ممثلو 20 حــزبا كــرديا يلتقون قيادات عسكرية في ريف كوباني
خاص – Bûyerpress
كوباني – نظّمت هيئة الدفاع والحماية الذاتية في مقاطعة الجزيرة اليوم الأحد الخامس والعشرين من كانون1/ ديسمبر جولة ميدانية لممثلي 30 حــزباً وتنظيماً إلى إحدى النقاط العسكرية القريبة من جبهات القتال في منطقة كوباني وذلك بناء على طلب تلك الأحزاب السياسية.
واستـُقبِل وفد الأحزاب من قبل الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب ريدور خليل والناطقة الرسمية باسم وحدات حماية المرأة نسرين عبدالله إضافة إلى قياديين في قوات سوريا الديمقراطية وبعض المقاتلين.
و توجه الوفد – بعد استراحة قصيرة في خيمة الاسقبال- إلى ساحة العرض حيث قدّمت قوات من وحدات حماية الشعب والمرأة عرضاً عسكرياً, رحّب بعدها الرئيس المشترك لهيئة الدفاع والحماية الذاتية ريزان كلو بممثلي جميع الأحزاب السياسيّة التي آلت على نفسها إلا أن تزور قواتنا الباسلة في هذه الظروف الحساسة, وهي بمثابة نداء لجميع الكــرد ودعوة للوحدة. كما أنها دعم لقواتنا العسكرية حسب تعبيره.
وأضاف كلو :” أن هذه الحملة ستستمر حتى تحرير جميع سبايا شعبنا اليزيدي, وتحرير المنطقة وتسليمها الى أهلها”.
وأشــار كلو إلى الاعتداءات التـركيّة على الشعب الكــرديّ بالقول:” الدولة التركية دولة جارة, وجميع قواتنا لم تطلق طلقة على مدى أربع سنين باتجاه أراضيها, بل كنا نقوم بحماية الحدود, لكن تـركيّا تنتهك جميع المواثيق الدولية, وتحتل دولة جارة, لذا على جميع الدول الضغط عليها, للرجوع عن ذلك”..
من جهته أوضح سكرتير حــزب اليسار الكــردي في سوريا صالح كدّو أن هذا اليوم يوم تاريخيّ للحركة السياسية الكــردية حينما نزور قواتنا التي نعتز بها ووبطولاتها الكبيرة, والتي حررت عشرين بالمائة من مساحة سوريا وروجآفا.
وأضاف كدّو أنه لم يكن أحد قد سمع في أوربا ودول العالم بالكــرد وبطولاتهم, واليوم جميع الوسائل الاعلامية تتحدث عن الكــرد وتتغنى ببطولات أبنائنا من قوات حماية الشعب والمرأة.
كما بيّن كدّو أنه عدا الانتصارات العسكرية, هناك انتصارات سياسية أيضا, فرغم أن الكثير من الدول المجاورة كانت تسعى لإحداث فتنة بين مكونات روجافا, لكن بفضل وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية التي استطاعت تعزيز الوحدة بين جميع المكونات, وكانت مثالا للتعايش السلمي بين الكــرد والعرب والسريان والتركمان تمّ إفشال هذه المخططات.
واختتم سكرتير حــزب اليسار الكــردي في سوريا صالح كدّو كلمته التي ألقاها أنه ومنذ أكثر من مائة سنة لم تحصل انتصارات من هذا النوع, فاليوم بفضل بطولات ودماء الشهداء يتغيّر وجه التاريخ, ونحن كحركة سياسية نؤيد وندعم ونؤمن بقوة أبطالنا, نحن بجانبهم ومعهم وننحي اجلالا لهم.
رئيس الهيئة الوطنية العربية محمد بنيان أكّد في كلمته أننا نعيش اليوم بأمان بفضل دماء أبناءنا التي عطرت هذه الارض. وأن انتصاراتهم فخر ووسام على صدورنا. مشيرا إلى أن العيش المشترك لأبناء أرضنا وبلدنا سوريا من سريان وعرب وكــرد وججان سيغير خارطة المنطقة. منوّهاً إلى أن هذه الجهود ستحقق العيش الكريم في سورية حرة لكل أبنائها.
وأضاف بنيان أنهم كأحزاب سياسية والقوة العسكرية وجهان لعملة واحدة, والعملة هي الوطن الذي لا مساومة عليه أبدا, فعلينا أن نعي المرحلة الخطيرة التي تمر بها البلاد, وخصوصا أوهام الغزاة والسلطنة العثمانية الوهمية حسبما أشــار.
من جهته ثمّن فارس عثمان عضو المكتب السياسي في الحــزب الديمقراطي التقدمي الكــردي في سوريا انتصارات تلك القوات, مشيراً إلى أنه ليس أمامهم إلا النصر أو النصر. لأنهم كحــزب لديهم تجربة مع تلك القوات من وحدات حماية الشعب والمرأة قبل الآن في خندق واحد.
