مشايخ: ممثل الكرد في جنيف يمثل الإطار الذي أرسله.. وهو المجلس الوطني الكرديّ

56

رئيس التحالف الوطني الكردي ونائب سكرتير حزب الوحدة مصطفى مشايخ لـBuyerpress:

ممثل الكرد في جنيف يمثل الإطار الذي أرسله، وهو المجلس الوطني الكرديّ، وهذا الأخير لا يمثّل المجتمع الكرديّ

– الادعاء والتشهير ومحاولات وضع الـPYD  في قائمة الإرهاب بمناسبة ودون مناسبة لا تخدم القضية الكردية ويصبّ في خانة العداء.

زيارة شخصية مثل جون ماكين إلى المناطق الكردية دليل على الاعتراف بالإدارة الذاتية القائمة، ودليل على الدعم العسكري لقوات مجلس سوريا الديمقراطية.

– المصلحة الكردية تقتضي بنوع من العلاقات مع كافة الأطراف السياسية الكردية، وخاصة مع حركة المجتمع الديمقراطي؛ لأنها السلطة الحاكمة.

– لدينا استعداد للجلوس مع المجلس الوطني الكردي وبناء تفاهمات وجسور الثقة لخدمة قضيتنا.

أجرى الحوار: أحمد بافى آلان

 

مصطفى مشايخ1
رئيس التحالف الوطني الكردي ونائب سكرتير حزب الوحدة مصطفى مشايخ

– فلنبدأ بمؤتمر جنيف4، وما تمخّض عنه حتى الآن، قراءتكم لجنيف 4؟

نحن كتحالف وطني كردي – يقينا- مع الحلّ التفاوضي السياسيّ بين كافة الفرقاء السوريين، أي مفاوضات سورية – سوريّة؛ لكن بضمانات ورعاية دوليّة. مؤتمرات جنيف1-2-3 انتهت ولم تفضي إلى أيّة نتائج ملموسة تنهي الأزمة السورية المستعصيّة، وبقناعتنا أن مؤتمر جنيف4 أيضاً سيكون مصيره مثل سابقاته؛ لعدم جدّية المجتمع الدولي لحلّ الأزمة في سوريا، ولأن الموجودين من طيف المعارضة لا يمثّلون كافة أطر المعارضة، وخاصة غياب مجلس سوريا الديمقراطيّة لما له وزن عسكري وسياسيّ على الأرض، وهناك سبب آخر، وهو تشتت صفوف المعارضة التي لم تستطع حتى الآن توحيد الوفد، وبالتالي اختلاف المنصّات، ووجود أكثر من واحدة. هذه العوامل – بقناعتي – مجتمعة لا تؤدي إلى نتيجة ملموسة تنهي الأزمة السوريّة.

– كيف تنظرون إلى التمثيل الكرديّ في جنيف؟

هو تمثيل ضعيف جدا، لا يمثل كافة الأطر السياسية للشعب الكردي، هناك شخص واحد ضمن وفد الائتلاف، وليس باستطاعتنا طبعاً تحديد العدد، إنما التحديد يخضع لقرارات دوليّة؛ لكن كان باستطاعتنا أن نتفق على هذا الشخص، لو اجتمعت كافة الأطر، المجلس الوطني الكردي، وحركة المجتمع الديمقراطي، والتحالف الوطني الكرديّ والحزب الديمقراطي التقدّمي وبقية المنظمات والفعاليات واتفقنا على رؤية سياسيّة واحدة ، كان بوسعنا تحديد ممثّلنا، الذي يحمل رؤيتنا السياسيّة، ولكن لم يحصل هذا، لذا سيكون دور هذا الشخص ناقصاً، ولا يحمل أي وزن أو ضغط لانتزاع أي قرار سياسيّ لحل القضيّة الكرديّة.

– أفهم منكم أن الشخص الممثل في جنيف لا يمثّل الكرد؟ من يمثّل إذاً..؟!

ممثل الكرد في جنيف يمثل الإطار الذي أرسله، وهو المجلس الوطني الكرديّ، وهذا الأخير لا يمثّل المجتمع الكرديّ، كما أن  “Tev-Dem” والتحالف الوطني الكرديّ والحزب التقدّمي، كل هؤلاء لا يمثّلون الشعب الكرديّ بمفردهم.

