مخابز قامشلو تمتهن بيع مخصصاتها من الطحين وعقوبات شعبة التموين لا تفي بالغرض

50

قامشلو- Buyer

رغم الشكاوى الكثيرة التي تُرفع لشعبة تموين قامشلو، إلا أن مشكلة سوء جودة الرغيف من جهة، وتلاعب أصحاب المخابز بالوزن والتسعيرة من جهة ثانية؛ لم تنتهِ بعد، فالسبب بحسب “محمد عثمان أبو رودي” وهو أحد أهالي حي الغربي بقامشلو، يتعلق بما وصفه بـ «جشع» أصحاب المخابز في الحصول على أرباحٍ فاحشة، سواءً من خلال عمليات بيع مخصصاتهم من الطحين، أو في التلاعب بنوعية الطحين نفسه وخلطهِ مع نوعٍ آخر أقل جودة.

بينما يرى “دجوار عبد القادر” أن عدم جدية شعبة التموين في التعامل مع المخالفات التي ترتكبها المخابز الخاصة، دفعت بأصحابها للتمادي وعدم الخشية من فرض مخالفات مادية بحقهم، في ظل غياب عقوبة السجن.

أصحاب المخابز يدحضون الاتهامات الموجّهة لهم:

يدافع أصحاب المخابز عن أنفسهم بخصوص بيعهم نسبة من حصصهم من الطحين، فعملية البيع بالنسبة لـ “أحمد. ج” وهو صاحب فرن نصف آلي، هي الداعم الأساسي للربح، ويقول: «فوائد بيع الخبر لوحده لا يفي أجور العمال لدي، وأضطر إلى بيع /6/ أكياس من الطحين المخصص للمخبز، حتى يكون بالإمكان دفع المصاريف المترتبة علي نهاية كل شهر، وإلا سأضطر لإغلاق المخبز».

ويؤكد أن جميع المخابز تبيع جزء من مخصصاتهم للتجار ومحلات الحلويات وأصحاب المخابز الخاصة، وشعبة التموين تُدرك ذلك، لكنها ربما تتساهل معنا لأنهم يعلمون الوضع جيداً، بحسب قوله.

  بالمقابل هناك من يدحض كل الاتهامات التي توجه إليهم من الأهالي حول سوء جودة الرغيف، ويعتبر أن تلك المسألة مرتبطة بنوعية الطحين نفسه، إذ يؤكد “خالد حمزة” صاحب مخبز (ج) بمدينة قامشلو، أن الطحين الذي يأتي من مطحنة (س) سيء للغاية وفي كثيرٍ من الأحيان يكون مُسوّساً، وخالياً من النشاء، والسبب يعود إلى أن القمح المطحون من  النوع القاسي، وهو من القمح المُكدّس المخلوط بالتراب والحجر، بحسب قوله.

ويؤكد معظم أصحاب المخابز على أن سبب سوء جودة الرغيف، هو نوعية الطحين، ومن بينهم “أحمد تمو” عامل في مخبز (لالش) بحي الغربي في قامشلو، الذي أشار إلى تفاوت جودة الطحين بين يومٍ وآخر.

ويقول: «نجلب الطحين من مطحنة (ف) بمدينة الدرباسية، لكن جودته متفاوتة أيضاً بسبب نوع القمح ودرجة قساوته، وهو أمرٌ عائدٌ إلى المطحنة نفسها».

تتوزع في أحياء مدينة قامشلو /57/ مخبزاً تحصل على مخصصاتها من مادة الطحين من شعبة التموين التابعة للإدارة الذاتية، بسعر /1100/ ليرة سورية للكيس الواحد، بينما يبلغ عدد المخابز الخاصة نحو /25/ مخبزاً تحصل على مادة الطحين من مطاحن خاصة أو من المخابز التي تُموّن من شعبة التموين نفسها بأسعارٍ باهظة قد يصل سعر الكيس الواحد إلى /6000/ ليرة سورية.

