«النصرة» تحذِّر اللبنانيين من مناصرة «حزب إيران»

29

05z500

 

 

 

 

 

 

 

نشرت جبهة «النصرة» شريط فيديو توجّهت فيه بنداءٍ إلى أهل السنة في لبنان، دعتهم فيه إلى نصرة من أسمتهم «أهلهم في سوريا»، وساجلت فيه الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصر الله حول انخراط حزبه في القتال الى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد، متهمة إياه بإشعال فتنة مذهبية وتوريط باقي الطوائف اللبنانية بدفع ثمن «جرائمه» ضد السوريين وأهالي بلدة عرسال الحدودية اللبنانية.
وتضمن الفيديو، ومدته 27 دقيقة و3 ثوان تحت عنوان «من سيدفع الثمن؟» نداء على شكل رسائل الى كل من «السنة في لبنان» و»كافة الطوائف» و»الشيعة الروافض» وإلى «علماء المسلمين في العالم»، وأعلن تحذيراً للسنة بشكل خاص من الانخراط الى جانب الجيش ضد مقاتلي «النصرة»، وخاطبهم الشريط قائلا «كونوا عوناً لهم وأدركوا أنفسكم قبل أن تدفعوا أنتم الثمن بتورطكم في حرب في صف الجيش اللبناني ضدّ إخوانكم المجاهدين، أو تدفعون الثمن كما دفعه قبلكم اهل السنة في سوريا بتسلط النصيرية والرافضة عليكم».
وفي خطابها إلى كافة الطوائف في لبنان، قالت «النصرة» «إياكم ثمّ إياكم أن تنصروا حزب إيران، فإنّ سكوتكم عن جرائمه قد يُحسَب عليكم فتدفعون أنتم الثمن فاحذروا غضبة المظلوم».
وللشيعة قالت «إن معركتنا معكم مستمرّة طالما أنكم تتطاولون على أمهات المؤمنين وتسبّون الصحابة الكرام، وإنّ مساندتكم لهذا الحزب المجرم سيجعلكم تدفعون الثمن مضاعفاً وإن غداً لناظره لقريب».
وتوجّهت جبهة النصرة في ندائها أيضا إلى علماء المسلمين في العالم بالقول «نطالبكم بتبيان حال الجيش اللبناني حتى لا يلبّس على أهل السنة لأن المرحلة القادمة ستكون حاسمة تجاه كل من ينتمي أو يقف في صف هؤلاء المجرمين».
هذا وتضمّن الشريط تسجيلاً لتسعة من العسكريين اللبنانيين المخطوفين الذين تحدّثوا عن رفضهم لتدخل «حزب الله» في سوريا.
وفيما تستمر قضية العسكريين عالقة، نفت «هيئة علماء المسلمين» أن تكون تلقت أي اتصال بأي خصوص من إحدى الجهات الخاطفة للعسكريين، مؤكدةً التزامها تعليق الوساطة.كما أكدت الهيئة أن صفحتها الرسمية على «فيسبوك» هي المصدر الوحيد لأية معلومة من طرفها ولا تعترف بأي تسريب ينسب لـ «مصادر في الهيئة».
تزامناً، دخل وفد قطري على خط الوساطة بعدما انتقل مساء الخميس الى عرسال ليبدأ اتصالاته مع الخاطفين في جرود البلدة.
واصدر تنظيم الدولة الاسلامية مساء امس بيانا اعلن فيه انه التقى الموفد القطري وسلمه قائمة بمطالب التنظيم، ولم يتضمن البيان هذه المطالب.
وكانت الحكومة اللبنانية تشدّدت في التعاطي مع قضية العسكريين المخطوفين بعد تبلغها خبر اعدام «داعش» أحد أبناء عرسال كامل غدادة الذي تمّ خطفة قبل اسبوع بحجة تعاونه مع حزب الله، وأجمع وزراء الحكومة على «رفض المقايضة او المساومة على حياة المخطوفين العسكريين» والقبول بمفاوضات عبر دول لاستردادهم.وكانت جلسة مجلس الوزراء انعقدت وسط أجواء محمومة اضفاها اعتصام اهالي المخطوفين العسكريين في البقاع ولا سيما منه البقاع الشمالي الذين اطلقوا مواقف تصعيدية ضد الحكومة راوحت بين التحذير من «فتنة لا يستطيع أحد تحملها «والتلويح» بتصرف عشائري في البقاع، «وصولاً الى «نداء الى قائد الجيش العماد جان قهوجي لاعتقال جميع الوزراء ومبادلتهم بالجنود المخطوفين «وامهال الدولة 24 ساعة للاستجابة لمطالبهم بإعادة المخطوفين «بمقايضة او بغير مقايضة».
ورداً على رسالة «النصرة» إلى سُنة لبنان، نقلت صحيفة «النهار» عن النائب عن «الجماعة الاسلامية» عماد الحوت قوله: «ليس لدينا خيار إلا أن نكون مع الجيش، لكن لدينا رؤيتنا في ادارة الأزمة»، مشدداً على «ضرورة عدم انخراط الجيش في عملية استنزاف كبديل عن قوى أخرى قررت أن تذهب وتقاتل إلى جانب النظام» السوري.
و يقول «الجماعة الاسلامية» ليست مع الخطاب الطائفي او المذهبي، ومعروفة بدعمها ثورة الشعب السوري وعلى رأس السطح»، مؤكدا «الجيش اللبناني جيشنا وهو ليس دخيلاً على لبنان ومن الطبيعي ان نكون معه في معركة واحدة، لكن في الوقت عينه لدينا رؤيتنا في طريقة ادارة المعركة ابلغناها لقيادة الجيش والحكومة، كما لاحظنا تنسيق هيئة العلماء في فترة من الفترات مع الدولة».
ويرفض الحوت تدخل «النصرة» في الشؤون اللبنانية، أكان عسكرياً أو سياسياً، ويقول لهم: «لدينا القدرة على إدارة الشأن اللبناني ذاتياً»، لكن في الوقت عينه، مثلما لا يقبل بتدخل أحد من الخارج في لبنان، لا يمكن للحوت إلا ان يتفهم الشعب السوري في رفضه وجود «حزب الله» في سوريا، ويقول: «مثلما يمثل المسلحون بالنسبة لي جسماً غريباً، فإن «حزب الله» بالنسبة إلى السوريين هو جسم غريب».

وكالات

التعليقات مغلقة.