الرقة: العثور على آلاف الجثث في مقبرة جماعية لضحايا تنظيم “الدولة الإسلامية”

58

 

مع اقتراب سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على آخر جيب لمقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، عثر في مدينة الرقة على مقبرة جماعية هي الأكبر والأقدم حتى الآن حيث تحوي نحو 3500 جثة.

عثر في مدينة الرقة السورية على مقبرة جماعية تضم نحو 3500 جثة هي شاهد على إرث تنظيم “الدولة الإسلامية” وتعد الأكبر والأقدم حتى الآن، على عمق قدمين تحت أرض زراعية على مشارف المدينة.

وتم العثور على هذه المقبرة بعد أكثر من عام على سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مدينة الرقة التي كان يسيطر عليها التنظيم المتطرف، ومع اقتراب سيطرتها على آخر بقعة لمقاتلي التنظيم في الباغوز جنوباً.

ويعتبر هذا الكشف المتأخر عن هذه المقابر أكبر مثال حتى الآن على أن العنف الذي أشاعه تنظيم “الدولة الإسلامية” خلال حكمه لـ”دولة الخلافة” سيترك آثاره لسنوات مقبلة، بحسب ما قال نشطاء ومشاركون في عملية نبش هذه القبور.

تنتشر عشرات أكوام التراب على جانب من أرض الفخيخة الزراعية، لتدل على أكثر من 120 جثة تم نبشها من قبل فريق الاستجابة السريعة التابع لجهاز الدفاع المدني في الرقة.

قال أسعد محمد (56 عاما) مساعد الطب الشرعي في الموقع “هذه قبور فردية، وهناك بجانب الشجر، المقابر الجماعية حيث دفن من تم إعدامهم على يد داعش”. مضيفا “هذه المقبرة حدودها من 2500-3000 جثة، بينما المقبرة الخاصة تحتوي حوالي 900 إلى 1100 شخص. المجمل هو على الأقل 3500 شخص”.

وقد تم تحديد ثماني مقابر جماعية أخرى على مشارف المدينة الواقعة شمال سوريا، بما فيها واحدة أطلق عليها اسم “بانوراما” تم إخراج أكثر من 900 جثة منها.

وقال محمد “الفخيخة هي أكبر مقبرة جماعية في منطقة الرقة وهي من بداية وجود التنظيم في المحافظة”.

جثث غير معروفة الهوية

في وقت سابق من هذا الأسبوع، قام حفارون يرتدون أقنعة طبية خفيفة، بانتشال شيء ملفوف بقطعة قماش رمادية رطبة. وبعد أن أزالوا قطعة القماش، اكتشفوا جثة متحللة بفك متفحم. وقام محمد بفحصه. وقال “العمر التقديري هو 35 عاما. وهي لشخص مصاب بحروق من الدرجة الثالثة”.

وباستثناء صوت التشريح الجزئي الذي يتم في الموقع، فإن الصوت الوحيد الآخر الذي يمكن سماعه هو صوت المجارف اليدوية التي تحفر في التراب، وصوت الرياح وهي تمر من خلال أشجار الصنوبر القريبة. وكتب الحفارون أية تفاصيل تحدد هوية الجثث في سجل، ووضعوا الجثث في سيارة شحن صغيرة “بيك أب” بيضاء ليعاد دفنها على بعد نحو عشرة كيلومترات في مقبرة مناسبة.

يقول محمد إن ذلك أصبح روتينا فظيعاً، مؤكداً أنه سيتكرر في الباغوز، البقعة الأخيرة المتبقية لتنظيم “الدولة الإسلامية”. وقال “من المؤكد أن ما حدث هنا حدث هناك، وربما أكثر، لأن الذي حدث هناك أشرس مما حدث هنا، إذ أنه ليس لديهم مكان آخر ينسحبون إليه”.

 

المصدر: فرانس 24

التعليقات مغلقة.