المحكمة الاتحادية العليا في العراق تأمر بوقف الاستفتاء في كردستان

165

فرانس برس- Buyerpress

تصاعدت حدة التوتر بين بغداد وأربيل بعد صدور أمر المحكمة الاتحادية العليا، أعلى سلطة قضائية في العراق، بوقف الاستفتاء المرتقب حول استقلال إقليم كردستان في حين توجه وزير الدفاع البريطاني للقاء الزعيم الكردي مسعود بارزاني لاقناعه بذلك.

 

وبعد رفض مجلس النواب العراقي مرتين إجراء الاستفتاء، اصدرت المحكمة الاتحادية العليا الاثنين قرارا بوقفه في الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي “لعدم دستوريته”.

 

وقال إياس الساموك مدير المكتب الإعلامي للمحكمة الاتحادية العليا لفرانس برس بأن المحكمة “تلقت عدة شكاوى” بينها اقتراح بعدم الدستورية قدمه رئيس الوزراء حيدر العبادي لذلك “قررت بالتالي تعليق الاستفتاء”.

 

وتقدم عدد من النواب والسياسيين العراقيين بطلبات لدى المحكمة الاتحادية العليا للبت بعدم دستورية قرار إجراء استفتاء لاستقلال الإقليم.

 

ولم يصدر على الفور أي رد فعل من بارزاني الذي دعا لإجراء الاستفتاء وتحدى رفض بغداد ودول جوار العراق تركيا وايران إضافة إلى حلفائه الغربيين.

 

ومن المتوقع وصول وفد من الإقليم إلى بغداد الثلاثاء لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء قبل مغادرته إلى نيويورك للمشاركة في جلسات الجمعية العموية للأمم المتحدة.

 

من جهته، أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أنه سيتوجه بعد ظهر الاثنين إلى أربيل في محاولة لإقناع بارزاني بالتخلي عن الاستفتاء المقرر إجراؤه في 25 أيلول/سبتمبر الحالي.

 

وقال فالون خلال مؤتمر صحافي في بغداد “سأكون بعد الظهر في أربيل لاقول لمسعود بارزاني بأننا لا نؤيد الاستفتاء. نحن ملتزمون بسلامة العراق والعمل مع الأمم المتحدة من أجل (بحث) بدائل عن الاستفتاء”.

 

وتدعم واشنطن والأمم المتحدة مقترحا يقضي بالعدول عن الاستفتاء في مقابل المساعدة على التوصل إلى اتفاق شامل حول مستقبل العلاقات بين بغداد وأربيل خلال مدة أقصاها ثلاث سنوات.

 

واسرائيل هي البلد الوحيد الذي أعلن بشكل صريح دعمه استقلال كردستان.

 

وكان بارزاني حدد في حزيران/يونيو الماضي الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر موعدا للاستفتاء حول استقلال الاقليم.

 

لكنه مع ذلك، أوضح في مناسبات عدة أن فوز معسكر الـ”نعم” في الاستفتاء، لا يعني إعلان الاستقلال على الفور، بل سيكون بداية لمفاوضات جدية وشاملة مع الحكومة المركزية في بغداد.

 

وحصل على دعم شعبي واسع في شوارع اربيل حيث خرجت مسيرات ترفع العلم الكردي في تجمعات ليلية.

 

ويرى خبراء ان الاستفتاء يهدف بالأساس إلى ممارسة ضغوط على بغداد لانتزاع تنازلات بخصوص النزاع حول النفط والتمويل.

 

إلا أن العبادي كرر باستمرار استعداده للحوار مع بارزاني، لكنه صعد لهجته في الايام الاخيرة قائلا انه على استعداد “للتدخل عسكريا” في حال وجود تهديد خصوصا من قوات البشمركة.

 

يذكر ان سلطات اقليم كردستان قامت بتوسيع مجال سيطرتها مع تمركز قوات البشمركة في مناطق خارج حدودها بعد استيلاء الجهاديين على الموصل.

 

وقد صوتت محافظة كركوك الغنية بالنفط التي تتنازع عليها بغداد واربيل، للمشاركة فى الاستفتاء في تحد للسلطات الفيدرالية.

 

ردت الحكومة بإقالة محافظ كركوك الكردي الذي رفض التخلي عن منصبه. وهناك تقارير تفيد بقيام مكونات المحافظة من اكراد وعرب وتركمان بتخزين الأسلحة.

 

بدورها، اعربت تركيا عن قلقها حيال ان يؤدي الاستفتاء الى اثارة احلام انفصالية في اوساط اكرادها، وهددت اربيل بدفع “الثمن” في حال الانفصال عن العراق.

 

واعلن الجيش التركي الاثنين ان قواته بدات مناورات عسكرية بمشاركة دبابات قرب الحدود العراقية.

 

يشار الى ان اقتصاد إقليم كردستان يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط من خلال خط أنابيب يمر عبر تركيا إلى البحر الأبيض المتوسط.

 

من جهتها، حذرت ايران حيث توجد اقلية كردية كبيرة، الاحد من ان استقلال لاقليم سيعنى انهاء كافة الترتيبات الحدودية والامنية مع حكومته.

 

التعليقات مغلقة.