الذكرى الـ 50 لرحيل المناضل الثوري الأديب الدكتور “نوري ديرسمي”

34

توفي المناضل الكردي الكبير الدكتور “نوري ديرسمي” في 22 آب (أغسطس) عام 1973،  ودفن في مزار “زيارة حنان” القريبة من عفرين، وكان قد أوصى أن يمر موكب جنازته من أمام القنصلية التركية بحلب.

وولد “محمد نوري ديرسمي” القائد في ثورة سيد رضا في آذار عام 1894،  في قرية آخزونيك التابعة لولاية ديرسم بباكور كردستان، أبوه إبراهيم، وأمه زليخة، ينتمي إلى عشيرة ملان. قاد ثورة عمالية واستطاع تأمين سلاح لهم في استنبول، اعتقل على أثرها ونفي وشارك في ثورة سيد رضا في معقله ديرسم والتي كانت عصية على الأتراك وعندما بدأت الانتفاضة تعرضت منطقة ديرسم لهجوم عسكري تركي بربري وبكافة صنوف الأسلحة، وأثناء القصف الجوي الوحشي استشهد ولده الوحيد علي، وعندما اشتدت الحرب وتوسعت ساحتها كلفه “سيد رضا” بمهمة إلى خارج الوطن، لعقد العلاقات والمهام الدبلوماسية ونشر الفكر القومي التحرري، ولخوفه من الأوربيين بتسليم الدكتور نوري ديرسمي إلى الأتراك وجهه إلى سوريا.

وفي عام 1937قررت فرنسا تسليمه إلى تركيا ومن ثم عدلت رأيها، فأمره الممثل الفرنسي بالهروب إلى الأردن، وتوجه فعلا إلى عمان في عام 1938، لكن تركيا كثفت ضغطها على الملك الأردني عبدالله لإخراجه لكنها لم تفلح في مطلبها.

ومن ثم عاد الدكتور ديرسمي إلى سوريا وحصل على الجنسية السورية، ومن ثم توجه إلى حلب واستقر فيها بتاريخ 27 أيلول (سبتمبر) 1940، وفي حلب تزوج السيدة فريدة ابنة أحد الوجهاء الديرسميين، وأصبح عضواً قيادياً في الحزب الديمقراطي الكردي السوري عندما تأسس عام 1957 كأول حزب سياسي كردي يتأسس في سوريا.

 كما أسس مع الدكتور محمد نوري الديرسمي، وروشن بدرخان، حسن هشيار، عثمان افندي، حيدر حيدر، “جمعية المعرفة والتعاون الكردي” وذلك في عام 1956 ، وتفرغ لتدوين كتابه المشهور كردستان تاريخنده ـ ديرسم ”تاريخ كردستان ـ ديرسم”. وثق فيه الجرائم والويلات والممارسات التي اتبعت في قمع انتفاضة ديرسم والتي انتهت بإعدام قائدها سيد رضا.

التعليقات مغلقة.