الهدف الأول لهم.. لماذا تستهدف “فصائل أنقرة” المقاتلات الكرديات؟

63

منذ انطلاق العملية العسكرية التركية في شمال سوريا في أكتوبر الماضي، كانت النساء الكرديات الهدف رقم واحد بالنسبة للفصائل السورية الموالية لتركيا، حسب تقرير لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.

وكانت بداية الانتهاكات في حق النساء الكرديات، مع السياسية الراحلة هفرين خلف، التي أعدمتها الفصائل السورية الموالية لتركيا ومثلت بجثتها.

تقول المقاتلة الكردية في صفوف وحدات حماية الشعب (YPG) ساريستان عفرين، 31 عاما، إن “مقتل صديقتنا هفرين خلف، كانت بمثابة رسالة إلى جميع النساء”.

وأضافت عفرين “لقد أرادوا أن يوصلوا لنا رسالة تقول إن كنت تناضلين ضد نظامنا الذكوري أو عقليتنا، فسوف تنتهين إلى نفس مصير هفرين خلف”

المسؤولة الكردية في قوات سوريا الديمقراطية “قسد” إلهام أحمد، قال للصحيفة الإسرائيلية إن “هناك نوعا معينا من الحرب الموجهة ضد النساء، لقد رأينا هذا بمقتل خلف. إن موتها يجسد هذه الحرب”.

وقالت ناشطة كردية لصحيفة “هآرتس” إنها غيرت اسمها وهويتها بعد تقدم القوات السورية الموالية لتركيا من جانب، وقوات النظام وروسيا من جانب آخر، مضيفة “أن الخسارة أسوأ من الموت”، بالنسبة للمقاتلات الكرديات المتبقيات في المناطق التي سيطرت عليها الفصائل.

وبعد هفرين، ظهر فيديو للمقاتلة الكردية جيجك كوباني، التي وقعت أسيرة في أيدي عناصر الميليشيات الموالية لتركيا، حيث تعاملوا معها بشكل مهين، وهددوها بالذبح.

ويظهر في الفيديو أحد المسلحين وهو يحمل الفتاة، ويسمع صوت آخر وهو يقول “أسيرة من الحزب” في إشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تعتبره أنقرة مرتبطا بحزب العمال الكردستاني.

وقد أصدرت وحدات حماية الشعب الكردية بيانا طالبت فيه المجتمع الدولي بالتدخل العاجل و”التصدي للممارسات الوحشية لمرتزقة الدولة التركية”.

ديلار ديريك، ناشطة نسوية كردية وباحثة في جامعة أكسفورد، قالت لـ “هآرتس” إنهم (الفصائل السورية) يرون العدو على أنه إرهابي، والنساء على أنهن عاهرات.. إنها رسالة يريدون بثها للعالم وخاصة النساء”.

وفي أكتوبر 2017 عندما أعلنت “قسد” انتصارها على داعش في الرقة، تم نشر صور لمقاتلات كرديات يلوحن بأعلام (YPG)، وهو ما اعتبر انتصارا نسائيا غير إسلامي على المتطرفين الذكور، مما يرجح أن العنف الأخير ضد النساء كان بمثابة انتقام من هؤلاء النساء، حسب أدام هومان، الباحث في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط.

وقال هوفمان للصحيفة الإسرائيلية: “إن حملة الانتقام الوحشية تزداد سوءا لكونهن نساء وكرديات في نفس الوقت”.

المتحدثة باسم وحدات حماية الشعب (YPG) نسرين عبد الله قالت لـ “هآرتس” إن “قسد استطاعت وضع مشروع سياسي بديل في روجافا.. إردوغان يعادي النظام الذي كوناه، والذي يروج للمساواة بين الرجال والنساء، بجانب الحرية الدينية. هناك خطر حقيقي وكبير حاليا”.

وأضافت عبد الله “لا يوجد نظام كنظامنا حاليا في أي مكان بالعالم، إنها إدارة حققت المساواة بين الجنسين وتروج لذلك. هذا بالتحديد ما يهاجمونه”.

 

المصدر: الحرة

التعليقات مغلقة.