– هو لا يمثّل الكرد لأنه غير متّفق عليه؟


 بالتأكيد هذا هو السبب، لو اتفق عليه الجميع، برؤية سياسية موحّدة كان بوسعنا القول أن هذا الشخص يمثل الحركة الكردية.

– برأيكم هل سينجح المبعوث الدولي برسم الخطوط العريضة بين المعارضة والنظام، لإنهاء الأزمة السورية؟

برأيي أن ديمستورا يبذل جهود حثيثة من أجل الوصول لبعض النتائج؛ ولكن بهذه التشكيلة وهذه الخلافات الموجودة بين المنصّات الحاضرة في جنيف، وعدم جدّية النظام لإيجاد حلول سلمية، سيّما تصعيده للهجمات العسكرية في الآونة الأخيرة، ففرص النجاح ضئيلة.

– حسب المعلومات التي لديكم وأنت تترأس التحالف الوطني الكردي، هل ستكون القضية الكردية حاضرة في جنيف4؟

بقناعتي سيتمّ تقييم المؤتمرات المنعقدة، وأسباب فشلها، وإحداها عدم حضور الممثلين الحقيقيين وبشكل كامل في هذه المؤتمرات، وحين يتمّ وجود مستلزمات الحل ومنها وجود ممثلين حقيقيين عن كافة الأحزاب والأطر السياسيّة الكرديّة ووجود الإرادة الدوليّة بالتأكيد سيفضي إلى حلّ.

– ما هو السر بين الائتلاف الوطني والمجلس الوطني الكردي بحضور الأخير ممثلاً عن الكرد دون الأطر الكردية الأخرى؟

بقناعتنا أن الائتلاف واقع تحت تأثير أجندات دولية وخاصة النظام التركي المعروف منذ القدم بعدائه لآمال وطموح الشعب الكرديّ؛ فأيّ مشروع كردي يعارضه النظام التركي، ويحاولون أيضاً إقصاء دور الحركة الكرديّة في بناء سوريا الجديدة.

– إذاً تمثيل المجلس الوطني الكرديّ للكرد في جنيف جاء بتوجيه تركيّ؟

أقصد أن الائتلاف ووفد معارضة الرياض يعملان تحت تأثير أجندات تركية خليجيّة، وبالتالي – وأخص السعوديّة والنظام التركي- يقفون أمام أي مشروع كرديّ.

– لو حضر التحالف الكردي اجتماع جنيف4، أهم الرؤى والمطالب التي كنتم ستطالبون بها؟

كنا سنطالب كتحالف بتمثيل الكرد كوفد كردي مستقل، ومطالبنا وطنيّة، سوريّة، المطالبة بنظام اتحادي ديمقراطي لا مركزي، وحل القضية الكردية حلا ديمقراطيا عادلا وفق العهود والمواثيق الدولية. وهو من أولويات مطالبنا، وكنا سنقدّم مقترحات لبناء الثقة بين السوريين، أولا وقف إطلاق النار بشكل كامل في كافة المناطق، وإطلاق سراح المعتقلين لدى كافة الأطراف، وكذلك فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات، وتهيئة الظروف لإعادة المهجّرين والنازحين إلى مناطق سكناهم.

– الأسباب التي يتمّ فيها استبعاد الـ PYD  من المؤتمرات الدولية باتت قديمة ومستهلكة، لماذا لا يتمّ دعوة التحالف الكردي إلى جنيف4 وأنتم إطار مكون من خمسة أحزاب ومجموعة من المستقلين؟

نحن كتحالف أرسلنا عدّة رسائل مع أحزاب كرديّة أخرى إلى المبعوث الدولي وإلى وزارتي الخارجيّة الأمريكيّة والروسية، والأمم المتّحدة، طالبناهم فيها بتمثيل الكرد كوفد كردي مستقل من جميع الأطر، لم نطلب حتى الآن دعوتنا كتحالف بشكل خاص، إلّا ضمن وفد كرديّ.

كيف كانت الردود؟

حتى الآن لم يصلنا أي ردّ، وناقشنا ذلك مع الروس بشكل مباشر، وقالوا سنحاول ونبذل جهود لتحقيق هذه الدعوات.

– لو نتحدث عن لقاءات حميميم، لماذا لم يستطع الروس تثبيت حضوركم في جنيف4؟

لقاءات حميميم كانت يوم عمل للأحزاب الكردية، وكان جدول عملها عبارة عن ثلاثة مواضيع؛ هي المصالحة الكرديّة – الكرديّة، وتشكيل وفد كرديّ، وسماع آرائنا حول حل الزمة السوريّة والقضيّة الكرديّة.

