طبيب قلبية: “الاحتشاء” أخطر أنواع “الذبحة الصدرية” وتحتاج إلى تدخل طبي فوري

38

تعد الذبحة الصدرية أحد الأعراض الناجمة عن الانخفاض في تدفق الدم إلى عضلة القلب، بسبب مشكلة في الشريان التاجيّ، فعندما لا تحصل عضلة القلب على كمية كافية من الدم الغني بالأوكسجين، فإن ذلك يؤدي إلى حدوث ألم في الصدر يوصف عادةً بأنه ضغط أو ثقل يميل إلى الجهة اليسرى من الصدر.

وبحسب ما أكده الطبيب “محمد عبد القادر خليل” أخصائي بأمراض القلب والأوعية الدموية لـ buyerFM خلال لقائه في برنامج صحتك بالدنيا، فإن الذبحة الصدرية تتسبب بألم في منطقة الصدر، قد يمتد لكتف اليسار والفك، ويزداد الألم بالجهد الزائد، وهو غير مرتبط بحركات التنفس، وقد يرافقه تعرّق وغثيان أيضاً.

وأكد بأن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الذبحة الصدرية هي: التقدم في العمر، العامل الوراثي، الضغط “عامل رئيسي”، وأيضاً مرض السكري يعتبر عاملاً مهماً للإصابة بالتصلب”، أما السبب الرئيسي للإصابة بذبحة الصدر هو الداء الإكليلي، لأن الشريان الإكليلي هو الذي يروي العضلة القلبية، إضافة إلى ارتفاع الشحوم وطبيعة الحياة، عدم ممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي سيء، كل هذه الأمور تؤدي للإصابة بالذبحة الصدرية.

وبحسب الطبيب فالذبحة الصدرية لها ثلاثة أنواع:

ـ الذبحة الصدرية “المستقرة” وهي الأكثر شيوعًا، وتحدث عادةً أثناء ممارسة الأنشطة التي فيها (مجهود زائد) وتزول عند أخذ قسطٍ من الراحة أو عند تناول أدوية، ويستمر ألم الصدر عادةً لفترة قصيرة، قد تستغرق خمس دقائق أو أقل.

ـ الذبحة الصدرية “غير المستقرة” والتي لا يمكن التنبؤ بها، وتحدث خلال الراحة غالباً، أو مع القيام بأقل مجهود بدني، وهذا النوع (حاد) في العادة، ويستمر لمدة 20 دقيقة أو أكثر، وإذا لم يتحسن تدفق الدم، فسيُحرم القلب من الأوكسجين وتحدث نوبة قلبية، وتدخل الذبحة الصدرية غير المستقرة ضمن الحالات المرضية الخطيرة وتتطلب علاجاً طارئاً.

ـ وثالث نوع “الاحتشاء”: وهو جلطة قلبية، ويعد النوع الأخطر من الذبحة الصدرية، حيث يكون هناك شريان مسدود، وألم في الصدر قد يطول لمدة نصف ساعة، ويكون شديداً في أغلب الأحيان، ويحتاج إلى تدخل طبي سريع.

وأضاف الطبيب محمد خليل خلال حديثه: “أحياناً تكون الأوعية المسؤولة عن تروية القلب طبيعية، لكن توجد مشاكل ثانوية تتسبب بعدم ترويته كـ(فقر الدم)، أو فرط توتر شرياني مزمن يتسبب بسماكة جدار القلب، ويكون هناك سبب عضوي غير إكليلي أدى إلى حدوث الخلل مثل مرض الصمامات.

وأردف: “أهم طريقة لتشخيص الذبحة الصدرية، تكون عن طريق القصة المرضية، فإذا كان المريض عنده ألم في الصدر ندقق في الاستجواب، لأن تخطيط  القلب يكون طبيعي لدى المصاب بالذبحة المستقرة وغير المستقرة ، والمعيار الذي يساعدنا في الاختبار هو معيار الجهد، “كجهاز المشي”، حيث يكون تخطيط القلب موصولاً، ونراقب تطور التخطيط والأعراض عند المريض بناءً على الجهد؛ إذا لاحظنا تبدلات محددة في الجهاز، كشعور المريض بضغط على الصدر وتلاشيه عند الراحة، هنا نتأكد بأن المريض يعاني من نقص تروية حقيقي، وعلى أساسه نحدد نوع العلاج”.

بالنسبة للعلاج فقد بيّن الدكتور” خليل” بأن العلاج يبدأ بالتأكد من وجود احتشاء في القلب، فإذا كانت إحدى الشرايين فيها انسداد، يكون التدخل الطبي بشكل فوري، عن طريق القثطرة القلبية، والتي تعتبر أفضل علاج، أوعن طريق تركيب دعامة “شبكة قلبية”، وإذا لم يكن هناك احتشاء في عضلة القلب، يصف له الطبيب أدوية وقائية.

 وأشار إلى أن العلاج الدوائي ينقسم إلى قسمين: أدوية وقائية لمنع تطور الحالة مستقبلاً، وأدوية مضادة للخناق للسيطرة على الأعراض، الأدوية الوقائية هي مضاد الصفيحات (الأسبرين)، وخافضات الكليسترول، أما الأدوية للسيطرة على الألم الصدري لها ثلاث أنواع تلعب على زمن التروية القلبية وتوسع الأوعية؛ وهي “تتضمن حاصرات دلتا، النترات، حاصرات الكلس، والرانولازين” وهذه الأنواع الأكثر استخداماً.

وفي الختام قدم الدكتور “محمد عبد القادر خليل” مجموعة من النصائح للوقاية من الذبحة الصدرية أهمها: الوقاية من عوامل الخطر؛ تعديل نمط الحياة، الابتعاد عن التدخين و الوجبات السريعة، والدهون غير المشبعة، ممارسة الرياضة، والمرضى الذين لديهم توتر شرياني عالي، أو سكري، أو ارتفاع شحوم، أو كليسترول، يجب ضبطها بشكل دقيق، والمراجعة الدورية للطبيب، تجنباً لأي خلل.

أعداد :أحمد بافى آلان

أدناه رابط اللقاء كاملاً:

 

التعليقات مغلقة.