العراق: تكتم على تقدم “داعش”… والعبادي يطالب بزيادة الغارات
كشف مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى لـ”العربي الجديد” نجاح تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في الاستيلاء على ست بلدات عراقية جديدة شمال وغرب البلاد منذ مطلع شهر سبتمبر/أيلول، على الرغم من الغارات التي تشنها قوات التحالف في العراق، مؤكداً أن رئيس الوزراء، حيدر العبادي، طالب التحالف الدولي بزيادة الغارات الجوية على العراق خلال لقاء جمعه بقادة أميركيين في بغداد أول من أمس الاثنين.
ويوضح المسؤول الذي يشغل رتبة عميد ركن لـ”العربي الجديد” أن “الهجمات الجوية للتحالف على مواقع تنظيم (داعش) بدت غير مؤثرة على الرغم من مرور أسابيع عدة من بدايتها في العراق، إذ تمكن التنظيم من احتلال بلدات مهمة وحيوية غرب وشمال العراق، بلغ عددها ست بلدات، فضلاً عن تسع قرى صغيرة ومتوسطة بعد معارك خاضها مع الجيش والمليشيات الموالية له في الأنبار ونينوى وصلاح الدين”.
”
تمكن “داعش” رغم غارات التحالف من السيطرة على ست بلدات وتسع قرى صغيرة ومتوسطة في الأنبار ونينوى وصلاح الدين
”
ويؤكد الضابط، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه بسبب ما وصفه حرص القيادات السياسية التكتم على التقدم الذي أحرزه “داعش” أخيراً أو الإخفاقات التي رافقت عمليات الجيش الأخيرة في مناطق شمال وغرب البلاد، أن “التنظيم تمكن من السيطرة على بلدات السجر والصقلاوية والحامضية في الأنبار غرب العراق فضلاً عن ثلاثة أحياء سكنية في مدينة الرمادي التي فقدت أصلاً السيطرة على جزئها الجنوبي والغربي منذ يونيو/حزيران الماضي”. كما استولى التنظيم “على بلدة الشجرة والهاشمية في صلاح الدين وتمكن أخيراً من استعادة السيطرة على منطقة جبل سنجار في نينوى شمال شرق الموصل”، مؤكداً أن “عدداً من القواعد العسكرية سقطت في يد التنظيم”.
ويشير إلى أن هذا “التقدم جرى خلال الشهر الذي شهد أعلى مستوى لغارات التحالف في مناطق شمال وغرب البلاد”. ويوضح أنه “جرى يوم الاثنين اجتماع عراقي أميركي لمناقشة التطورات على الأرض وسبب تقدم (داعش) الأخير، وطالب العبادي خلال الاجتماع من القادة الأميركيين بزيادة زخم الغارات الغربية في العراق وعلى نحو ضعف المعدل الحالي”.
ويؤكد أن “الأميركيين الذين يشعرون حاليّاً بالإحباط من الساحة العراقية على عكس جارتها السورية ألقوا باللائمة على الجيش العراقي، متهمين إياه بالضعف، وعدم المقدرة على خوض المعارك وافتقار قواته إلى الروح الوطنية ومبدأ التضحية”. ويلفت إلى أن “الأيام المقبلة ستشهد زيادة كبيرة في غارات التحالف على موقع (داعش) كأحد الخيارات التي تم التوافق عليها في الاجتماع”.
وتمكن تنظيم “داعش” من تقليل تأثير غارات التحالف من خلال حزمة من الإجراءات في المدن التي يسيطر عليها، كان من أبرزها أمر عناصره بارتداء ملابس الجيش وطلاء عجلات سياراته باللون المرقط الصحراوي الخاص بوزارة الدفاع فضلاً عن تضليل الصواريخ الحرارية بإشعال إطارات وحرق نفايات بشكل يومي كل ليلة في محيط المدن، كما استغنى عن عدد من مقراته الثابتة وجعلها متنقلة على مدار الساعة بشكل يصعب على الطائرات تحديد مقرات ثابتة.
”
الحزب “الديمقراطي الكردستاني”: أصبح البغدادي يتنقل بين سورية والعراق ووصل أخيراً إلى الموصل
”
وفي السياق نفسه، أعلن الحزب “الديمقراطي الكردستاني” بزعامة مسعود البرزاني، عن وصول زعيم تنظيم “داعش”، أبو بكر البغدادي، إلى الموصل، قادماً من الرقة السورية بسبب شدة القصف الجوي هناك.
وقال بيان للحزب نشر على موقعه الالكتروني “بعد أن بدأ التحالف الدولي في قصف المدن السورية التي يحتمي بها (داعش) أصبح البغدادي يتنقل بين سورية والعراق ووصل أخيراً إلى الموصل وبدأ في عملية تغيير قادته بآخرين يُقال إنهم أكثر خبرة وإيماناً بشخص البغدادي”، مؤكداً أن “إحدى الغارات للتحالف استهدفت موكبه لدى توجهه من سورية إلى العراق”. وأوضح أن “مسلحي داعش انتشروا بشكل واسع في شوارع الموصل صاحبه تدقيق بهويات المواطنين الموجودين في المدينة”.
– عن العربي الجديد
التعليقات مغلقة.