الحقوق المشروعة في ظل الإدارة الذاتية، وكذلك العرب والسريان والأرمن الذين يعيشون أيضاً في تركيا.
وأكد “جيا كرد” أن “تركيا تخشى من امتداد مشروع الإدارة الذاتية إلى أراضيها، حيث يعتبر هذا المشروع ضامناً لحقوق جميع الشعوب، وهو ما لا ترغب تركيا في تحقيقه، لذلك سياستها تجاه مناطقنا لن تتغير طالما هناك عداء كبير للشعب الكردي داخل تركيا، والأولى هو أن يبحث النظام التركي عن الحل للقضية الكردية والقضايا الديمقراطية داخلياً قبل اللجوء إلى العدوان على مناطقنا بحجة أننا نهدد أمنها القومي”.
وفيما يتعلق بدور الدول الكبرى في المنطقة، أشار “جيا كرد” إلى وجود اتفاقيات مع الولايات المتحدة الأمريكية تركز على جوانب عسكرية لمكافحة الإرهاب، داعياً إلى توسيع هذا التعاون شاملاً لإلحاق الهزيمة المستدامة بتنظيم داعش، كما أدان استمرار تركيا في قصف مناطق روجآفا، معتبراً أنها تستغل الموقف الضعيف للمجتمع الدولي والتحالف الدولي.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين الإدارة الذاتية وألمانيا قال جيا كُرد: “لدينا علاقات مع ألمانيا ضمن إطار التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وبإمكان الحكومة الألمانية أن تلعب دوراً أكثر نشاطاً في الحل السياسي ومكافحة الإرهاب، وكما أن قضية المعتقلين الدواعش وعوائلهم في المخيمات هي قضية دولية على المجتمع الدولي أن يدعم الإدارة الذاتية في إيجاد حلول جذرية مثل إنشاء محاكم دولية أو دعم محاكم الإدارة الذاتية المحلية وكذلك إنشاء مراكز التأهيل والتعليم للأطفال والعوائل لأن خطرهم يزداد يوماً بعد آخر.
واختتم الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية “بدران جيا كرد” حديثه قائلاً: “يجب على المجتمع الدولي عدم تهميش سوريا ومناطق شمال وشرق سوريا في ظل التطورات الراهنة في المنطقة وكذلك من أجل إنهاء خطر الإرهاب على العالم والحد من الهجرة تجاه البلدان الأوربية ويجب تقديم الدعم لمناطق الإدارة الذاتية والبحث عن الحلول على أرض الواقع للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة”.
التعليقات مغلقة.