نزوح عشرات الآلاف من المدنيين من إدلب جراء القصف الروسي والسوري

56

نزح نحو 140 ألف شخص منذ شهر فبراير (شباط) في محافظة إدلب ومحيطها، بالتزامن مع بدء قوات النظام السوري وحليفتها روسيا تصعيدهما في المنطقة، بحسب متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وقال ديفيد سوانسون لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «منذ فبراير، نزح أكثر من 138500 امرأة وطفل ورجل من شمال حماة وجنوب إدلب»، مشيراً إلى أن بين هؤلاء 32500 شخص فروا بين الأول والثامن والعشرين من أبريل (نيسان).

وانتقل النازحون إلى مناطق أخرى أكثر أمناً في محافظة إدلب وكل من حماة وحلب المجاورتين.

وشاهد مصور لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أشخاصاً ينزحون من المنطقة على متن شاحنات محملة بالحاجات.

وتسيطر فصائل متطرفة وإسلامية، على رأسها «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً)، على محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب)، وهي منطقة يشملها اتفاق توصلت إليه موسكو الداعمة لدمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة، في سبتمبر (أيلول). وينص على إقامة «منطقة منزوعة السلاح» بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل.

ولم يتم استكمال تنفيذ الاتفاق بعد. وتتهم دمشق أنقرة بـ«التلكؤ» في تطبيقه.

وجنّب الاتفاق إدلب التي تأوي، وأجزاء من المحافظات المجاورة، نحو ثلاثة ملايين نسمة، حملةً عسكريةً واسعةً طالما لوّحت دمشق بشنّها، إلا أن قوات النظام صعّدت منذ فبراير وتيرة قصفها للمنطقة، خصوصاً جنوب إدلب والمناطق المحاذية قبل أن تنضم الطائرات الروسية لها لاحقاً.

وأسفر التصعيد عن مقتل أكثر من 200 مدني، وفق الأمم المتحدة التي أشارت أيضاً إلى أن القصف استهدف، الأسبوع الحالي، مدارس ومستشفيات.

وأعرب سوانسون عن «قلق الأمم المتحدة البالغ تجاه التصعيد».

ونتيجة القصف الذي طال إحدى مدارسها، نزح غالبية سكان قرية القصابية في جنوب إدلب إلى مناطق أكثر أمناً.

وفي القصابية، شوهدت المدرسة وقد تدمر جزء من جدار إحدى غرفها.

وفي ريف إدلب الجنوبي، حيث تقع القصابية، شاهد مصور، أمس (الأربعاء)، الدخان الأسود يتصاعد عند أطراف إحدى القرى بعد استهدافها من قبل الطائرات الحربية، فيما كان يصرخ أحد الأشخاص: «انتبهوا»! ودعت الولايات المتحدة، أول من أمس (الثلاثاء)، روسيا، إلى احترام التزاماتها وإنهاء «التصعيد» في منطقة إدلب. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان أورتاغوس: «ندعو جميع الأطراف، وبينهم روسيا، والنظام السوري، إلى احترام التزاماتهم بتجنب شن هجمات عسكرية واسعة والعودة إلى خفض تصعيد العنف في المنطقة».

ودعت منظمة الدفاع المدني التابعة للمعارضة السورية الأمم المتحدة للتدخل لحماية المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، في محافظة إدلب وريف حماة وحلب.

وقالت منظمة الدفاع المدني في بيان لها، أول من أمس (الثلاثاء): «نطالب الأمم المتحدة والدول الضامنة لاتفاقية (آستانة) باتخاذ إجراءات سريعة وعملية لضمان أمن وسلامة أكثر من 4 ملايين مدني يقيمون في شمال سوريا وحماية وتحييد عمال الإغاثة الإنسانيين والمشافي والمرافق المدنية والبنية التحتية»، لافتة إلى أن «مدن الشمال السوري شهدت تصعيداً عسكرياً على المدنيين والمراكز الحيوية والمرافق العامة بشكل عنيف».

ودعت الولايات المتحدة روسيا، أول من أمس (الثلاثاء)، إلى احترام التزاماتها وإنهاء «التصعيد» في منطقة إدلب، بعد رصد غارات جوية أدت إلى مقتل 10 أشخاص.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان أورتاغوس: «يجب أن ينتهي العنف. تؤكد الولايات المتحدة مجددا على أن أيّ تصعيد في العنف شمال غربي سوريا سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة».

 

المصدر: وكالات

التعليقات مغلقة.