أوباما: في حربنا على «داعش» تقدّم وانتكاسات
مع استمرار الاشتباكات العنيفة في مدينة عين العرب على حدود تركيا، حيث يحاول تنظيم «داعش» احتلالها وطرد المقاتلين الأكراد منها برغم القصف الجوي العنيف لمواقعه من قبل مقاتلات التحالف، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد التنظيم المتطرف، طويلة وفيها تقدّم وانتكاسات، بعد أن كان البيت الأبيض قال إن الاستراتيجية الأميركية ضد «داعش» تحقق نجاحاً.
وصرح أوباما لمسؤولين عسكريين كبار من 22 دولة اجتمعوا في قاعدة اندروز الجوية خارج واشنطن أمس، إنه يشعر بقلق عميق من هجوم تنظيم «داعش» على بلدة كوباني السورية، وإن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ ضربات جوية في المنطقة.
وتابع الرئيس الأميركي في كلمته لكبار المسؤولين العسكريين من مختلف دول التحالف ضد «داعش»، إنه قلق أيضاً من تقدم التنظيم المتطرف في محافظة الأنبار العراقية. وتوقع «حملة طويلة الأجل» ضده، معلناً أن هدف الولايات المتحدة وحلفائها تدمير «داعش» كي لا يبقى بمثابة تهديد في المنطقة أو للعالم. وأضاف أن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ستشمل تقدماً وانتكاسات.
وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في باريس أمس، أن تركيا سمحت للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة باستعمال «بعض» منشآتها. ونفت تركيا أخيراً أي «اتفاق جديد» مع واشنطن بشأن ذلك.
واعتبر كيري أنه لا يوجد «أي خلاف» في الموقف بين البلدين، وقال إن «تركيا وافقت على استقبال وتدريب وتجهيز الناس» وذلك خلال مؤتمر صحافي في باريس بعد لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وأضاف «وافقت بالتأكيد على استعمال بعض منشآتها، ولسنا بحاجة للدخول في التفاصيل إلا للقول إني لا أعتقد أن هناك أي خلاف حول ما سنفعله أو ما لا نفعله». وأضاف أن «لتركيا بالتأكيد دوراً مهماً جداً تمارسه في هذه العملية».
وفي تأكيد للموقف الجامع للقوى الغربية الرئيسية من تسليح معارضة سورية تقاتل قوات الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم «داعش»، نشر قصر الاليزيه فحوى مكالمة هاتفية جمعت الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع نظيره الأميركي مساء الاثنين، وقال البيان الرئاسي الفرنسي «لقد أكد الرئيسان على الاستمرار في الحرب ضد داعش في إطار التحالف الدولي ضد الإرهاب. كما أعربا عن إرادة مشتركة لتأمين المزيد من الدعم الدولي للمعارضة السورية المعتدلة».
هذه المعارضة وصفها أيضاً هولاند في لقاء صحافي قصير عقب افتتاحه معرض «المغرب المعاصر» في معهد العالم العربي في باريس، بأنها «الحليف الوحيد في سوريا الذي يمكن التعامل معه من أجل بناء سوريا ديموقراطية تحترم حقوق الإنسان». أضاف «علينا أن نؤمن لهذه المعارضة جميع أنواع الدعم الذي تحتاجه وأوصي تركيا في هذا الإطار بفتح حدودها أمام المعارضين السوريين الراغبين في الدخول للدفاع عن الشعب السوري بما في ذلك الأكراد السوريين».
وأكد الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال أمس على طبيعة المساعدات العسكرية التي تقدمها فرنسا وحلفاؤها للمعارضة السورية من دون إعطاء أي تفاصيل وذلك لـ«ضمان وصول هذه المساعدات وعدم تعريض حياة مستقبليها في الأراضي السورية للخطر» على حد تعبير الديبلوماسي الفرنسي.
كما كررت فرنسا موقفها المؤيد لإقامة منطقة آمنة بين سوريا وتركيا وقال نادال في هذا الصدد «أذكر بالموقف المشترك الذي أعلنه الوزير لوران فابيوس مع نظيره التركي الجمعة الماضي: إن فرنسا تؤيد المفترح التركي بإقامة منطقة آمنة، وإقامة مثل هذه المنطقة يتطلب تنسيقاً كبيراً وتعاوناً وثيقاً من الأسرة الدولية».
ودعم المعارضة السورية ضد الأسد و«داعش» هو أيضاً ما أكده وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند للصحافيين خلال زيارتيه الأخيرتين للولايات المتحدة والعراق حيث اعتبر أن أي تدخل عسكري دولي في سوريا لن ينتهي إلا بإخراج بشار الأسد من السلطة وقال «عندما نبني جيشاً من المعارضة السورية المعتدلة ونعززه بالقدرات العسكرية فإن هذا سيغير الأمور ميدانياً ويدفع ببعض مكونات النظام الى القبول بالتغيير السياسي لتفادي انهيار كامل للدولة وعدم تكرار ما حصل في العراق عند الإطاحة بنظام صدام حسين».
وفي العراق، تحاول الدول الغربية بشتى الطرق ومن بينها نشر فرق سرية خاصة إيقاف عناصر تنظيم «داعش» عن مواصله هجماتهم التي تركزت في الآونة الأخيرة على محافظة الأنبار (غرب العراق) من خلال الاستيلاء على مقار عسكرية وبلدات جديدة تتيح لهم توسيع مكاسبهم وتشتيت الجهد العسكري العراقي والدولي المناوئ لهم.
