إن تطور المجتمع الكوردي في مجالات مختلفة بغرب كوردستان, ولو بشكل نسبي, وقفزه خطوات مهمة مقارنة مع محيطه الاجتماعي, يعتبر ذلك تحولا كبيرا إلا أن المرأة الكوردية لا تزال مكبلة بمفاهيم اجتماعية خطيرة, تنعكس سلبا على حياتها, بألوان مختلفة, رغم دخولها إلى المدارس والجامعات.

وبهذا الخصوص تقول هيفيدار محمد المتزوجة لشبكة ولاتي إن “المرأة الكوردية أصبحت طبيبة, ومدرسة, ومعلمة, وعاملة ومقاتلة, وسياسية ومع هذا فإن معاناتها مزدوجة مقارنة مع معاناة الرجل, لأن هناك قيودا تفرض عليها نتيجة مفاهيم اجتماعية بالية”.

وتضيف “أن زوجي تزوج مرة أخرى, لأني لم أنجب أطفالا له, على الرغم أننا تزوجنا عن قناعة وحب, أنا لا ألومه, كونه تعرض إلى ضغوطات من قبل ذويه, والمجتمع لا يقبل أن تكون العائلة دون أطفال.

في حين ترى كولستان محمد أن “زوجها تزوج عليها, لأنها أنجبت خمس بنات, ولم تنجب صبيان”, وتقول لشبكة ولاتي “علما أن الرجل يحدد جنس الجنين, وليست المرأة”, وتشير إلى أن” زوجها تركهم, وذهب إلى المغرب من اجل العمل, وأنه مسافر منذ عام تقريبا, وهم و يعانون كثيرا”.

وتضيف محمد ” أن بعض النساء في المجتمع الكوردي يتعرضن إلى الإهانة والضرب من قبل أزواجهن, وأن ذلك ظاهرة العنف موجودة رغم التقدم ودخول المرأة إلى المدارس الجامعات “.

بينما تفيد جيهان خالد الطالبة الجامعية, بأن “الحرب في سوريا أضافت معاناة إضافية إلى معاناة المرأة, وتقول:” إني تركت الجامعة, وكنت أدرس اللغة الانكليزية, وللأسف لم استطع أن أكملها وكان حلمي أن أكون جامعية”, وتساءلت” هل يا ترى ستتغير الأوضاع وأعود إلى الجامعة وأكمّل دراستي ؟”.

أما شيرين سعيد تقول لشبكة ولاتي إن “المرأة ليست فقط مهمّشة على الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي أو الثقافي, بل سياسيا أيضا ,و ليس لها أيّ دور”, مشيرة “أنه إذا فتشنا الأحزاب الكوردية فسوف نحصل على جواب كاف”.

وتضيف سعيد” إذا كان المجتمع يريد أن يكون للمرأة دور رائد في النواحي العامة فلا بد أن يعطي مجالا لها”, وأن تشارك في كافة مجالات الحياة إلى جانب الرجل”.

ويتساءل البعض” هل بالإمكان أنّ تكون المرأة في أعلى درجات سلم الحياة بكل تفاصيلها وفي ظل هذه الإحصائيات ؟ ويضيف” التطوّر لا يجوز أن يكون أفقياً, بل يجب أن يكون عمودياً لكل مقومات الحياة – اجتماعيّة – ثقافيّة – سياسيّة – اقتصاديّة, ويشمل الجنسين”.

سارة علي / شبكة ولاتي نت