قصف مدفعي متبادل في جنوب مدينة كركوك بين القوات العراقية والكردية

38

فرانس برس- Buyerpress

أعلنت القوات العراقية والكردية عن حصول قصف متبادل بينهما ليل السبت الأحد في جنوب مدينة كركوك وذلك بعد التقدم الميداني الذي أحرزته القوات العراقية في محافظة كركوك المتنازع عليها.

وقال ضباط في قوات البيشمركة الكردية طلبوا عدم ذكر أسمائهم إن معارك دارت ليل الأحد الاثنين تخللها قصف مدفعي متبادل بين القوات العراقية والكردية في جنوب مدينة كركوك.

من جهتها تحدثت مصادر عسكرية عراقية عن “قصف متبادل بصواريخ كاتيوشا” في جنوب المدينة.

وقبيل ذلك كان التلفزيون الرسمي العراقي أفاد بأن القوات العراقية استعادت “بدون مواجهات، مساحات واسعة” من محافظة كركوك كانت تسيطر عليها قوات البيشمركة.

وقالت الحكومة العراقية إن قواتها تعتزم “حماية القواعد والمنشآت الاتحادية في محافظة كركوك”. وقد تلقّت القوات العراقية أوامر باستعادة قاعدة عسكرية وحقول نفطية في كركوك كانت القوات الكرديّة سيطرت عليها قبل ثلاث سنوات بُعيد سقوط مناطق عراقية بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية.

ووجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي “أوامره للقوات المسلحة لفرض الأمن في كركوك بالتعاون مع أبناء مدينة كركوك وقوات البيشمركة”، بحسب ما أكد التلفزيون الرسمي العراقي. وكان العبادي ردد في الأيام الاخيرة بأنه لا يريد “شن حرب” ضد الأكراد.

وأوضح العبادي أن قوات الحشد الشعبي التي تضم مليشيات شيعية تدعمها إيران ستبقى بعيدة عن مدينة كركوك.

وقال جنرال في وحدات مكافحة الإرهاب “جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة المدرعة التاسعة للجيش العراقي والشرطة الاتحادية تبسط سيطرتها على مناطق واسعة من كركوك من دون مواجهات”.

وفي وقت سابق كان مجلس أمن اقليم كردستان العراق أعلن ليل الأحد الاثنين، أنّ القوات العراقية بدأت عملية كبرى “للسيطرة على قاعدة عسكرية وحقول نفط” في محافظة كركوك.

وقال المجلس على تويتر ان “القوات العراقية والحشد الشعبي تتقدم الآن من تازة جنوبي كركوك في عملية كبيرة هدفها دخول المدينة والسيطرة على قاعدة كيه 1 وحقول النفط”.

وقد شاهد مصور وكالة فرانس برس قوات عراقية تنطلق من تازة خورماتو باتجاه الشمال.

وقاعدة “كيه 1” تابعة للفرقة 12 في الجيش العراقي. وقد استولى عليها عناصر البيشمركة في حزيران/يونيو 2014 بُعيد سقوط الموصل بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت مصادر محلية في كركوك “بدأت الآن قطعات مكافحة الاٍرهاب حركتها باتجاه مشروع ري كركوك”.

وأضافت “الأوامر صدرت والحركة بدأت عبر ستة محاور عسكرية تشترك بها (وحدات) مكافحة الإرهاب والتدخل السريع والشرطة الاتحادية والجيش العراقي”.

وكانت الحكومة العراقية قد صعّدت الأحد لهجتها، متهمة الأكراد بالسعي “لإعلان الحرب” مع وجود عناصر من حزب العمال الكردستاني التركي في كركوك الذي تعتبره أنقرة وواشنطن منظمة “إرهابية”.

وأعلن المجلس الوزاري للأمن برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي في بيان أن وجود “مقاتلين” هو “تصعيد خطير” و”إعلان حرب” وحذر من “عناصر مسلحة خارج المنظومة الأمنية النظامية في كركوك (…) وإقحام قوات غير نظامية بعضها ينتمي إلى حزب العمال الكردستاني التركي”.

