الإدارة الذاتية تطالب الحكومة السورية بتطوير لغة الحوار.. وتجدد استعدادها للحوار
جدد المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا استعدادهم للحوار مع الحكومة السورية مطالبا منها تطوير لغة الحوار والتوافق.
وعقد المجلس التنفيذي صباح اليوم الأحد مؤتمرا صحفيا حول المستجدات والتطورات الأخيرة التي تشهدها مناطق روجآفا، وذلك في مقر دائرة العلاقات الخارجية بمدينة قامشلو.
وناشد عبد حامد المهباش الرئيس للمشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا خلال بيان قرأه أمام وسائل إعلام محلية وعالمية. أمريكا، روسيا، التحالف الدولي، الاتحاد الاوروبي، جامعة الدول العربية، الأمم المتحدة بأن يبدوا موقفاً واضحاً ضد هجمات واحتلال الدولة التركية وأن يسعوا لانسحاب القوى الاحتلالية من شمال شرقي سوريا في أقرب وقت.
وجاء في نص البيان:
“تستمر دولة الاحتلال التركية ومجموعاتها المرتزقة الفاشية في هجماتها القذرة و مجازرها الوحشية على مكونات شمال وشرق سوريا. إن مكونات شمال وشرق سوريا الذين ضحوا في الحرب ضد داعش بأغلى ما يملكون؛ اليوم وبتوافق ضمني من قبل الدولة الامريكية والروسية، يتعرضون للهجمات و المجازر الوحشية من قبل دولة الاحتلال التركي ومجموعاتها المرتزقة من بقايا النصرة وداعش وها هم مجددا يقدمون تضحيات جسام في صد هذه الهجمات و تتعرض قراهم و مدنهم و مناطقهم للقصف والدمار. يتم انتهاك حقوق الانسان وارتكاب جرائم الحرب بشكل يومي؛ كاغتيال السياسية هفرين خلف وراعي الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية في قامشلو الأب هوڤسيب بيدويان إلى جانب والده، كذلك قتل المئات من النساء والأطفال واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً. تزامنا مع مساعي التغيير الديمغرافي والمجازر التي تتعرض لها مكونات شمال وشرق سوريا، فإن الصمت وعدم إبداء موقف واضح من قبل أمريكا وروسيا وأيضاً زيارة الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش، يضفيان الشرعية للدولة التركية ويمنحان فاشي العصر أردوغان المزيد من الجرأة. إن تجربة دولة الاحتلال التركية في عفرين أمام الأعين، فقد تم تهجير مئات الآلاف من الكرد وتوطين عوائل داعش والنصرة التابعتين للجيش الوطني السوري المرتزق في منازلهم، كذلك تم اختطاف المئات من النساء والأطفال الكرد العفرينيين وتمت ممارسة النهب والسرقة بأبشع الوسائل، لكن بالمقابل، ما زالت الأمم المتحدة والقوى الدولية صامتة إزاء هذه المجازر والتغيير الديمغرافي الذي يحصل بحق الشعب الكردي في عفرين. و الآن يهدف فاشي العصر أردوغان ودولة الاحتلال التركية الى توطين المرتزقة من بقايا داعش والنصرة الذين تم تدريبهم برعاية الدولة التركية في مناطق شمال وشرق سوريا خصوصاً في منطقتي سري كانيه/ رأس العين و كري سبي/ تل أبيض. العالم كله يشهد بأن التي دربت ونظمت داعش ومنحته الفرصة، هي ذاتها دولة الاحتلال التركية؛ فقد تم قتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي على مقربة ٥ كم من حدود الدولة التركية في منطقة إدلب الخاضعة لسيطرة تركيا وأيضاً قتل نائبه أبو حسن المهاجر في منطقة جرابلس التي كان يصفها اردوغان بـ”المنطقة الأكثر أمانا في سوريا” والخاضعة لاحتلاله واعتقلت شقيقة البغدادي في إعزاز و قبل أيام تم اعتقال زوجة البغدادي من قبل تركيا. بالرغم من كل الأدلة التي تثبت إن فاشي العصر أردوغان ودولة الاحتلال التركية هما شركاء داعش والنصرة، فأنه ما زال و بشكل يومي يهدد العالم وأوربا بإرسال مرتزقة داعش اليهم وفتح الأبواب أمام اللاجئين. أمام أعين العالم وفي البيت الأبيض بأمريكا، رأى أردوغان الأحقية لنفسه مجددا بإظهار خريطة الاحتلال على الملأ و التحدث عن مطالبه وخططه لاحتلال شمال وشرق سوريا و الكشف عن نواياه لإبادة شعوب المنطقة. إنها لوصمة عار كبيرة؛ لا الدولة السورية ولا أي جهة أخرى، لم تبدِ موقفاً تجاه تهديدات ومطامع الفاشي أردوغان و ذلك دفاعاً عن القيم الإنسانية و الديمقراطية.