– جدول العمل كان روسيّاً؟

نعم كان الجدول روسيا، ونحن وافقنا عليه، ولكن للأسف بعض الاخوة لم يلبوا الدعوة الروسيّة.

– من لم يلبِّ الدعوة؟

بعض الأحزاب، والمجلس الوطني الكرديّ.

– أيّ الأحزاب، هل هي كبيرة أم صغيرة؟

لنكن واضحين أكثر، رفاقنا في الحزب الديمقراطي التقدّمي الكردي لم يحضروا، والأسباب حسب ما تناهى إلى سمعنا، هو  لعدم حضور كافة الأطراف الكرديّة.

” نحن مستعدون للتفاوض مع كل الأطراف، ليس لدينا أي إقصاء من أي طرف مع المجلس وغير المجلس، ومستعدون للجلوس إلى طاولة الحوار للوصول إلى تفاهمات سياسية وتنظيمية لبناء إطار سياسي إن كان باسم المجلس أو التحالف؛ أو بأيّ اسم آخر وبدون شروط، لهم ملاحظات على سياساتنا ووجودنا في بعض الكيانات، ولنا أيضا ملاحظات على سياساتهم ووجودهم في كيانات أخرى”

– أهم ما طالبتم به في قاعدة حميميم؟

أهمها؛ قلنا أننا جاهزون للمصالحة الكرديّة – الكرديّة، وأن أيدينا ممدودة لأشقائنا في بقية الأطر، وشكّلنا الوفد، وأعطيناهم الأسماء، وبالنسبة لرؤيتنا حول الحل للأزمة السورية، أعطيناهم وثيقة سياسيّة باسم خارطة الطريق لحلّ الأزمة في البلاد.

– برأيك لماذا لم يحضر الحزب التقدمي إلى قاعدة حميميم؟

لا أعلم بالضبط، ولم نحضر أياًّ من اجتماعاتهم التنظيمية، ولم نتدخل في شؤونهم الداخلية، الأمر يعود لهم، ونحن نحترم أي قرار يصدر عن حزبهم.

– هل هذه هي الأسباب الحقيقيّة برأيك؟

لا أعلم الأسباب الداخلية تماماً، ولكن حسبما صرّحوا في مؤتمرهم الصحفي، بأن الهدف لم يتحقق، لو ذهبنا وحدنا، كان لا بدّ من وجود كافة أطراف الحركة الوطنية الكرديّة.

 – بحسب بعض الأنباء أن الروس حاولوا تشكيل منصة حميميم، لكنهم فشلوا، هل لديكم معلومات بشأن ذلك؟

الأسباب هي التدخلات الإقليمية وخاصة النظامين التركي والإيراني.

–  عدا ذلك؟

تدخل الأطراف المعارضة وخاصة وفد الرياض الذي يحاول بكلّ الجهود عدم حضور منصّة حميميم.

– ألم يكن للتمثيل الكردي في منصّة الرياض يد في الأمر؟

أتحدّث عن وفد الرياض بشكل عام، وكل الأطر الموجودة فيه، يتحمّلون وزر ذلك، ومسؤوليته.

– حزبكم عضو في مجلس سوريا الديمقراطية، والذي أنهى مؤتمره الثاني قبل أيام، كيف تقيّم عمل المجلس وآلية اتخاذ القرارات واختيار الأعضاء؟

كنا من مؤسسي مجلس سوريا الديمقراطية، وأرسلنا دعوات باسم خمسة أطر، وكنّا كتحالف ضمن هذه الأطر، وكنّا و مازلنا باسم أحزاب المرجعية السياسيّة الكرديّة. لكن بعد انعقاد المؤتمر – بصراحة – كان أداء المجلس ضعيفا، وبإمكاننا القول كان مشلولا، سنة كاملة، كانت هناك بعض النشاطات من قبل هيئة الرئاسة المشتركة، ولكن كمجلس وهيكل عام، قيّمناه في المؤتمر، وأبدينا انتقاداتنا، واعترفوا بالضعف، وقبل المؤتمر عقدنا – كتحالف – اجتماعا مع قيادة المجلس وأوصلنا لهم انتقاداتنا وملاحظاتنا حول أداء وتفعيل المجلس. والآن تعاهدنا معاً أن نجعل من مجلس سوريا الديمقراطية مجلسا مؤسساتيّاً، فاعلا وناشطاً في المجالات كافة.