ووصف عثمان حملة غضب الفرات بنهر الفرات الذي ينبع من قلب كــردستان, من آمد, ويوحّد تراب كــردستان, متمنياً أن يطهر أرضنا من الغزاة كما تنظف مياه النهر الأرض من الأوساخ.
وأكّد عثمان أن قوات سوريا الديمقراطية هي القوى الأكثر تأثيرا على أرض سوريا اليوم, ولن تكون هناك أية حلول للازمة السورية بدونها, وبفضلها ستبنى سوريا جديدة تسع لجميع المكونات, ومن ضمنها الكــرد. مختتماً أن مقاتلات وحدات حماية المرأة أصبحن رمزاً في كل العالم.
الإدارية في مؤتمر ستار وليدة بوطي أشــارت إلى أن وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة تحارب اليوم بدلاً عن جميع الشعوب المظلومة وجميع الشعوب التي تتطلع للحرية والديمقراطية، وقالت:” جميع هذه الشعوب تنتظر النصر الكبير الذي سيكون منطلقاً لكسر جميع قيود الذل”.
وأضافت بوطي :” الأمن والاستقرار الذي ينعم به شعبنا هو بفضل هذه القوات ونضالهم, سلامنا لهم, ونبارك تضحياتهم لأنهم رمز المقاومة العالمية, نحيي نضالهم, والمرحلة التي نمر بها تاريخية”.
مسؤول الأمانة المركزية لحــزب الشغيلة الكــردستاني محمد شيخي قال في كلمته:” أن هذه المقاومة التي تبديها قواتنا على الأرض هي مباركة, لأنها تستمد قوتها من شعبها. وهي ذو ثقافة مستمدة من تحرير الشعوب والمساواة بينهم, ونحن نلمس هذه المبادئ التي تجسدت في مشروع الادارة الذاتية الديمقراطية والتي ستحقق أهداف جميع المكونات. منوّهاً أن القوة التي تستمد عزيمتها من الشعب لن تهزم, لذا نرى هذه الانتصارات على الأرض, ويشهد لهم العالم وقوفهم في وجه القوى الظلامية”.
وبعد انتهاء الكلمات عقد ممثلو الأحزاب السياسية اجتماعاً مغلقاً مع جميع قادة القوات العسكريّة من وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية. حيث تم فيه تقييم المعارك الأخيرة, والتطورات الاخيرة والعلاقات مع التحالف الدولي ومع روسيا, كما تطرّق الاجتماع إلى مستقبل المنطقة بالكامل بعد تحريرها, وآلية إدارتها, إضافة لمنافشة وضع مدن الرقة ومنبج ودير الزور وكذلك التحضيرات الجارية.
كما تم في الاجتماع المغلق مناقشة ودراسة موضوع التحضير لإعداد ما لا يقل عن عشرة آلاف مقاتل من المكّون العربي, ممن يتمّ إعدادهم, لعملية تحرير مناطقهم في الرقة ودير الزور ومناطق الشدادي وذلك حسبما صرح به ريزان كلو رئيس هيئة الدفاع والحماية الذاتية في مقاطعة الجزيرة لموقع صحيفة Bûyerpress.
وأكّد كلو أن تنظيم هذه الجولة تمّ بناء على طلب هذه الاحزاب, والغاية منها هي إرسال رسالة, مفادها أنه رغم كل الخلافات السياسيّة إلا أن الحركة الكــردية ستكون معا في خنادق القتال دفاعا عن هذه الأرض, وهذا ما أكّدته جميع الاحزاب السياسية في كلماتها اليوم.
وأوضح كلو أن الحــزبين اللذين تم زيارتهما وتكريمهما بدرع “غضب الفرات” ولم يشاركا في هذه الجولة, نقدّر ظرفهما, لا بدّ أن لهم ظروف خاصة, ونحن نقدرها. مشيراً إلى أن :” هناك خلافات سياسية كبيرة بين أحزاب المجلس الوطني الكــردي, وغير مطلوب منا التدخّل في هذه الخلافات, ولكن اتحاد جميع الاحزاب يعطي قوة ودفعاً لنا, وهي فرصة تاريخية لنا أن تتحد الحركة الكــردية للمرة الاولى ليستطيعوا بلورة هذه التضحيات والمناطق التي تم تحريرها من الناحية السياسية على طاولة المفاوضات في هذه المرحلة الحساسة, التي يبحث فيها كل من روسيا والتحالف الدولي عن حل للازمة”.
هذا وبعد الانتهاء من الاجتماع المغلق وفترة الغداء توجّه وفد الاحزاب السياسيّة بقوة مرافقة خاصة إلى نهر الفرات حيث تمّ التقاط صور تذكارية للوفد على الجسر هناك.
جدير بالذكر أن وفدا مشكلا من هيئة الدفاع كان قد زار الاسبوع الماضي مكاتب جميع هذه الأحزاب في كل من قامشلو عامودا وكركي لكي وتم تكريمهم وتقديم درع ” غضب الفرات” لهم, في خطوة لتقريب وتوحيد صفوف الحركة الكــرديّة.
التعليقات مغلقة.