واعتبر ذلك “تصعيدا خطيرا لا يمكن السكوت عنه وأنه يمثل إعلان حرب على باقي العراقيين والقوات الاتحادية النظامية”.

واتهم المجلس القوات “التابعة لإقليم كردستان” بأنها “تريد جر البلاد إلى احتراب داخلي من أجل تحقيق هدفها في تفكيك العراق والمنطقة بغية إنشاء دولة على أساس عرقي”.

وأكد أن “الحكومة الاتحادية والقوات النظامية ستقوم بواجبها في الدفاع (…) عن سيادة العراق ووحدته بالتعاون مع المجتمع الدولي”.

وقال الامين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور لوكالة فرانس برس “لا توجد قوات لحزب العمال الكردستاني لكن هناك بعض المتطوعين الذين يتعاطفون معه”.

ويأتي ذلك بعد أن أعلن قادة الحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان العراق الأحد رفض الشرط الذي تضعه حكومة بغداد للتفاوض مع أربيل لمعالجة الاأمة والمتمثل بإلغاء الاستفتاء حول استقلال الإقليم.

واجتمع قادة الحزبين الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني في منتجع دوكان الواقع في محافظة السليمانية.

واستمر الاجتماع أربع ساعات، وجمع قادة بينهم الرئيس العراقي فؤاد معصوم عن الاتحاد الوطني الكردستاني، ورئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني، وفقا لمراسل فرانس برس.

واكد البيان الختامي أن “القوى الكردستانية لديها استعداد كامل للحوار بدون شرط على أساس المصالح بين بغداد وأربيل ووفقا لمبادئ الدستور”.

وكرر العبادي شرط حكومته إلغاء الاستفتاء الذي أجري بهدف استقلال الإقليم في 25 ايلول/سبتمبر، لفتح باب الحوار لمعالجة الأزمة.

لكن “الاجتماع أصر على معالجة جميع المشاكل بالحوار وبدون شرط”، وفقا للبيان.

وطالب “المجتمعون أن تكون المفاوضات بين الإقليم وبغداد بمشاركة جهات دولية لمراقبة عمليات المفاوضات” معتبرين ذلك “بأنه من مصلحة الجميع والقوى السياسية في العراق وكردستان”، وفقا للبيان.

كما أشار البيان إلى أن “التدخلات العسكرية أو تحريك القوات أو التهديد والوعيد ستؤدي الى مزيد من الخوف على العلاقات بين الإقليم وبغداد وهذه التدخلات ستشكل تهديدا لأي جهد جدي لحل المشاكل بطرق سلمية”.

وساءت العلاقات بين إقليم كردستان وبغداد، بعد إجراء الاستفتاء الذي رفضته السلطات العراقية، ويؤكد العبادي أنه لا يريد حربا ضد الأكراد.

وكان الأكراد والحكومة العراقية أعلنوا الأحد منح أنفسهم مهلة 24 ساعة لمعالجة الأزمة عبر الحوار تجنبا لمواجهات عسكرية بين الطرفين.

وذكر عبد الله عليوي أحد مستشاري معصوم الذي رافقه الأحد، لفرانس برس أن الرئيس العراقي سيقدم “مشروعا”، دون مزيد من التفاصيل، مكتفيا بالقول أن الرئيس يعتمد “على الحوار من أجل تجنب الصراع والعنف”.

على صعيد آخر، نفت طهران ما أعلنه مسؤول كردي من أنها أغلقت الأحد ثلاثة معابر حدودية مع كردستان العراق.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي لوكالة فرانس برس “ليس هناك أي قرار جديد” يقضي بإغلاق المعابر مع الإقليم الكردي.

وأضاف أن “الحدود البرية مفتوحة مع إقليم كردستان العراق وفقط حدودنا الجوية مغلقة (منذ 24 ايلول/سبتمبر) بطلب من الحكومة المركزية العراقية”.

التعليقات مغلقة.