– هل تعتقد أن مجلس سوريا الديمقراطية هو بديل قادم للمعارضة في سوريا؟

طبعا لا يمكن إقصاء أي طرف آخر، ولكن نسعى أن نكون الإطار الأوسع والأشمل لسوريا عامّة؛ بسبب بعض الكيانات السياسيّة خلال السنوات الستّ الماضية، وبقناعتنا أنها فشلت وساهمت في تأجيج النزاع، وتأزيم الأزمة، وبالتالي يبقى الأمل على مجلس سوريا الديمقراطيّة.

– كرئيس للتحالف الوطني ونائب رئيس حزب الوحدة، أين مشروعكم الكردستاني وأنتم أعضاء في مجلس سوريا الديمقراطية وتبنيتم مشروع فدرالية شمال سوريا؟

علاقتنا كتحالف وكحزب جيّدة مع كافة الأحزاب الكرديّة، ونقف على المسافة نفسها مع الجميع على أساس الاحترام المتبادل، ونسعى من جهتنا لعقد مؤتمر كردستاني يشمل كافة الأجزاء، كل الكرد الموزّعون حول العالم، ونسعى في هذا الاتجاه. نحن لا ننسى أننا جزء من الحركة الوطنية السوريّة، وجزء من الحركة الكردستانيّة، ونلتزم بالمحورين، ولا نقدّم أيّهما على الآخر، نحن سوريون، وكحركة سياسيّة نحن نتحمل مسؤولية المناطق الكردية في سورية، ونحن جزء من سوريا بشكل عام، وبالتالي نناضل من أجل تحقيق بناء سورية ديمقراطية لا مركزية، ونسعى أيضاً كهدف استراتيجي لبناء علاقات استراتيجيّة كردستانيّة؛ لتمكين الشعب الكردي في بناء حلمه في كردستان موحدّة.

– ما هو موقفكم من إزالة مصطلح “روجآفاي كردستان” من المشروع الفدرالي الجديد؟

نحن كتحالف وطني كردي في مجلس فدرالية روجآفا سجّلنا تحفّظنا على تغيير الاسم، ولكن بعد المداولات توصّلنا إلى أن روجآفا هي ضمن شمال سوريا، باعتبار أن شمال سوريا يشمل روجآفا ويشمل المناطق العربية الأخرى المجاورة لروجآفا، ما أقصده أن مصطلح روجآفا بقي ثابتا، ولكن توسّع المصطلح بحيث أصبح شمال سوريا يشمل منطقة روجآفا والمناطق الأخرى. هذا كان موقفنا كتحالف وكمجلس فدرالية. وكحزب، وحتى في مؤتمرنا السابع كنا نقول “المناطق الكرديّة”.

لكن في الأطر الكردية مثلا في مجلس سوريا الديمقراطية وفي فدرالية شمال سوريا قلنا روجآفا وفي التحالف أيضا نقول روجافا وبالتالي نحن كحزب ملتزمين بهذه المصطلحات.

– قراءتكم لمسودة المشروع الذي قدمته ENKS  تحت مسمّى مشروع كردستان سوريا؟

بصراحة مشروع الدستور، سمعنا أكثر من مرّة من بعض المسؤولين في المجلس الوطني الكردي بأنهم غير معنيين، ولم يكن هناك قرار بإصدار هذا المشروع، وإنما هناك مجموعة من أعضاء المجلس أصدروا هذا الدستور، بالنهاية تبقى المشاريع مشاريع دساتير، ولا ضير في ذلك، المهم أن نعمل لإيصال آراءنا إلى الآخرين.

– هل أنتم متفقون مع هذا الدستور، أليست هناك نقاط اختلاف؟

ليس القصد متفقين أو معارضين، المهم هو أن نوصل ما نريده أو ما نطرحه للآخرين حتى يتقبلوه، مثلا كلمة الفدرالية الكثير حتى من معارضة الائتلاف غير متجاوبين وغير ملتزمين وحتى غير مستعدين لسماع هذه الكلمة، وبالتالي على الأطراف الكردية سواء كانوا في المجلس أو في التحالف أو في حركة المجتمع الديمقراطي أو في أي إطار أو حزب آخر العمل من أجل قبول الشركاءالسوريين بمبدأ الفدرالية واللامركزية في سوريا.

