في الذكرى الرابعة لاحتلالها.. لجنة مهجّري سري كانيه تدعو المجتمع الدولي لاتخاذ قرار مسؤول يعيد للأهالي حقّهم

19

 

أصدرت لجنة مهجري سري كانييه (رأس العين)، بياناً إلى الرأي العام في الذكرى الرابعة للاحتلال التركي لمدينة سري كانييه (رأس العين)، دعت فيه المجتمع الدولي القيام بواجباته، وعدم التنصل من مهامه، في تحقيق السلم والأمن الدوليين وحماية المدنيين، والبحث في قضية سري كانييه والمدن المحتلة الأخرى، وأريافها وأهلها المهجرين، واتخاذ قرار مسؤول وجدّي يعيد للأهالي حقّهم في العودة الآمنة.

 

وجاء في نص البيان ما يلي:

أربع سنوات على احتلال سري كانييه/ رأس العين/ رش عينو.. والمناطق المحتلة ترزح تحت نير الاحتلال والمهجرين ينتظرون ساعة العودة الآمنة.

يدخل أهالي سري كانييه/رأس العين/ رش عينو العام الخامس، وسري كانييه وأريافها والمناطق الأخرى محتلة، مع استمرار عمليات الاستيطان، واغتصاب حقوق من بقي فيها، إضافة إلى انتهاكات وجرائم فظيعة ترتكبها العصابات بتوجيه من الجيش التركي، حيث تتسع الانتهاكات لتشمل عمليات القتل والسلب والنهب والسرقة والإخفاء القسري والاستيلاء على منازل المهجّرين، إضافة إلى توطين عوائل من مناطق سورية مختلفة ومن خارج سوريا في منازل السكان الأصليين.

أربع سنوات، وأهالي المدينة بكل مكوناتها من (كرد وعرب والسريان الآشوريين وكلدان وإيزيديين وشيشان وشركس وتركمان وأرمن) مبعدون قسراً عن مدينتهم، ومشتتون في المخيمات ومدن وأرياف مناطق شمال وشرق سوريا.

منذ احتلال المدينة وأريافها بشكل مباشر في تاريخ ٩ تشرين الأول ٢٠١٩، عبر عملية عسكرية برية وجوية شاركت فيها الكثير من الجهات الدولية والإقليمية والتي سميت بعملية (نبع السلام) بينما هي في حقيقتها دمرت وقتلت السلام علناً، فقد واجهها أهالي سري كانييه/رأس العين بالمقاومة، فهي من بداية الأزمة السورية طليعة المدن المستهدفة من قبل الدولة التركية وأدواتها الإرهابية، حيث تصدت بكل مكوناتها جميع محاولات المحتل التركي غير المباشرة، وأفشلت كثيراً من المخططات التي كانت بوابتها مدينتنا المحتلة حاليا، حرصت مكونات المدينة على كرامتها وعدم العيش تحت مظلة المحتل، والمجموعات الإرهابية وبغية الحفاظ على الكرامة، والأرواح ومن الخطر المجهول، كان كافياً لاختيارهم أمرّ الخيارات في الابتعاد عن المدينة والعيش في الشتات والغربة.

أربع سنوات؛ ولم يتردد السكان الأصليون في الدفاع عن حقوقهم، وقضيتهم العادلة بشتى الوسائل الممكنة، إلى جانب شوقهم لمدينتهم وأريافها، ففي مدن التهجير التي استقر فيها أهالي سري كانييه/ رأس العين/ رش عينو، لايزالون يصرّون على خيار العودة.

أربع سنوات ضمن سنوات الحرب السورية، تقويم يضاف لمأساة الأهالي من ويلات الحرب، فلا حرب أخرى ولا صراع جديد هدفهم، بل بات حلمهم العودة الآمنة والاستقرار، وهم يشيرون دومًا في البحث عن وجع قضيتهم، وإيجاد حل يعيدهم لمدينتهم وأريافها.

 أربع سنوات، والأهالي ينتظرون قراراً دولياً، يشملهم وينصف قضيتهم وحقوقهم المسلوبة بعد تهجيرهم، ويعيدهم لديارهم، ويكشف زيف وخداع الاحتلال، الذي اجتاح المدينة بحجج واهية، ومارس جرائم فظيعة، وانتهاكات جسيمة بحق السكان الأصليين المتبقين.

وخلال السنوات المنصرمة من الاحتلال، ومسلسل القتل والتدمير وممارسة سياسة التتريك، والتغيير الديموغرافي، بات المجتمع الدولي يعلم تمامًا، حقيقة ما يحصل في سري كانييه/ رأس العين/رش عينو، ويوثق ذلك في تقارير دولية مثل تقارير لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا، وتقارير منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش، والأمنستي وتقارير مؤسسات ومنظمات محلية.

تتزامن هجمات الدولة التركية في الأيام الأخيرة الفائتة، مع ذكرى مرور أربع سنوات على احتلال المدينة، والتي تهدف إلى تهجير سكان المناطق الأخرى، والنيل منها واحتلالها أسوة بالمناطق المحتلة (سري كانيه /عفرين /كري سبي)، لتنفيذ مخططاتها على امتداد جغرافية سورية واسعة، وإرغام السكان الأصليين على ترك َمنازلهم وقراهم ومدنهم، وإتاحة الفرصة للمحتل بإحداث تغيير ديموغرافي حقيقي وجذري على الارض.

ومن هنا فإن لجنة مهجّري سري كانييه/ رأس العين/رش عينو، تدعو المجتمع الدولي القيام بواجباته وعدم التنصل من مهامه، في تحقيق السلم والأمن الدوليين وحماية المدنيين، والعمل على تقويض انعدام الاستقرار في سوريا، والبحث في قضية سري كانييه والمدن المحتلة الأخرى، وأريافها وأهلها المهجرين، واتخاذ قرار مسؤول وجدّي يعيد للأهالي حقّهم في العودة الآمنة، دون وجود قوى عسكرية أو احتلال، فإيجاد حل لقضيتها، وإبعاد الدولة التركية عن الملف السوري، يعتبر بمثابة بداية لمرحلة السلام في سوريا، وتهيئة الأجواء لبناء الثقة بين السوريين، وضرورة دعم حق السكان الأصليين في العودة لأراضيهم وأرزاقهم، وتقويض خطة تغيير الهندسة الديموغرافية، التي تتبعها تركيا في اغتصابها لأراضي المدينة، وجلب مستوطنين من الداخل والخارج .

التعليقات مغلقة.