بسبب الخلافات الداخلية.. “التقدمي الكردي” يُلغي مظاهر الاحتفال بذكرى تأسيسه

100

أصدرت اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، بياناً إلى الرأي العام، أعلنت فيه عن إلغاء كافة مظاهر الاحتفال بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا الذي يصادف الرابع عشر من حزيران / يونيو الجاري ،وذلك بسبب الخلافات الداخلية التي يعاني منها الحزب.

وجاء في نص البيان ما يلي:

“تحل علينا في الرابع عشر من شهر حزيران الذكرى السنوية ٦٦ لميلاد حزبنا – الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، والتي تم وضع اللبنات الأولى في العام ١٩٥٦ على يد الراحلين ( أوصمان صبري وحمزة نويران وعبد الحميد درويش)، وبعد انضمام رفاق حلب وهم ( رشيد حمو، وشوكت منان ،محمد علي خوجة، وخليل محمد ) اعتبر يوم ١٤ حزيران تاريخ تأسيس الحزب، وبعد ذلك انضم الدكتور نور الدين زازا ليصبح رئيساً للحزب كما انضم الشاعر الكبير جكرخوين والشيخ محمد عيسى لتتشكل نواة  أول لجنة مركزية للحزب.

ومنذ الأيام الأولى لعمل الحزب الذي لاقى قبولاً وتأييداً منقطع النظير بين الجماهير الكردية إذ دخلت تنظيماته كل المناطق الكردية، وتابع الحزب نضاله الوطني والقومي باتزان وموضوعية ونتيجة لذلك تعرض قيادته وكوادره للاعتقال والتعذيب وكذلك إلى الكثير من الضغوطات الاجتماعية والنفسية، وعاش القسم الأعظم منهم حياة الفقر والعوز ولكن ذلك لم يثنيهم عن النضال من أجل حقوق الشعب الكردي القومية، وكذلك من أجل حياة ديمقراطية ونظام سياسي يحقق المساواة والحرية والكرامة للشعب السوري.

إننا عندما نتذكر بإجلال تلك المرحلة وأولئك المناضلين والمناضلات من أعضاء حزبنا فإننا نؤكد على إيماننا بعدالة قضية شعبنا، والنضال من أجل حقوقه القومية المشروعة في إطار وحدة البلاد، ونؤكد على تمسكنا بسياسة حزبنا الوطنية والقومية التي انتهجها الحزب منذ التأسيس وخطّها المناضلون خلال سنين النضال، وتتمثل بالالتزام بقرارنا القومي والوطني السوري المستقل والمعبر عن مصالح الكرد السوريين وخدمة كل السوريين.

يمر علينا هذا العام ذكرى تأسيس الحزب، في ظل ظروف وأوضاع  اقتصادية وسياسية مزرية  يعيشها الشعب السوري مع استمرارية الأزمة التي دخلت عامها الثالث عشر، والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من الضحايا والمفقودين والملايين من اللاجئين والنازحين منذ ١٥ اذار ٢٠١١، ولاتزال الأوضاع تشهد تعقيدا متزايداً نتيجة غياب أي أفق للحل السياسي في البلاد وتجاهل المجتمع الدولي لمعاناة السوريين والتدخلات الإقليمية التي ألحقت الضرر البالغ بالبلاد وبأبناء الشعب السوري عامة، ولكن رغم كل ذلك فأننا نعتقد بان السوريين هم المعنيون بالبحث عن سبل الخلاص عبر إطلاق حوار وطني سوري- سوري دون إقصاء لأحد ممن يؤمنون بالحل السياسي بعيداً عن الحرب والتطرف والإرهاب.

 إن ابناء الشعب الكردي يعيشون في ظروف لا تقل خطورة عن باقي أبناء الشعب السوري بل تتضاعف معاناتهم نتيجة عدم الاعتراف بهويته القومية، وكيل الاتهامات الباطلة له ولوجودهم في سوريا وهذا التهديد وللأسف الشديد يأخذ اتجاهين داخلي وخارجي، مما يتطلب ترتيب الوضع الداخلي بين أطراف الحركة الكردية، وحل المشاكل البينية بين أحزابه  لكي يلعبوا الدور المنوط بهم في الدفاع عن حقوق شعبهم الكردي وفي بناء سوريا ديمقراطية متصالحة مع نفسها وجيرانها وان تكون جزءً من استقرار وسلام المنطقة.

لا يخفى عليكم إن هذا المناخ السلبي والمعاناة العامة للسوريين فرضت علينا إلغاء الاحتفالات بهذه المناسبة مثلما كنا نقيمها في الأعوام الماضية ويضاف إلى ذلك الأزمة الداخلية التي يعاني منها الحزب لذا قررت اللجنة المركزية عدم القيام بأية مظاهر احتفالية بهذه المناسبة، كما ندعو جميع الرفاق إلى  مضاعفة الجهود   للبحث عن مخارج لهذه الأزمة الداخلية، وعدم دفعها باتجاهات أخرى والابتعاد عن كل فعل أو رد فعل يؤجج أزمة الحزب ويهدد  وحدته السياسية والتنظيمية، إيمانا منا بأن  وحدة الحزب  تعد أسمى ما يجب العمل من أجله بعيداً عن التشنج والاستفزاز والعمل على خلق مناخ إيجابي للحوار الداخلي في الحزب.

التعليقات مغلقة.