“مجيء البيشمركة ووجودهم ضمن الأطراف المعارضة المدعومة من تركيا، والرئيس التركي يعلن جهارا بأنهم سيحاربون قوات سوريا الديمقراطية وخاصة القوة الكبيرة المتمثلة بوحدات حماية الشعب، وأنهم يتوجهون إلى مدينة منبج ومنطقة كري سبي، وهذه القوات أغلبها قوات كردية بالتأكيد سيكون هناك اصطدام بين الأخوة سواء كانوا في قوات YPG  أو قوات بيشمركة روج، وهذا لا يخدم القضية الكردية والشعب الكردي وسيكون لها انعكاسات اجتماعية كبيرة في المجتمع الكردي”

مؤخرا اجتمعت معكم مجموعة حل الأزمات الأوربية التقارب الكردي الكردي في سوريا، عمّا دار الحديث؟ وما هي أهم النقاط التي ناقشتموها؟

اجتمعنا وتم اللقاء بيننا، حاولوا إيجاد حلول للتقارب الكردي – الكردي، ونحن من جهتنا أبدينا ملاحظاتنا وطرحنا من أجل التقارب ووحدة الصف والخطاب الكرديين، هم رأوا أن هناك صعوبات ولكن أخبرناهم بأنه لابدّ من الجلوس معا على طاولة الحوار بدون قيود أو شروط، فكل طرف يضع شروط للجلوس، بالتأكيد لا يملك أي إرادة وحدوية، وأخبرناهم نحن كحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا “يكيتي”، وكالتحالف الوطني الكردي، أن أيادينا ممدودة، وأيضا عندما تسعون في هذا المجال تخففون العبء الموجود علينا، لأننا منذ بداياتنا ومنذ تشكيلنا وقبل التشكيل نحاول ونسعى دائما من أجل وحدة الصفّ الكرديّ.

– نتحدث أيضا عن تسريبات بأن المجلس الوطني الكرديّ عند اجتماعه مع مجموعة حلّ الأزمات طالب بعدم إشراككم في المفاوضات بين الأطر الكردية، ما هو ردّكم بحسب المعلومات التي لديكم؟، ومدى صحّة هذه الشائعات؟

أنا لم أسمع بهذا التصريح، ولكن سمعنا أكثر من مرّة في الإعلام موقفهم من التحالف، هذا الموقف بقناعتي لا يخدم القضية الكردية ووحدة الصف الكردي، ودائما ندعوهم إلى البيت الكردي والحوار للتوافق وبناء تفاهمات من أجل وحدة الحركة الكردية سياسيا ولتمثيل الكرد في المؤتمرات الدولية من أجل حلّ الأزمة السورية والقضية الكردية، ولكن موقفهم حتى الآن موقف لا يخدم القضية الكردية، وخاصة عندما يطالبون بإبعاد التحالف الوطني الكردي من أي حوارات كردية – كردية، التحالف موجود سياسيا وتنظيميا وجغرافيا في كافة المناطق الكردية وحتى في مناطق الشتات.

– بالحديث عن خدمة القضية الكردية، ما رأيك بتصرف بعض الشخصيات السياسيّة والتي تطالب بوضع الـPYD  في قائمة الإرهاب بمناسبة ودون مناسبة؟

هذا الادعاء والتشهير وهذه المحاولات لا تخدم القضية الكردية هناك خلافات ثانوية بين الأطراف الكردية، وعلى هذه الأطراف ترك هذه الخلافات ووضعها جانبا والتوجه إلى التناقض الرئيسي المتمثل بالاستبداد والإرهاب.

– برأيك هل يخدم هذا التصرّف القضيّة الكردية؟

بالتأكيد لا يخدم القضية الكردية وتوجهاتها، وإنما يصب في خانة العداء.

– كيف تقيم زيارة السيناتور الأمريكي جون ماكين إلى روجآفاي كردستان، وهل كانت رداً على إبعاد الأطر الكردية التي لم يتمّ دعوتها إلى جنيف؟

زيارة شخصية مثل جون ماكين إلى المناطق الكردية دليل على الاعتراف بالإدارة الذاتية القائمة ودليل على الدعم العسكري لقوات مجلس سوريا الديمقراطي؛ مؤشر جيد ونتمنى أن تتكرر مثل هذه الزيارات وهي أيضا رسائل إلى الأطراف السورية الأخرى وإلى الأطراف الإقليمية كتركيا وإيران وإلى النظام السوري، وحتى إلى النظام الروسي، رسالة دعم وتأييد.

