اكتشاف امرأة وطفل دفنا قبل 2500 عامًا في ديار بكر

55

 Buyerpress

 

عُثر على امرأة وطفل مدفونان في مقبرة عمرها نهر الفرات المعروفة بسلوكها العدواني، في منطقة حفريات “كافوشان” الواقعة على بعد 10 كيلومترات في الاتجاه الجنوبي الشرقي من بلدة بيسميل في مدينة ديار بكر بشمالي كوردستان.
فقد عثر فريق البحث والتنقيب في منطقة ركام كافوشان بمدينة ديار بكر الواقعة في جنوب شرق تركيا، على بقايا أربع سلاحف من أنواع مختلفة، تعود إلى فصيلة سلاحف نهر الفرات المعروفة بصدفتها الرقيقة وسلوكها العداوني.
وبحسب موقع “Arkeofili” المتخصص في شؤون الآثار والتنقيب فإن ركام حفريات كافوشان بمدينة ديار بكر يعتبر من أهم معالم الآثار البيولوجية الواقعة في الشاطئ الجنوبي لنهر دجلة بالمدينة الواقعة في جنوب شرق تركيا. وتشير التسجيلات الحفرية إلى أن الحفريات تعود إلى عملية الاستقرار في المنطقة منذ نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد وحتى القرن الرابع عشر الميلادي.
واستمرت أعمال الحفريات في المنطقة بين عامي 2009-2011، وعثرت عام 2008 على ثلاثة صوامع يعتقد عودتها للعصر (الآشوري) الحديدي الأخير في القرن السادس قبل الميلادي، وأشار الفريق المشرف على عمليات الحفريات أن الصوامع كانت تستخدم في تخزين الغلال والحبوب، وحولت أحداهم بعد ذلك إلى مقبرة للموتى.
كما عثرت البعثة على رفات لطفل يبلغ من العمر 6-7 وامرأة تبلغ من العمر 45-55 مدفونين داخل أحد الصوامع، بالإضافة إلى بقايا 17 سلحفاة من فصيلة سلاحف نهر الفرات.
وقال عالم الآثار البيولوجية المتخصص في دراسة بقايا الحيوانات في المتحف الوطني للطبيعة في باريس ريمي بيرثون: “إنه أمر لم نكن نتوقعه”، مشيرًا إلى أنه من المألوف على بقايا السلاحف البرية في مقابر ومدافن الشرق الأوسط. وأعرب عن اندهاشه من العثور على أعداد كبيرة من سلاحف نهر الفرات في تلك المنطقة.
وأوضح بيرثون أن السلاحف عثر عليها بها آثار قطع في قشرتها الخارجية الموجودة على الظهر، ما يشير إلى أكل لحومها؛ وأشار الباحثون إلى أن السلاحف عثر عليها مقطوعة الأطراف أيضًا.
وبحسب الأخبار المتداولة حول الاكتشاف الأثري الجديد، فقد عثر على طفل غير معروف جنسه مستلقيا على وجهه، له قدم يسرى ملتفة عند مفصل الركبة، والساق اليمنى ممتدة، وذراعه الأيمن أسفل جسمه، والأيسر أمام رأسه وكأنه يحاول حماية وجهه.
كما كشف الباحثون عن العثور على امرأة يتراوح عمرها بين 45-55 عام، أسفل الطفل مباشرة، مستلقية على ظهرها، موضحين أنه لم يتم العثور على أي آثار لتعرض الطفل والسيدة لعنف شديد قبل الموت، بينما لم يتم التأكد من العلاقة بين الطفل والسيدة، بسبب عدم إجراء تحليل الحمض النووي DNA .
وأوضح بيرثون في حوار صحفي مع موقع (Discover News) أن البعثة على علم أن المرأة والطفل دفنا بينهما فترة قصيرة، مشيرًا إلى أن عند دفن الطفل لم يكن جسم المرأة قد طرأت عليه تغييرات ما بعد الوفاة.
وكانت البعثة قد عثرت على رفات الطفل والمرأة في منتصف الحفرة ويحيط بهم بقايا سلاحف، بالإضافة إلى الغطاء الصدفي لسلحفتين في منتصف المدفن وبقايا رفات أخرى متناثرة. وتوصلت إلى أن إحدى القشور الموجودة في منتصف القبر تخص السلحفاة مهمازية الورك، والبقايا الأخرى تخص سلاحف مخططة.
وأكد بيرثون أن السلاحف المخططة قد تكون منتشرة في شرق تركيا إلا أنها المرة الأولى التي تظهر بقايا لها داخل أي مقابر أو مدافن جنائزية، مشددًا على أنها المرة الأولى التي تظهر فيها سلحفاة نهر الفرات أيضًا داخل المقابر.
وأشار إلى أنه من الواضح أن سلحفاة الفرات كانت مقطعة وجاهزة للتناول، بينما تم ملاحظة عدم وجود بعض الأعضاء التشريحية والتي يعتقد استخدامها في المراسم الجنائزية.
ويقول الباحثون أن باقي السلاحف من جنس السلاحف المهمازية لم تقطع أو تستخدم في المراسم الجنائزية، وإنما استخدمت صدافها فقط، موضحين أن سلاحف نهر الفرات قد تتغذى على الفواكه والنباتات، إلا أنها حيوانات تتغذى على الجيف وقد يصل حجمها إلى حجم حصان كامل.
يشار إلى أن سلحفاة نهر الفرات تظهر في نهري الفرات ودجلة وتنتشر في سوريا والعراق وتركيا، وتدخل ضمن قائمة الأمم المتحدة للحفاظ وحماية الحيوانات المهددة بالانقراض.

Pukmedia

التعليقات مغلقة.