بيــــــــــــــان للرأي العام – حزب التغيير الديمقراطي الكردستاني

55

بيــــــــــــــان للرأي العام

10516601_839147476097821_2427052242845334884_n
حزب التغيير الديمقراطي الكردستاني

بعد ثلاث سنوات من عمر الثورة السورية التي تحولت للأسف إلى مجرد حرب عبثية تقتل الابرياء بعد ان تقهقرت معظم قوى المعارضة السورية نتيجة افتقارها لخط واضح وارتباطها بالعديد من الاجندات الخارجية التي لا تهمها مصلحة الشعب السوري، تحول الصراع على السلطة بين قوى تكفيرية وظلامية أوجدها النظام في الاساس لتخريب الثورة السورية وبين وحدات وكتائب الجيش الحر, ومن ثم توجهت تلك القوى الظلامية وباجندات معلنة وخفية الى مهاجمة الشعب الكردي لضرب مكتسبات ثورته التي اعتمدت خيار الدفاع الذاتي المشروع، في الوقت الذي بقي النظام يدك المدن والبلدات التي ثارت ضد قمعه ودكتاتوريته وتدميرها بالبراميل المتفجرة وقتل الأبرياء دون رادع من ضمير أو من مجتمع دولي يتفرج على قتل الشعب السوري.

منذ البداية اختارت العديد من القوى الكردية خيارا ثالثا، فلم تتحالف مع الاجندات الخارجية ولا مع النظام وانما حاولت ان تبني مؤسسات مدنية وخدمية لا سيما بعد الفراغ السلطوي في المناطق الكردية بعد تحريرها من بقايا النظام، وهذا ما لم يرق لا للنظام ولا للقوى التكفيرية المتحالفة معه وعلى رأسها تنظيم داعش الارهابي الذي استطاع بارهابه ودمويته ان يحول الثورة السورية الى ما كان يطمح اليه النظام، وبعض القوى الاقليمية كتركيا وايران وغيرها، اتجهت داعش و كتائب الظلام والتكفير لمحاربة الشعب الكردي لاسيما في كوباني مهد ثورة 19 تموز بعد ان جلبت معها كل آلات القتل والتدمير بما فيه الاسلحة المحرمة في الحروب من الموصل، الا ان المقاومة البطولية التي ابداها شعبنا في كوباني وطليعته المتمثلة في وحدات الحماية الشعبية YPG و وحدات حماية المرأة YPJ قد استطاعت دحر هجمات داعش المجرمة كما دحرتها من قبل في سرى كانيي وتل كوجر ، وبعد هزيمتها النكراء في كوباني اتجهت داعش نحو مدينة الحسكة والتي تدور فيها المعاراك الشرسة حتى الآن, وهاهي تتراجع من جديد امام المقاومة البطولية لوحدات الحماية الشعبية ولسوف تذوق من جديد طعم الهزيمة والخسارة.

اننا في حزب التغيير الديمقراطي الكردستاني اذ نحيّي بسالة وحدات حماية الشعب YPG و وحدات حماية المرأة YPJ فاننا نهيب بابناء شعبنا في روج آفا الى المقاومة والدفاع عن مكتسبات ثورة شعبنا وعدم التفريط بها مهما تكالبت العواصف واشتدت الازمات، فالنصر سيكون حليف شعبنا لا محالة، كما اننا نرى ان الخيار المتمثل بحق الدفاع المشروع هو خيارنا الثابت والنهج الذي سيسير عليه حزبنا واننا دعاة سلام وديمقراطية وننشد بناء مجتمعديمقراطي حر يمثل اراداته بنفسه، ويتطلب من جميع المكونات المتعايشة معا في روج أفا عامة والجزيرة بشكل خاص ان يستعدوا للدفاع الذاتي المشروع ونرى ان قانون الحماية الذاتية الذي صادق عليه المجلس التنشريعي في كانتون الجزيرة انما هو واجب وطني وانساني يقع على عاتق الجميع للدفاع عن شعبنا وامنه وسلامته والحفاظ على مكتسبات ثورته، كما وندعو جميع القوى الكردستانية للوقوف وقفة واحدة ومعا ضد كل المؤامرات التي تستهدف وجود شعبنا الكردي في روج آفا، ونأسف لحالة التمزق والتشرذم التي تعيش فيها القوى الكردية لا سيما تلك التي ربطت مصيرها بمصير قوى تدعي المعارضة وهي اسيرة اجندات خارجية لا تعترف اساسا بحقوق شعبنا الكردي، وفي الوقت نفسه ندعو القوى السياسية في جنوب كردستان لا سيما الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK لانتهاج سياسة وطنية تشد من أزر شعبنا في روج آفا وتفك عنه الحصار الجائر الذي يعانيه شعبنا منذ ثلاث سنوات من كل الجهات المحيطة به، وندعوه ان يعمل لرأب الصدع بين القوى الكردية بدلا من الوقوف الى جانب طرف ومعاداة طرف آخر مما يخلق حالة من الانقسام وعدم الاستقرار في روج آفا، وعدم الانجرار والارتباط بسياسات معادية لشعبنا الكردي، لا سيما ما تقوم به تركيا من دعم ومساندة لداعش وللقوى التكفيرية لم يعد خافيا على أحد، ونبين لشعبنا في كل أجزاء كردستان ان دعم ومساندة ثورة روج آفا وحماية مكتسباته على الارض انما هي ضرورة قومية و وطنية وانسانية والا فان التاريخ لن يرحم من يتهاون في هذا الجانب الوطني، وفي هذا الظرف الحساس، لاسيما وان الحرب بدأت تقترب من قلب روج آفا قامشلو، وان لم نقف وقفة وطنية تاريخية فطوفان حروب داعش سيصل الى الابعد.

اننا في حزب التغيير الديمقراطي الكردستاني نؤكد ثانية ان الدفاع عن قيم شعبنا وعن ثورته هو واجب مقدس يقع على عاتق كل المكونات المتعايشة في روج آفا، وان كيان الإدارة الذاتية الديمقراطية التي نقف الى جانبه وندعمه بقوة سيكون الحل الامثل للأزمة السورية كلها، ومثالا يحتذى به للتعايش السلمي والمشترك بين مكونات الشعب السوري.

حزب التغيير الديمقراطي الكردستاني قامشلو 30 – 7 – 2014

التعليقات مغلقة.