فبعد أكثر من شهرين على بداية الغارات الأميركية والحلفاء ضد معاقل المتشددين يتزايد خطرهم على الساحة العراقية وتحديداً باتجاه العاصمة بغداد والمناطق الغربية من العراق في ظل التكهنات والمعلومات المتزايدة عن محاولة تنظيم «داعش « الزحف على بغداد بعد السيطرة على الأنبار برغم تقليل القيادات العسكرية العراقية والأميركية من ذلك.
وكشف مصدر عراقي مطلع أن قوات برية من دول غربية يتوالى دخولها الأراضي العراقية وساهم بعضها في القتال الدائر ضد تنظيم داعش في شمال وغرب البلاد.
وأوضح المصدر في تصريح تابعته (المستقبل) أن «جميع الساسة العراقيين موافقون بل ويرغبون بدخول أكبر عدد من القوات البرية للأراضي العراقية لمقاتلة تنظيم داعش»، لافتاً الى أن «قوات نخبة أميركية وإسبانية وألمانية يتوالى وصولها إلى قاعدة سبايكر الجوية في محيط محافظة صلاح الدين بعلم الحكومة العراقية».
وبشأن المواقف الرافضة لنشر قوات أجنبية وآخرها الموقف المعارض من قبل وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري خلال زيارة نظيره البريطاني الى بغداد أكد المصدر أن «كلام وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري تكرار لتصريحات مسؤولين آخرين يتمنون وموافقون في جلساتهم الخاصة على دخول قوات أجنبية وقد أوصل عدد منهم هذه الموافقات لدول في التحالف الدولي ضد داعش وبخاصة الولايات المتحدة، لكنهم يخشون إعلانها بسبب رفض الجانب الإيراني لها».
وأضاف أن» الساسة الشيعة باتوا محرجين من إيران التي أرسلت قوات برية وجوية لمحاربة داعش في مناطق غرب وشمال بغداد وفي إقليم كردستان ويترددون في إعلان موافقتهم طلب قوات برية أجنبية لأن القيادة الإيرانية أعلنت رفضها ذلك»، مبيناً أن «الساسة السنة والأكراد كانوا واضحين في طلبهم الصريح مشاركة قوات برية أجنبية في طرد تنظيم داعش، لأن الخطر كبير ولا قدرة للقوات العراقية على مقاومته لوحده حتى مع وجود مساندة جوية غربية».
وفي أول تصريحات من نوعها طالب الشيخ علي حاتم السليمان أحد زعماء القبليين المؤثرين في الأنبار (غرب العراق) بتدخل عربي بري لمقاتلة تنظيم داعش.
وقال السليمان الذي يرأس مجلس ثوار عشائر الأنبار المناوئ لداعش في مؤتمر صحافي عقده بأربيل أمس «نطالب بتدخل قوات عربية برية بمعارك داعش وبالتحديد في المناطق السنية بالتعاون مع أبناء العشائر» مبيناً «أن هذه القوات ستطرد داعش ومن ثم تسلم المحافظ بأيد حرس الإقليم الذي سيشكل بمحافظاتنا».
ولم يستبعد الزعيم القبلي السني في الأنبار قدرة تنظيم «داعش» على اجتياح العاصمة بغداد على غرار المناطق الأخرى ، لافتاً أن «تنظيم داعش استولى على أكبر سبع بلدات في الأنبار رغم الضربات الجوية التي تشنها طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة».
واعتبر السليمان أن «رئيس الوزراء السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي نوري المالكي يتحمل ما يحصل في العراق عندما فر جيشه أمام المتشددين في حزيران (يونيو) الماضي وترك وراءه أسلحة بمليارات الدولارات».
وتأتي تصريحات الزعيم القبلي السني في وقت راجت فيه أنباء عن تقدم عناصر» داعش « بالقرب من مطار بغداد الدولي واتخاذ الأجهزة الأمنية العراقية إجراءات مشددة بعد وقوع معارك قرب مطار بغداد بين الجيش وتنظيم داعش وهو ما كذبته قيادة عمليات بغداد التي قال المتحدث باسمها العميد سعد معن إن «لا اشتباكات قرب العاصمة أو مطارها ولا حتى إطلاق رصاصة واحدة».
كما نفى قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبد الأمير الشمري على هامش زيارته للقطاعات العسكرية في قضاء أبو غريب (غرب بغداد) «وجود توتر أمني في مناطق أطراف بغداد بسبب تقدم عصابات (داعش) « مشيراً الى أن «مناطق حزام بغداد مؤمنة لا سيما الغربية منها».
وفي تطور أمني آخر أفاد مصدر في الشرطة العراقية أن 24 عراقياً قتلوا وأصيب 54 آخرون في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري عند مدخل مدينة الكاظمية (شمال بغداد). وقال المصدر إن «النائب أحمد الخفاجي عن كتلة بدر (بزعامة هادي العامري) والذي شغل قبل سنوات منصب وكيل وزير الداخلية قتل في التفجير».
عن المستقبل اللبنانيَّة
التعليقات مغلقة.