 ومن أبرز المخالفات التي ترتكبها المخابز التابعة لشعبة التموين، هي بيع جزء من مخصصاتها الطحينية إلى المخابز الخاصة، ما يتسبب بعدم تلبية حاجة سكان الحي من الخبز، وهي إحدى أهم المشكلات التي تحتاج إلى حل من خلال ردع أصحاب المخابز ومخالفتهم، بحسب ما يؤكده “محمد عبد الباقي” أحد سكان حي الهلالية الذي سبق واشتكى مرات عديدة على فرن (ل) الذي يبيع أكثر من /10/ أكياس  من مخصصاته اليومية، ويتسبب بعدم حصول السكان على حاجتهم من الخبز.

يقول “خالد جمعة” الرئيس المشترك لشعبة تموين قامشلو، خصصنا لكل مخبز حصة من الطحين بحسب الجغرافيا التي تغطي حاجتها، فالمخابز النصف الآلية نُموّنهم كمية من الطحين تصل إلى ثلاثة أطنان يومياً، أما بالنسبة إلى الأفران الحجرية، فيحصلون على نحو /5/ أكياس وذلك تبعاً للحي الذي يتواجد فيه المخبز.

رغم ذلك تبقى شكوى أصحاب بعض المخابز قائمة بخصوص حصصهم من الطحين، إذ يقول “أحمد تمو” مخبز (لالش) بحي الغربي، «تؤمّن شعبة التموين الطحين والمازوت، والكمية التي أستلمها لا تكفيني، كانت مخصصاتي سابقاً /2/ طن ومنذ حوالي سنة ونصف يعطونني طن وربع الطن، قدمت طلبات كثيرة لزيادة حصتي، ووعدوني بمنحي كمية إضافية، لكن حتى الآن لم يحدث شيء».

شعبة تموين قامشلو خالفت 48 مخبزاً خلال شهري آب وأيلول الماضيين:

تحاول شعبة التموين قمع كل المخالفات التي ترتكبها المخابز، خاصةً تلك التي تحصل على الطحين من تموين الإدارة الذاتية، وبحسب “خالد جمعة” الرئيس المشترك لشعبة تموين قامشلو، فقد تم مخالفة /48/ مخبز خلال الشهرين الماضيين لأسبابٍ متعلقة إما ببيع مخصصاتهم من الطحين والتلاعب بوزن الرغيف أو عدم الالتزام بمواعيد البيع.

وتراوحت قيمة المخالفات تلك، ما بين /1000/ ليرة سورية و/30/ ألف ليرة سورية، وذلك حسب نوع المخالفة.

ويضيف “جمعة”، «قيمة المخالفات المحددة لبيع حصصهم من الطحين، تبدأ في المرة الأولى بدفع غرامة تقدر بـ /5000/ ليرة لكل كيس، وإذا تكررت المخالفة يرتفع المبلغ إلى /10/ آلاف ليرة، وإذا تكرر بيع الطحين للمرة الثالثة، يتم التوقف عن منحه الطحين، وحينها يتوقف المخبز عن العمل بقرارٍ من كومين الحي والمجلس».

يُنتَج الطحين بفضل وجود عدة مطاحن في مدينة قامشلو، مثل مطحنة الجزيرة ومانوك، إضافةً إلى عددٍ من مطاحن القطاع الخاص، وتبلغ نسبة الجودة نحو 85%.

في وقتٍ يؤكّد الرئيس المشترك لشعبة تموين قامشلو، أن الإدارة الذاتية تملك احتياطياً جيداً من الطحين يكفي لثلاثِ سنوات، مع توفّر نوعين من القمح (القاسي والطري).

رغم ما تعانيه مقاطعة الجزيرة من نقصٍ في الكثير من المواد الأولية، نتيجة ما تشهده المنطقة من توترٍ في الأوضاع الأمنية، وفرض حصارٍ عليها إبان الحرب على داعش، إلا أنها تمكنت من تجاوزِ مشكلةٍ هي الأكثر أهمية لكل السكان، وهي تأمين الخبز.

ورغم وجود بعض الشكاوى حول مسألة جودة الرغيف، إلا أن جميع سكان المقاطعة متفقون على توفرّه بشكلٍ كبير قياساً إلى بداية الأزمة خلال أعوام (2013- 2014- 2015) وأن أسعاره أيضاً تبقى مناسبة قياساً إلى باقي المناطق في سوريا.

نشرت هذه المادة في العدد (67) من صحيفة Buyerpress

بتاريخ 15/10/2017

 

 

التعليقات مغلقة.