جاسوس كوبي سابق يستذكر كيف دربته (CIA) لاغتيال كاسترو

230
الجاسوس أنطونيو فيسيانا

ترجمة خاصة- Buyerpress

الكوبي آنتونيو فيسيانا جاسوس وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) الذي كرس حياته لقتل فيديل كاسترو وزعزعة استقرار الحكومة الشيوعية، يروي اليوم “قصة فشله”.

قصة يرويها بغضب وبدون أي ندم: “كنت إرهابياً غير محتمل كنت نحيلاً ومصاباً بالربو, وأشعر بانعدام الأمان.  قالها في كتابه (مدرب للقتل) الذي كتبه بالاشتراك مع الصحفي كارلوس هاريسون, “.

الناشط المعارض لكاسترو والبالغ من العمر 88 عاماً، جالساً في كرسيً مدولب في منزل ابنته في ميامي يوضح ما ذهبت إليه الكلمات التي قالها آنتونيو فيسيانا  .

فالكتاب يروي بالتفصيل كيفية تجنيد عميل CIA ديفيد آلتي فيليبس المعروف بلقب “بيشوب” له في عام 1959 وقام بتدريبه في هافانا لقتل فيديل كاسترو الذي توفي العام الماضي لأسباب طبيعية.

يقول آنتونيو ” دعاني بيشوب للغداء، وكانت سهلة، فلم يحتج لإقناعي بخطورة الشيوعية في كوبا”.

حيث عمل  فيسيانا بدايةً كمحاسب لدى بنك كوبا الوطني، وتم تدريبه ليَحبُك مؤامرته، ليكون خفياً عديم الضمير وعديم الثقة بأي أحد.

يقول فيسيانا:” في البداية الفكرة كانت بزعزعة البلاد المفتقرة للاستقرار، حيث يصدق الناس فيها الإشاعات، خلق تلك الإشاعات كانت وظيفتي, والإشاعة الأولى كانت حول مشروع قانون مزعوم يقضي بحرمان الحكومة الكوبية للوالدين من الحضانة الشرعية لأبنائهم. وإثر هذه الإشاعة قام الأهالي بإرسال ما يقارب 14000 من أبنائهم إلى الولايات المتحدة في هجرة جماعية عرفت وقتها باسم (عملية بيتر بان)”.

ويتابع فيسيانا :” العديد من الأهالي التقوا بأبنائهم فيما بعد، لكن البعض الآخر لم يستطيعوا، بسبب وفاتهم أو عدم قدرتهم على مغادرة البلاد, ما بين 1960 و1962, أخرج الأهالي أبنائهم من كوبا عن طريق مكاتب الكنيسة الكاثوليكية. استقبل القاصرون منهم والذين بدون مرافقين بالغين في مخيم في فلوريدا”.

وفيسيانا لم يندم قط على تفريق هؤلاء الأطفال عن أهلهم, فيقول: ربما كانت فعلتي غير مسؤولة، ولكنه كان نابعاً عن قناعة تامة، ففي حينها كنت مقتنعاً تماماً بأني أفعل الصواب، لذلك أنا مستعد لفعلها مرة أخرى”.

وبعد محاولة فاشلة لـ آنتونيو فيسيانا لإنهاء حياة كاسترو والتي كانت ستدل السلطات بسهولة عليه هرب في عام 1961 إلى الولايات المتحدة.

وفي وقت اتصاله مع بيشوب في ميامي، أسس فيسيانا مجموعة “آلفا 66″ الشبه عسكرية المضادة لكاسترو، والتي نفذت في الستينات والسبعينات عدة عمليات خاصة ضد نظام كاسترو.

ويقول فيسيانا :” هذه العمليات زادت من الأمل، وعندما نشرت في الصحافة أشعرتنا بالنشوة والنشاط، الناس كانوا لازالوا يملكون الأمل بفوز المعركة” ولكنه أعترف بأن مدى نجاح تلك العمليات وحجمها كان مبالغاً فيه.

ومثله مثل العديد من الكوبيين-الأمريكيين أمثاله وفي عمره، يحمل الحقد ضد الرئيس الأمريكي جون ف كينيدي بسبب “خيانته” للكوبيين المنفيين بسحب الدعم العسكري الأمريكي من الغزوة الفاشلة المسماة بـ” خليج الخنازير” التي قام بها معارضون لكاسترو في كوبا عام 1961.

وأدعى بأنه رأى بيشوب يلتقي لي هارفرد أوسوالد ثلاثة أشهر قبل اغتيال كينيدي في تكساس عام 1963. وعُرف أوسوالد لاحقاً بمنفذ عملية الاغتيال.

ومحاولة أخرى لقتل كاسترو في سانتياغو دي تشيل، وبعد عدة سنوات اضطر فيسيانا للحلول عن محاولة اغتيال أخرى ضد القائد الكوبي, جهود فيسيانا لتشويه سمعة إرنستو تشي كيفارا بعد وفاته عام 1967 في بوليفيا فشلت أيضاً. و بدلاً عن ذلك أصبح الثائر الأرجنتيني رمزاً لليساريين.

يقول فيسيانا :” أحاول أن لا أفكر كثراً بها، لأن قصتي قصة فاشلة، فعندما تفشل بسبب ظروف مختلفة تشعر وكأنك لم تفعل الصواب، أو أن الحظ لم يحالفك، ولكنك في المجمل تشعر بالفشل”.

في عام 1979 وبعد عدة محاولات انتحار فاشلة، فيسيانا أخيراً استسلم وتقاعد من مهنة التجسس والقتل المأجور.

وينتهي كتابه بالمقولة:” انتهت حياتي السرية”.

الترجمة من Times Now- آرزيف رشيد

 

التعليقات مغلقة.