Buyer
دفعت الظروف التي تعيشها البلاد منذ أكثر من سبعة سنوات, وما خلفته هذه الظروف من سوء الاوضاع الاقتصادية العامة والتي ألقت بظلالها على كافة القطاعات الحيوية؛ شرائح المجتمع المختلفة إلى التوجه لشراء مستلزماته من الالبسة إلى محلات البالة (الالبسة المستعملة). وذلك نتيجة لرخص أثمانها مقارنة مع الالبسة الجديدة التي يصعب على الشريحة الغالبة في المجتمع من شرائها بسبب غلاء الاسعار.
تبلغ نسبة الزبائن الذين يترددون على المحل لشراء ألبسة البالة 80 % من الفئة الفقيرة التي يمكن وصفها بمعدومة الحال, فيما تبلغ نسبة متوسطي الدخل وبعض الاغنياء 20%.
قال أبو رودي وهو صاحب محل ألبسة مستعملة (بالة) لـ Buyer: ” ويتم إدخال ألبسة البالة إلى مناطق روجآفاي كردستان من معبر سيمالكا الحدودي”. فيما أعرب بعض العاملين في هذا القطاع عن قلقهم من ارتفاع وانخفاض سعر الدولار.
وأردف أبو رودي :” نحن كعاملين في هذه التجارة لدينا معاناة مرتبطة بارتفاع وانخفاض سعر الدولار, فيما وصف نسبة إقبال العامة على شراء ألبسة البالة بـالممتازة “.
عزيز آحي صاحب محل ألبسة مستعملة يصف نسبة إقبال الأهالي على شراء ألبسة البالة بـالكبيرة جداً معللاً ذلك برخص سعرها حيث يقدر سعر القطعة الواحدة من البالة بـ 1000 ل. س فيما تباع الجديدة بمبلغ 6000ل.س.
مخاوف استعمال ألبسة البالة:
قالت هاجر وهي من سكان مدينة قامشلو:” لا أحبذ شراء البسة البالة وخاصة الاطفال خوفاً من انتقال الأمراض إليهم عبر هذه الملابس المستعملة”.
المواطن ح. س وهو من ريف مدينة قامشلو عبر استياءه من غلاء أسعار الألبسة الجديدة والتي دفعته رغم عدم رغبته الشديدة لشراء الالبسة المستعملة تخوفاً من نقلها للأمراض، ولكن قلة الحيلة وضعف الإمكانيات المادية دفعته إلى شراء ألبسته من محالّ البالة.
فيما ذكر آحي أن ألبسة البالة يتم استيرادها من الدول الاوربية, وعلى حد وصفه هناك نوعية جيدة وأخرى رديئة.
وقال الطبيب الاخصائي بالأمراض الجلدية والتناسلية كسرى حوج عن تردد حالات من أمراض التحسس الجلدي ناتجة عن ارتداء ملابس البالة وعلل ذلك إلى عدم تعقيم هذه الألبسة قبل ارتداءها, منوهاً إلى ضرورة تعقيمها قبل الاستعمال حيث توجد أنواع من البودرة المعقمة وسوائل تنقيع.
وأضاف :”بعد مرور زمن على التعقيم الأولي لألبسة البالة ينتهي مفعول عملية التعقيم حيث تعشعش عليها حشرة “العثة ” والعث هو شبيه بالجرب مما يسبب الحكة والحساسية لدى الاشخاص الذين يستعملون هذه الالبسة” .
واختتم حوج:” بالنسبة لتسبب ارتداء ملابس البالة في نقل الأمراض المزمنة والخطيرة, لم ترد لدينا حالات مرضية خطيرة بهذا الشأن أنما اقتصرت فقط على بعض حالات التحسس الجلدي, وهذه يمكن تجنبها وتلافيها من خلال عمليات التعقيم المستمرة من قبل العامل في هذا المجال ومن قبل الأشخاص الذين يستعملونها”
تأثير الاقبال على ألبسة البالة على قطاع الألبسة الجديدة:
إن انتعاش تجارة ألبسة البالة في المدن وبلدات المنطقة أثر بشكل ملحوظ على تجارة الالبسة الجديدة, نتج عنه حالة ركود في هذا قطاع.
يقول مروان داود (صاحب محلّ ألبسة):” أثرّت تجارة ألبسة البالة على حركة البيع والشراء في سوق الالبسة الجديدة نتيجة ارتفاع اسعار الالبسة الجديدة, والذي يعود بدوره على الظروف التي تعيشها المنطقة من حصار وحروب وانعكاسها على ارتفاع الاسعار في كافة القطاعات وليس الالبسة فقط.
وفي رأي مخالف حصر مسعود عمر(صاحب محل البسة ) الإقبال على البالة فقط في موسم الشتاء بسبب غلاء اسعار الالبسة الشتوية ( الجديدة).
وأضاف :” يضطر المواطن ذو الدخل المحدود والمتوسط إلى شراء الالبسة الشتوية من البالة فليس بمقدوره شراء جاكيت بمبلغ ( 25000 )ل.س في حين بإمكانه شراءه من البالة بمبلغ ( 30000 ) ل.س.
وتبقى محال البالة التي تراها متوزعة بشكل كبير في جميع أنحاء المدينة وأسواقها
وجهة الغالبية الكبيرة من سكان المدينة, لاقتناء مستلزماتهم من الألبسة نتيجة رخص أثمانها, التي تنافس أسعار الجديد منها اليوم .
نشرت هذه المادة في العدد /79/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 1/6/2018
التعليقات مغلقة.