بخصوص مسألة اللاجئين في تركيا، لقد تم اتباع سياسة واستراتيجية ممنهجة من قبل الدولة التركية، فالدولة التركية فتحت أبوابها أمام اللاجئين اتباعا لمخطط ممنهج، فقد تم تنظيمهم وتوطينهم في تركيا ليتم استخدامهم كتهديد وورقة ابتزاز ضد الإنسانية وأوربا خصوصاً، بشكل غير أخلاقي و بعيد عن كل المعايير.
نناشد جميع العالم والإنسانية بأن يرفعوا أصواتهم ضد إبادة المجتمعات الكردية والعربية والسريانية وضد الهجمات الاحتلالية على شمال وشرق سوريا والتغيير الديمغرافي وأن يبدوا موقفاً تجاه هذه الوحشية.
يبدو جلياً إن دولة الاحتلال التركية استمدت قوتها من اللقاء الذي تم بين ترامب و الفاشي أردوغان، يستطيع أردوغان و بكل سهولة أن يقولها في واشنطن بأنه سيعمل على توطين مليون لاجئ في الرقة ودير الزور.
اردوغان، كخليفة عثماني، ينظر إلى شمال وشرق سوريا على أنها ملك له و يعتبر سوريا ولاية عثمانية.
كان من المتوقع أن يقول ترامب لأردوغان لا يحق لك احتلال اراضي دولة أخرى والمساس بديمغرافية المجتمعات وارتكاب المجازر والإبادة بحق الكرد والعرب والسريان، على العكس من ذلك، أدعى بأن وقف إطلاق النار صامد والكرد راضون عن ذلك.
قبل كل شيء، هذا الأمر غير صحيح، لا أحد راض عن الإبادة والاحتلال، كيف لمئات الآلاف من الكرد والعرب والسريان الذين يبادون تحت وطئة قصف دبابات و مدافع و طائرات الاحتلال التركي ويتم ترحيلهم قسراً من قراهم ومدنهم أن يكونوا راضون بتوطين أناس غرباء في قراهم و مدنهم! لن يكون من الكرد والعرب والسريان أحد راضٍ إلا بعد إنهاء الاحتلال وانسحاب القوى الظلامية ودولة الاحتلال التركية من أراضينا ولن يكون مسروراً بوقف إطلاق النار بهذا الشكل.
يوجد الآن أكثر من عشرة آلاف من معتقلي داعش الأكثر تطرفاً موقوفين في شمال سوريا. مكونات المنطقة من الكرد والعرب والسريان وبمساندة التحالف الدولي، ضحوا بعشرات الآلاف من الأرواح في الحرب ضد داعش. بعيداً عن موافقة و إرادة مكونات شمال وشرق سوريا، لا يمكن لأحد أن يرى الأحقية لنفسه بتمرير مخططاته وحساباته على مصير ومحاكمة معتقلي داعش. اذا لم يتم إنهاء عمليات الإبادة و احتلال الدولة التركية بحق شعوبنا، فإن خطر داعش الأكبر سيظهر من الآن و صاعداً. لكي لا يصبح تنظيم داعش الإرهابي بلاء على الإنسانية ولأن هجمات دولة الاحتلال التركية على شمال سوريا يعيد إحياء تنظيم داعش الارهابي، فإننا نناشد و في المقدمة أمريكا، روسيا، التحالف الدولي، الاتحاد الاوروبي، جامعة الدول العربية، الأمم المتحدة بأن يبدوا موقفاً واضحاً ضد هجمات واحتلال الدولة التركية و أن يسعوا لانسحاب القوى الاحتلالية من أرضنا في أقرب وقت.
نناشد الحكومة السورية تطوير لغة الحوار والتوافق نحن كمكونات شمال وشرق سوريا لم يكن لدينا أي هدف لتقسيم سوريا، الأقوال والاتهامات التي تطلق ضدنا والتي تدعي سعينا لتقسيم سوريا، غير صحيحة و بعيدة عن الواقعية، نحن قطعنا الطريق أمام محاولات تقسيم سوريا و منذ ٨ سنوات نحارب القوى الاحتلالية ومرتزقة داعش والنصرة لحماية تراب ووحدة سوريا وإن هذا النصر هو فخر لكل شعوب سوريا. مثلما ليست لنا أي نوايا لتقسيم سوريا، يجب على الجميع أيضاً الابتعاد عن التفكير بعودة سوريا الى ٨ سنوات قبل الآن. الأفضل هو قبول الآخر وتطوير خطاب الحل تجاه بعضنا البعض.
لأجل سوريا ديمقراطية تتمتع فيها كافة الشعوب بهويتها وحقوقها، إن مكونات شمال وشرق سوريا مستعدة للقيام بواجباتهم وتحمل مسؤولياتهم.
وكمكونات قررنا مسبقاً الدفاع عن أرضنا وكرامتنا حتى آخر لحظة وسنقاوم مهما كانت التضحيات و لن تستقر سوريا بأي شكل من الأشكال إلا بعد إنهاء الاحتلال وانسحابه من ارضنا”.
التعليقات مغلقة.