الفنون الأدبية في مصر من ثورة يوليو حتى عام 1993

31

التقاط

«مع إطلالة عقد الخمسينات، والحياة الأدبية والفكرية تتجه وجهة مغايرة للماضي، وأصبح الإنسان العربي يبحث عن هويته الثقافية والإبداعية، خاصة وأن معظم الأقطار العربية كانت ترزح تحت نير المستعمر»، انطلاقًا من ذلك، يتحدث كتاب الفنون الأدبية في مصر، عن تلك الفترة التي امتدت من 1952 إلى 1993..

حيث كان الأدب يخطو خطواته الأولى ليؤسس اتجاهات ومدارس العصر الحديث، إلى أن استطاع الأدباء تكوين نظريات ومدارس جديدة مستحدثة تناسب روح ذلك العصر..

ومن هنا يرصد المؤلف د.نادر أحمد عبدالخالق ما كانت تعرضه مجلة الهلال، في أعدادها من مقالات مختلفة، ليظهر من تلك الأعداد كيف كانت الحركة الأدبية في مصر، إضافة لوجود ثورة 1952 وكيف أثرت الأحداث السياسية في الحركة الأدبية، لتقدم بجانب قيمتها الأدبية صورة الإنسان في تلك الفترة وما طرأ عليه من حرية وكرامة.

ينقسم الكتاب بجانب فصوله إلى تمهيد في البداية يتحدث عن مجلة الهلال نفسها، ليورد القسم الأول ظروف نشأتها، وكيف كان مؤسسها جورجي زيدان، أما القسم الثاني فقد عرض فيه أثر تلك المجلة في الحياة الأدبية والفكرية، لينتقل الكتاب بعد ذلك التمهيد التعريفي إلى ذكر الفنون الأدبية في مصر لتلك الفترة، والتي قدمتها المجلة في تلك السنوات.

الشعر

ينتهي ذلك التمهيد السريع إلى الفصل الأول، الذي يُلقي الضوء على فن الشعر واتجاهاته وخصائصه، ليبدأ أولًا بتناول الشعراء الذين كان لهم الأثر المباشر في توجيه الشعر والشعراء، ثم انتقل الكتاب إلى الاتجاهات الموضوعية؛ كالاتجاه القومي، والذي كان أكثر الموضوعات التي خاض فيها الشعراء، خاصة بعد ثورة يوليو، والاتجاه الاجتماعي..

وهي القصائد التي حملت مضمونًا اجتماعيًا، سواء نقدًا للأوضاع السائدة آنذاك، أو إصلاحًا للأمور المتردية، وكذلك الاتجاه الديني، الذي احتل مساحة كبيرة على صفحات المجلة، لتتنوع مادته وأهدافه، إلى جانب مدح الرسول. وبعدما أورد الكتاب الشعراء والاتجاهات، قام بدراسة فنية ركز فيها بداية على اللغة والأساليب.

في الفصل الثاني ركز الكاتب على فن القصة واتجاهاته وخصائصه. وفي الفصل الثالث والأخير يعرض الكتاب فن المقال وفيه يعرض كيف تناولت المقالات بأنواعها المختلفة أهم القضايا المختلفة، حيث البداية كان المقال الاجتماعي، والذي عرض قضايا التعليم والشباب ومعالجة المشاكل الاجتماعية، ودور المرأة، والتقريب بين الطوائف المختلفة، كذلك المقال النقدي الذي كشف عن أهم القضايا والمذاهب النقدية وغيرها.

المؤلف في سطور

نادر أحمد عبد الخالق، هو عضو باتحاد الكتاب العرب، تخرج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وعمل بالصحافة، ليترأس حاليًا جريدة المسائية، وقد أصدر عدة كتب سابقة مثل؛ «بعض من لياليها؛ دراسة عن وفاء عبدالرازق، مختصر معجم الأدباء، الصورة والتجربة».

عن البيان الاماراتيَّة

التعليقات مغلقة.