أقل من كوب قهوة.. هذه هي كلفة شراء منزل ببلدة “ساليمي” في ايطاليا

47

غيرّت جائحة فيروس كورونا المستجد العالم بشكل كبير. ولكن، لا تزال البلدات الإيطالية تبيع المنازل المهجورة بأسعار منافسة في محاولة لعكس اتجاه هجرة السكان.

وتُعد “ساليمي” أحدث بلدة في صقلية تعرض ممتلكات متداعية للبيع مقابل مبلغ كلفته أقل من فنجان قهوة.

وخلال الأشهر المقبلة، سيتم طرح بضعة عشرات من المساكن المتداعية في مزاد يبدأ سعره من يورو واحد، أي أكثر من دولار بقليل.

ويأمل عمدة البلدة، دومينيكو فينوتي، أن تبعث هذه الخطوة الحياة في البلدة التي شهدت انخفاضاً في عدد سكانها بشكل كبير عندما فر ما لا يقل عن 4 آلاف شخص منها بعد زلزال فظيع حصل في 1968.

وقال فينوتي: “الآن، البلدة مستعدة للخطوة التالية”.

آمال في التنشيط

وكان المسؤولون في ساليمي من بين أوائل الأشخاص الذين اقترحوا بيع المنازل المتهالكة مقابل لا شيء تقريبا بشرط أن يرممها المشترون.

ولكن، لم يتمكن المسؤولون من الحصول على الموافقة بسبب العديد من القضايا البيروقراطية، إذ اعتُبرت المدينة أنها بحاجة لتلقي ترميم خارجي أولاً.

وشرح فينوتي قائلاً: “لم نقم بأعمال الصيانة الشاملة فقط لتأمين المناطق المتداعية الخطرة فقط، بل كان علينا استعادة العديد من الممتلكات للاستخدام السكني”.

ومع أنهم كانوا يستعدون لبعض الوقت، إلا أنهم أرادوا الانتظار لمراقبة كيف ستتطور حالة الطوارئ الناتجة عن “كوفيد-19″، بحسب ما قاله فينوتي.

التأثير الحضري

ويعود تاريخ المنازل إلى القرن السابع عشر، وهي تقع في قلب المركز التاريخي، وهي مُحاطة بأسوار البلدة القديمة.

وتتسم المنازل بميزات متشابهة، مثل وجود طوابق متعددة، وجدران سميكة، وتمتلك بعضها شرفات بانورامية.

ووفقاً لما ذكره فينوتي، لا يُطلب من المشترين المحتملين زيارة البلدة قبل تحديد السعر، ولكنهم سيحتاجون إلى إرسال خطة إعادة تصميم مفصلة لإثبات التزامهم للمشروع.

وأشار فينوتي إلى وجود ما لا يقل عن 100 مسكن قد يُباع في البلدة بعد المجموعة الأولى.

وسيتم تقييم مشاريع التجديد وفقاً لتأثيرها الحضري.

أحلام ذهبية

وتتميز بلدة “ساليمي” ببريق فريد بفضل اللون الذهبي الدافئ لحجارة “كامبانيدا” التي تزين واجهات الكنائس، وقلعتها، ومنازلها، ما يجعلها تتألق تحت ضوء الشمس.

وتقع البلدة عند سفح جبل “روزس”.

ومع أن موسم الصيف في صقلية يُعرف بحرارته، إلا أن البلدة تقع على ارتفاع 450 متراً عن مستوى سطح البحر، وهو موقع يُولد نسيماً منعشاً.

الجاز، والجعة، والخبز

ومع أن ساليمي تحتاج للمزيد من السكان، إلا أن ذلك لا يعني أنها محدودة عندما يتعلق الأمر بالطعام والأنشطة.

وتحتضن البلدة مهرجان جاز سنوي لإحياء ذكرى الموسيقي الأمريكي توني سكوت الذي دفن في “ساليمي”، إذ كان والداه من صقلية.

وتستضيف البلدة أيضاً حدثاً حيث يقوم صانعو الجعة الشباب بعرض مشروباتهم المصنوعة من الحبوب المحلية، وهو يُقام عادةً في أكتوبر/تشرين الأول.

وفي عيد القديس جوزيف، ويوم الأب في إيطاليا، تقام مأدبة تُحضر فيها 101 من أطباق “غورميه” على مدى أسبوع.

ويمكن رؤية هذه المناسبة وهي تمتد عبر أحياء البلدة، إذ يتم خلالها وضع مذابح تتزين بنبات الغار ومنحوتات مصنوعة من الخبز، وغيرها.

المصدر: CNN

 

التعليقات مغلقة.