-على من تراهنون الروس أم الأمريكان؟

بداية نراهن على شعبنا وعلى العلاقات الدولية وخاصة عندما نقول الروسية أو الأمريكية لما لهما من وزن دولي وخاصة في الملف السوري؛ على الأطراف الكردية أن تكون علاقاتها جيدة مع كل من أمريكا وروسيا.

– تحالفكم مع حركة المجتمع الديمقراطي، هل تراه تحالفا رابحا؟

نحن كتحالف لسنا جزء من الإدارة الذاتية، وعلاقاتنا علاقات كردية وهذه ضرورة وضمن مصلحة الشعب الكردي وخاصة في هذه المرحلة، هذا لا يعني عدم وجود خلافات سياسية بيننا، ولكن المصلحة الكردية تقتضي بنوع من العلاقات مع كافة الأطراف السياسية الكردية، وخاصة مع حركة المجتمع الديمقراطي لأنها السلطة الحاكمة ولديها الكثير من الأمور داخل المنطقة، وبنفس الوقت طلبنا أكثر من مرّة إخوتنا في المجلس الوطني الكردي ببناء تلك العلاقات ولكنهم رفضوا، الآن أيضا نقول بأن أيادينا ممدودة لكل الأطراف الكردية ولدينا استعداد للجلوس مع المجلس الوطني الكردي وبناء تفاهمات وجسور الثقة لخدمة قضيتنا.

-عدم الجلوس مع المجلس الوطني الكردي حتى الآن، برأيك من هو السبب أنتم أم الإدارة الذاتية أم تف دم أم المجلس؟

نحن من طرفنا طالبناهم أكثر من مرّة للجلوس حول طاولة؛ لنناقش قضايا متعلقة بقضيتنا وبشعبنا وخاصة في بعض الأحداث، مثلا في التفجيرات التي حدثت في مدينة الحسكة وتفجير الحيّ الغربي طالبناهم بالجلوس لنعمل معا ولإبداء موقف سياسي ورفضوا، كما طالبناهم أكثر من مرة بتشكيل وفد كردي مستقل وأرسلنا لهم دعوات رسمية وفي الآونة الأخيرة وعندما رأينا بأن هناك قلق في الشارع الكردي خاصة عند خروجهم للاعتصام من أجل الإفراج عن المعتقلين، وحصول اشتباك بين المناصرين لحركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي تدخلنا مباشرة في هذا الموضوع وشكلنا وفدا مع بعض الأطر كمجلس العشائر واتحاد أدباء الكرد وحزب آزادي الكردستاني وأرسلناه إلى المجلس الوطني الكردي وإلى حركة المجتمع الديمقراطي واستقبلوهم بصدر رحب واتفقنا، ومرّ اليوم العالمي لحقوق الإنسان بسلام والتزم الطرفان بما أبديناه من ملاحظات، ولكن للأسف بعد بضعة أيام رأيناهم على شاشات التلفزة يصرّحون بأنهم لم يستقبلوا أي عضو من التحالف الوطني الكردي، واكتفوا بالقول أنهم استقبلوا وفدا من مجلس العشائر، علما أنه كان بين الوفد عضوين من هيئة رئاسة التحالف، أحدهم سكرتير لحزب موجود في التحالف والآخر عضو هيئة الرئاسة.

– جماهيريا، أين هو التحالف الكردي، وماذا بخصوص مؤتمركم الثاني وما هي الرؤى التي ستطرح في مؤتمر التحاف الكردي؟

التحالف الكردي موجود في كافة المناطق الكردية وفي الخارج، ومجالسنا المحلية موجودة أيضا وتعمل وفق طاقاتها وإمكانياتها.

بالنسبة لعقد مؤتمرنا الثاني تمّ إصدار قرار بعقد مؤتمر ثاني في الوقت المحدد، وتمّ من أجل ذلك تشكيل لجنة تحضيرية وأخرى لصياغة أو إعداد وثائق المؤتمر وفق النظام الداخلي والبرنامج السياسي، وسيعقد المؤتمر خلال شهر آذار.

