السوريون يحيون الذكرى الأولى لـ{مجزرة الكيماوي} في الغوطة

23

1408469640047972900

 

 

 

 

 

يحيي السوريون غدا الذكرى السنوية الأولى لمجرزة الكيماوي في الغوطة الشرقية التي راح ضحيتها 1450 شخصا العام الماضي، بتنظيم مظاهرات وتوزيع المنشورات عن المجزرة، في حين أنهت واشنطن تحييد 600 طن من المواد الكيماوية سلمتها دمشق، بموجب اتفاق دولي.

وتقابل المعارضة السورية إحياء الذكرى، بعتب على الولايات المتحدة الأميركية، عبر عنه عضو الائتلاف والمجلس الوطني السوري سمير النشار، بالقول إن رد فعل واشنطن «مستغرب، كونها لم تكن ترقى إلى مستوى الجريمة»، موضحا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الجريمة «كانت موصوفة، لكن واشنطن والمجتمع الدولي تعاملا معها على أساس الحصول على أداة الجريمة، بينما تركت القاتل طليقا»، لافتا إلى أن ذلك «لم يردع القاتل من ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الإنسانية، بينها تكرار استخدام السلاح الكيماوي، وممارسات أخرى تؤدي إلى تهجير السوريين».

ويقول ناشطون، إن قوات النظام السوري أطلقت في منتصف ليل 21 أغسطس (آب) 2013، صواريخ محملة بمواد كيماوية قاتلة على الغوطتين الشرقية والغربية، ومناطق ريف دمشق، ذهب ضحيتها نحو 1450 قتيلا، بينهم أفراد عوائل كاملة قضوا خنقا، ومعظمهم كانوا من الأطفال والنساء. وأعرب النشار عن استغراب المعارضة السورية لموقف واشنطن المتجاهل لما يحصل من النظام وتنظيم «داعش» المعروف بـ«داعش» على حد سواء.. «بعد ما لمسناه من احتمال تدخلها بعمل عسكري منظم لصد التنظيم في العراق»، متسائلا: «لماذا لا تكرر العمل نفسه ورد الفعل نفسها ضد (داعش) في سوريا؟». وأضاف: «لاحظنا أن هناك توافقا دوليا على التدخل في العراق من خلال قرار مجلس الأمن 2170 تحت الفصل السابع، فلماذا لا يتوافقون على التدخل في سوريا لردع النظام و(داعش) عن ارتكاب المزيد من الجرائم»، لافتا إلى أن «الشعب السوري يقف حائرا أمام المواقف الدولية تجاهه». وقال النشار: «إننا لا نرى فرقا بين النظام و(داعش) أو تنظيمات إرهابية أخرى مثل (النصرة)، كون النظام جذبهم، من خلال رعايته ميليشيات شيعية في سوريا ما حول البلاد إلى تربة خصبة للاقتتال الطائفي». وشدد على «وجوب أن تكون هناك مطالب قاسية وشديدة تجاه الولايات المتحدة التي كان موقف رئيسها باراك أوباما غير كافٍ لناحية الحصول على أداة الجريمة، وترك المجرم طليقا يرتكب المزيد من الجرائم بأدوات أخرى».

وتأتي تصريحات النشار غداة ترحيب واشنطن بتدمير كل العناصر الكيماوية التي سلمتها سوريا والتي كانت تسمح لنظام الرئيس بشار الأسد بصنع غازي السارين والخردل، لكن رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما حذر بأنه سيراقب مدى التزام دمشق بتعهداتها في هذا الملف. وأعلن الرئيس الأميركي في بيان، أن «الأسلحة الكيماوية الأكثر فتكا التي كان يملكها النظام السوري تم تدميرها من قبل خبراء مدنيين وعسكريين باستخدام آلية أميركية فريدة من نوعها».

وكانت دمشق قد وافقت في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي على مقترح روسي للتخلي عن أسلحتها الكيميائية لتفادي ضربات عسكرية هددت بها الولايات المتحدة وفرنسا اللتان اتهمتا سوريا باستخدام عناصر كيماوية ضد معارضي الأسد. وأنشأ ناشطون صفحات إلكترونية، في «الذكرى الأولى لأكبر مجزرة كيماوية في العالم»، التي تصادف غدا، نشروا فيها ملصقات لمجزرة الكيماوي. وحملت صفحة «استنشاق الموت» الكثير من المساهمات، أبرزت وقائع مجزرة الغوطة التي ذهب ضحيتها نحو 1450 مدنيا سوريا، فيما دعا ناشطون العالم إلى أن يكون معهم «في جميع دول العالم» عبر المشاركة في «مظاهرات وتوزيع المنشورات عن المجزرة بالسلاح الكيماوي».

من جهة أخرى، شكك عبد الكريم ريحاوي، رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان بأن النظام السوري سلم كل مخزونه من الأسلحة الكيماوي. وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «هناك معلومات عدة تشير إلى أن النظام عمد إلى إخفاء كمية كبيرة منها في بعض المناطق السورية وأرسل جزءا منها إلى «حزب الله» في لبنان، معتبرا أن التحقق من هذا الأمر من مسؤولية المجتمع الدولي».

وفيما رأى أن قول النظام إنه سلم السلاح الكيماوي الذي يملكه لا يعني أنه غير قادر إلى إنتاج المزيد، لا سيما أنه لا يزال لديه الخبراء والمواد الأولية والوسائل المعتمدة في تصنيعه، وهذا الأمر لا يتطلب الكثير من الجهود في ظل الخبرة الطويلة التي يمتلكها في هذا المجال.

وفيما أشار الريحاوي إلى امتعاض الشعب السوري من كيفية تعامل المجتمع الدولي مع استخدام النظام لهذا النوع من السلاح من دون أن يتخذ أي إجراءات بحق المجرمين، سأل: «هل تسليم السلاح هو إنصاف للضحايا؟»، مضيفا: «ليس هناك أي مقاضاة أو حتى توجيه اتهامات للنظام السوري الذي نفذ جرائم الكيماوي وغيرها، ما قام به المجتمع الدولي لا يعود كونه تلويحا بالعقوبات وهو أمر غير مقبول»، داعيا إلى «محاكمة كل المتورطين».

ويأتي ذلك غداة إعلان وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، أن سفينة أميركية مجهزة تجهيزا خاصا انتهت من تحييد 600 طن من مكونات الأسلحة الكيماوية السورية الأكثر خطورة التي سلمتها دمشق للمجتمع الدولي هذا العام لتفادي ضربات جوية. وأضاف البنتاغون، أن السفينة «كيب راي» المجهزة بنظام طورته الولايات المتحدة لتقنية التحليل المائي، «قامت بتحييد تلك الكمية بالكامل في عرض البحر المتوسط». وقالت متحدثة باسم الوزارة الأميركية، إن السفينة ستسافر إلى فنلندا وألمانيا في الأسبوعين المقبلين «لتفريغ الخليط الناتج عن عملية التحييد والذي ستجري معالجته كعادم صناعي لجعله أكثر أمنا»، وهي «المرة الأولى التي يجري فيها تحييد عناصر أسلحة كيماوية في البحر».

وأكد مسؤول في البنتاغون في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أن العناصر التي تم إتلافها هي التي تدخل في صنع غازي السارين والغاز اللذين يمكن استخدامهما في هجمات بالأسلحة الكيماوية. وتم بالإجمال إتلاف 581

عن الشرق الأوسط

التعليقات مغلقة.