خاص_Buyer
” في البداية كنا نلتقط الصـور في النهار وتحت ضوء الشمس ومن دون رتوش وكانت هذه الصور تُستخدم للمعاملات الرسميّة والدوائر الحكوميّة، وكانت الكاميرا في ذلك العصر عبارة عن صندوق كبير به فتحة صغيرة تدخل إليها الصورة وتتثبت معكوسة على الجدران”
تقرير: بريندار عبدو
استوديو الشرق اسم لايزال عالقا في ذاكرة أهالي مدينة عامودا والقرى المجاورة لها، فلطالما كانت وجهتهم لالتقاط الصور التذكارية والشخصية. يعود الاستوديو للعم شمس الدين علي بك البالغ من العمر سبعين عاما، ويُعتبر من أقدم المصورين في المدينة.
“كنت أصور المناسبات العائليّة والأعراس، تعلّمت مهنة التصوير من أخي محمد علي بك الذي قصد العاصمة بيروت وعاد عام 1960ليفتتح أول استوديو تصوير في مدينة عامودا”. قال شمس الدين وهو يسرد تفاصيل عمله في مهنة التصوير الفوتوغرافي التي كان شغوفاً بها لدرجة أنه لازال يمارس هذه المهنة إلى اليوم على الرغم من كبر سنّه وعلى الرغم من وازدياد أعداد المزاولين لمهنة التصوير.
وتابع قائلا:” تعلّمت من أخي العديد من الأمور المتعلقة بالتصوير لكنّه لم يستطع إتمام تدريبي لتقنيات التصوير الفوتوغرافي؛ لأنّه توجه للخدمة الإلزامية آنذاك, وطلب مني أن أتوجه إلى مدينة قامشلو للتدريب. وكان هناك مصور أرمني اذا لم تخني ذاكرتي كان اسمه (خاجيك خاجيكيان ) المعروف بـ”كوكو”، كنت أتوجه إليه في أيام العطل في مدينة قامشلو لزيادة مهاراتي التقنية التي تُعتبر المفتاح الأساس لأي مصوِّرٍ محترف.
وكانت الكاميرا في ذلك العصر عبارة عن صندوق كبير به فتحة صغيرة تدخل إليها الصورة وتتثبت معكوسة على الجدران، ومع تأثر مجال التصوير الفوتوغرافي كباقي المهن بالتقدم التكنولوجي, أخذت الكاميرا وعلى مرّ السنوات في تقدم وتطور ولم تتوقف هذه العملية إلى يومنا هذا.
وأوضح العم شمس الدين الذي يعمل في مجال التصوير منذ أكثر من نصف قرن خلال حديثه:” في البداية كنا نلتقط الصـور في النهار وتحت ضوء الشمس ومن دون رتوش وكانت هذه الصور تُستخدم للمعاملات الرسميّة والدوائر الحكوميّة؛ كانت بالأسود والأبيض فقط. وبعد سنوات تطورت الكاميرا.
ويتابع :” بالنسبة للتصوير الكهربائي كانت تخضع الصور الملتقطة والمجموعة على شريط يُسمى “فيلم أو نيغاتيف” إلى عملية كيميائية في غرفة مظلمة كانت تُسمّى “التحميض”.
“لو عاد الزمن بي إلى الوراء لاخترت مهنة التصوير مجددا”، بهذه الكلمات اختتم العم شمس الدين حديثه وهو يشير إلى صورته المُعلَّقة على جدار الاستوديو الذي يحتضن ذكريات أكثر من خمسة عقود. لن أغير مهنتي لأنني أحببتها وعشقتها، كانت ولا تزال مصدرَ رزقٍ لي ولعائلتي.
نشر هذا التقرير في العدد /86/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 15/12/2018
التعليقات مغلقة.