فيروز في دمشق.. شائعات النظام وآماله

60

وكالات- Buyerpress

لن تشارك الكبيرة فيروز في فعالية افتتاح معرض دمشق الدولي. الخبر حسمته ابنتها ريما الرحباني، واضعة ما تداوله مؤيدو النظام السوري في إطار الشائعات، ليكشف مرة أخرى أن الموالين، يبحثون عن بارقة أمل، و”شائعة” تبعث على الاطمئنان، ولا يمكن أن يوفرها الا حضور فيروز الى دمشق، أو الايحاء بها.

لا يمكن أن توضع الشائعة برمتها، في سياق الخبر الفني. فارتكاب الشائعات من هذا النوع، والكذب استطراداً، له وظيفته السياسية والامنية، التي توازي، ربما، الوظيفة الامنية للقوات المسلحة. ذلك ان فيروز، في أدبيات السوريين ويومياتهم، مرتبطة بالصباح. بيوم جديد، وأمل جديد. وقد كرس التلفزيون الرسمي السوري والمحطات الإذاعية المحلية هذا العرف منذ وقت طويل.

ثمة ارتباط وثيق بين الصباح وفيروز في دمشق. وإثر التطورات الميدانية، وإبعاد قوات المعارضة السورية عن أسوار دمشق، وريفها، يبحث الموالون عن أمل. فيروز ستكون ذروته، وليس جزءاً منه. سيكون حضورها إعلان عن “انتصار” للنظام، لا يمكن أن يوفره حضور أي من المغنين أو المشاهير الآخرين، لا إلهام شاهين، ولا أغنيات محمد اسكندر!

و”اليوم الجديد” بنظر الموالين، ليس الدافع الوحيد للاطمئنان. ذلك أن الأمان، هو العملة المفقودة الآن. ولا تكفي التطورات العسكرية لتكريسه. فهم تواقون الى “جرعة أمان” لا يمكن أن يوجدها إلا حضور فيروز، بما يشبه حضورها في الحفلة الشهيرة التي أحيتها في وسط بيروت، إثر انتهاء الحرب والشروع بإعادة اعمار المدينة. كان حضور فيروز بالنسبة للبنانيين آنذاك، انطلاقة حياة جديدة. يطمح السوريون اليوم من موالي النظام لإيجادها

من هنا، تأتي الشائعة كبحث غريق عن قشة يتمسك بها. حضورها يندرج في إطار الأمنيات. يكذب الإعلام الموالي الكذبة، ويصدّقها. فهو يحتاج أيضاً إلى جرعة ثقة إضافية بالنظام، ترفع من مستوى الحدث الذي يرعاه، وهو إنجاح معرض دمشق الدولي. واتخذت الدعاية لإنجاح الفعالية مسارات عديدة، بدأت من تجول الرئيس السوري بشار الأسد في المعرض، ونشر صور توحي بأنها “عفوية” له، بالتوازي مع شائعة حضور فيروز. فالحدثان، بالنسبة للإعلام الموالي، مكملان لبعضهما على خط تأكيد “الأمان” المفقود في العاصمة، وتكريس حضوره، بعد سلسلة اتفاقات أفضت إلى ترحيل قوات المعارضة السورية إلى شمال البلاد.

الإيحاء بحضور فيروز، لم يُجزم به. فقد نُقل عن مصادر مجهولة قولها إن حركة اتصالات “مكثفة” تجريها وزارة الإعلام لحضور فيروز افتتاح المعرض، من غير تأكيد موافقتها، عبر القول إن الوزارة لم تتلق حتى الآن أي رد من فيروز سواء بالقبول أو الرفض.

لكن ريما الرحباني، حسمت الجدل، مؤكدة إن ما حصل يندرج ضمن إطار الشائعات. وقالت: “يا جماعة وفّروا ع حالكن وعليّي! ما بقى حدا يسألني عن شي إذا مظبوط أو مش مظبوط لآخر مرّة بعد الألف بقلّكن أي شي مظبوط رح يصدر أوّل شي من الصفحات الرسميّة. كما وإنّو أي شي ما صدر من الصفحات الرسميّة يعني حتماً مش مظبوط”.

 

التعليقات مغلقة.