أمّا الرؤى التي ستطرح بالحالة الوطنية السورية لازلنا ملتزمين بالحلّ السياسي للأزمة السورية وإيجاد نظام ديمقراطي تعددي برلماني، وتشكيل فدراليات منها فدراليات شمال سوريا التي تضم المناطق الكردية الثلاث، وبالنسبة للحركة الوطنية الكردية سنتابع جهودنا من أجل وحدة الصف والخطاب الكرديّين.

-هل حزب الوحدة مستعد للعودة للمجلس؟

نحن مستعدون للتفاوض مع كل الأطراف، ليس لدينا أي إقصاء من أي طرف مع المجلس وغير المجلس، ومستعدون للجلوس إلى طاولة الحوار للوصول إلى تفاهمات سياسية وتنظيمية لبناء إطار سياسي إن كان باسم المجلس أو التحالف؛ أو بأيّ اسم آخر وبدون شروط، لهم ملاحظات على سياساتنا ووجودنا في بعض الكيانات، ولنا أيضا ملاحظات على سياساتهم ووجودهم في كيانات أخرى.

– برأيك سياسة حكومة إقليم كردستان نافعة لصالح المجلس الوطني الكردي؟

جهود قيادة الإقليم وعلى رأسها سيادة الرئيس مسعود البرزاني مشكورة لاهتمامه بوضع الشعب الكردي، سواء باحتواء مئات الآلاف من أبناء الشعب الكردي كلاجئين لديهم واعتبارهم كمواطنين وليس كضيوف أو لاجئين، وثقتنا به كبيرة، لكن هناك تصرفات من الحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا، بخصوص تعاملهم مع الحركة الوطنية السورية، تصرفات لا تخدم وحدة الصف الكردي، كعدم اهتمامهم بشلل المجلس الوطني الكردي وعدم اهتمامهم بإبعاد أطراف أساسية في المجلس الكردي الذي أدى إلى الشلل والتقاعس الموجود في المجلس الوطني الكردي.

– لم يبدِ الحزب (PDK) أي موقف من إبعادكم عن المجلس الوطني الكردي حينها؟

بالتأكيد، وأرسلنا رسالة مكتوبة إلى رئاسة الإقليم بهذا الخصوص، ولكن لم نسمع أي جواب أو رد منهم.

– قضية دخول البيشمركة إلى روجافاي كردستان من القضايا الشائكة حاليا، أنتم كالتحالف الكردي ما هو الحلّ المناسب لهذه القضية؟

بداية نقول أن بيشمركة روج أو روجآفا هم أبناءنا ومكانهم في مناطقهم، لابدّ من أن يعودوا يوما. لكن قوتين عسكريتين لا يمكن إلا بوجود قيادة عسكرية موحدة ضمن تفاهمات بين الأطراف ولو طبّقت اتفاقية هولير 2 ودهوك لما كان هناك أي خلاف حول هذا الموضوع، لأنه من إحدى بنود اتفاقية دهوك المسألة العسكرية، نحن نرى عودتهم حسب اتفاقية دهوك والعمل تحت راية قيادة موحدة.

– حسب ما سرّب للإعلام فأن البيشمركة تقاتل في مناطق غير كردية؟

طبعا هناك قوات كردية ضمن قوات مجلس سوريا الديمقراطية موجودة خارج المناطق الكردية وخارج روجافا هذا كواجب وطني سوري، وبالتأكيد بيشمركة روج هم سوريون لهم الحق بأن يحاربوا الإرهاب في أي منطقة من سوريا، لكن أيضا ضمن تفاهمات مع القوات الوطنية الموجودة ومنها قيادة قوات مجلس سوريا الديمقراطية.

مجيء البيشمركة ووجودهم ضمن الأطراف المعارضة المدعومة من تركيا، والرئيس التركي يعلن جهارا بأنهم سيحاربون قوات سوريا الديمقراطية وخاصة القوة الكبيرة المتمثلة بوحدات حماية الشعب، وأنهم يتوجهون إلى مدينة منبج ومنطقة كري سبي، وهذه القوات أغلبها قوات كردية بالتأكيد سيكون هناك اصطدام بين الأخوة سواء كانوا في قوات YPG  أو قوات بيشمركة روج، وهذا لا يخدم القضية الكردية والشعب الكردي وسيكون لها انعكاسات اجتماعية كبيرة في المجتمع الكردي.

نشر هذا الحوار في العدد (60) من صحيفة “Buyerpress” بتاريخ 1/3/2017

3333

التعليقات مغلقة.