الشرق الأوسط بين فكّيْ روسيا والولايات الأميركية المتحدة

37

غسان أدهم

مرّت أكثر من ستة أعوام ومنطقة الشرق الأوسط تشهد حروباً شرسة بين منظمات وأنظمة لأجل تغيير الحكم في دول تنتهج سياسة النظام والفكر الواحد, وتعمل على قهر شعبها وإذلاله بشتى الأساليب, لديمومة البقاء في السلطة.

غسان أدهم
غسان أدهم

وقد شهدت دول في قلب الشرق الأوسط قبل ذلك تغيير نظام الحكم فيها على أيدي دول عظمى مثل الولايات المتحدة التي اجتاحت العراق, وقبلها افغانستان, وتدخلت في شؤون هذه الدول عسكريا, كما وقامت بترهيب دول أخرى تحت ذرائع واهية, لكن لم تكن الولايات المتحدة لتنجح في بناء شرق أوسط لوحدها دون مشاركة دولة عظمى أخرى كالاتحاد الروسي الذي أوقف الحرب الباردة بينه وبين واشنطن وتفرغ لتقسيم الشرق الأوسط بينه وبين شريكه في العالم اميركا, ووقع المحظور في العراق والحرب الأهلية أو الشيعيّة السنيّة, وجماعات تكفيرية تنادي باسم القاعدة تم تهيئتها لتكون استمرارا للازمة من أجل وجود القوة العظمة باستمرار في المنطقة, وبدء مشروع تقسيم السودان على أساس قومي, دولة السودان باسم العرب, ودولة جنوب السودان غير عربية, ولكن لم يتوقف المشروع, وقد بدأ في تونس عندما احرق ابو عزيزي نفسه والذي ناداه البعض بالمنقذ للأمة العربية من أنظمة الاستبداد, وأصبح بعدها ابو عزيزي اسما مشؤوما لدى الدول العربية نتيجة الخراب والدمار والتشتت وقيام حروب غير منتهية تم تطعيمها من قبل منظمات تعمل باسم المجتمع المدني وخاصة في دولة مثل مصر الذي كان لها وزنها في الشرق الاوسط, وكانت حليفة للولايات الاميركية المتحدة, ولكن بلمح البصر تخلت واشنطن عن هذا الحليف بحجة الديمقراطية, وانتقلت مصر من دولة علمانية الى دولة اخوانية, دامت اقل من سنة, لتظهر للعالم أن هؤلاء يجب, أن يرجعوه إلى زنزاناتهم التي أتوا منها لأنهم لا يستطيعون ادارة المشروع الاميركي الروسي, وخاصة كانت تركيا تهلهل لدولة مصر بقيادة مرسي, لأن هدف الرئيس السابق لمصر مرسي وهدف تركيا بقيادة اردوغان واحد, وهو إنشاء دولة اسلامية تقوم على إلغاء العلمانية في دول الشرق الاوسط وتوقف هذا المشروع, برجوع السلطة العلمانية على يد تلميذ الرئيس الاسبق لمصر حسني مبارك وهو السيسي الذي استطاع أن يتقن اللعبة جيدا, ويهين الاخوان في مصر, طبعا لم يستطع أن يفعل السيسي هذا الشيء لولا الدعم الاميركي والروسي له, ومهما سمع العالم وقتها قليلا من الانتقادات لهو من قبل هذه الدول, واستطاع الغرب بقيادة اميركا وروسيا كسر مشروع اردوغان في مصر, وفي نفس الوقت كان الربيع العربي المشؤوم يطرق ابواب ليبيا, التي كان الانتظار لها طويلا من قبل اميركا التي كانت تتوعد لكسح نظام القدافي, وجاءت الفرصة على يد أهالي ليبيا ليهينوا القدافي إهانة لم يكن لها بديل في العالم, وسقطت الدول العربية بفخ المرسوم لهو على يد الدول المتحكمة بالعالم,  لتكون بداية تطبيق مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي ينهي كل الاتفاقيات السابقة من حدود مصطنعة بين هذه الدول وانشاء دول جديدة تبدأ من الخراب, لتكون الامور متناسقة, يجب على كل دولة حديثة ان تدمر قبل إنشائها ورأينا ما حصل في سوريا واليمن والعراق وليبيا والسودان وتمويل الدول الخليجية بالسلاح من اجل عدوهم المصطنع وهو ايران والارهاب  وإنشاء شرق أوسط جديد يكسر الحواجز المصطنعة مند مئات السنين ربما إعادة الحقوق إلى أهلها

التعليقات مغلقة.