خليل: لم تنتهِ التحقيقات بعد والمستفيد الأول من التفجيرات هو النظام

49

خاص – Bûyerpress

آلداار خليل (7)
القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل

قال القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل أن العدو ينشر أحيانا معلومات خاطئة عما قام به ويبدأ الطرف الآخر بتقييم الموضوع على أساس هذه المعلومات الخاطئة. فربما موضوع تفجير قامشلو ليس كما أعلن داعش, لِمَ نصدّقْ تنظيم داعش أن المواد المتفجرة كانت 14 طنا إذاً, ربما  كانت مادة متفجرة بكمية قليلة ولكنها تحدث أضرار كبيرة, وبالإمكان  ومن السهل تخبئتها في مكان, أي تكون قوة انفجارها شديدة, أقصد أنه لا يجوز تصديق ما يقوله داعش دوما.

وأضاف خليل:” للأسف فأن مجزرة بهذا  الحجم هي موضع أسف وحزن بالنسبة لنا, حيث وقع الكثير من الشهداء والجرحى وتضرر المواطنون وتهدّمت بيوتهم, أنا  متأكد أن هناك إجراءات لمداواة الجرحى سواء مادياً او معنويا, بهذه المناسبة أحني هامتي للشهداء وأتمنى الشفاء للجرحى, كما آمل أن تفضي التحقيقات إلى نتائج  حتى نعرف نحن أيضاً كيف حصلت هذه الحادثة”.

ونّوه خليل أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها روجآفا لهذه المجازر:” ألم تحصل مجازر أخرى في تل عران وتل حاصل, وكوباني, والشيخ مقصود حيث مدافع جهنم, , نحن منذ سنين نتعرض للهجمات. لكن ربما يكون تفجير قامشلو له دلالات خاصّة كونه كان قويا, وحصل بين المدنيين, وليس في الجبهات, من جهة أخرى كان التسلل إلى قلب المدينة بهذا الشكل ملفتا للانتباه, ومن جهة ثالثة أنها حصلت في توقيت كان قد أعلن فيه أن قامشلو ستصبح عاصمة الفدرالية في روجآفا – شمال سوريا. إذاً كان توقيته عبارة عن رسالة, ومعظم الشهداء كانوا من المدنيين, وبعض الآساييش, لكن أود أن يعرف الجميع أن روجآفا كرستان ليست قامشلو فقط, أينما يحصل ضرر وتفجير في أي منطقة فأننا نتألم له, ولكن تفجير قامشلو كان قويا بالنسبة لنا, وسنحاول من جهتنا كحركة وكمؤسسات, أن نكشف تفاصيل الموضوع, وقد طلبنا ذلك من الإدارة الذاتيّة”.

واستنكر خليل الأصوات التي ارتفعت ضد الآساييش متّهمة إياهم بالتقصير والخلل في المؤسسة بالقول:” كان الأولى بهم معالجة الأمر بقليل من روح المسؤولية, فقد كان الجرح بليغاً, والعدو حاول إيصال رسالة, فإذا قمت أنت بتوجيه الهدف إلى نفسك وحركتك الكرديّة ومؤسساتك, فهذا يعني أنك تنفي المسؤولية والتهمة عن العدو, كان من المفترض التعامل مع الموضوع بشكل أكثر ذكاء, لا بأس من النقد, أنا أيضاً أنتقد الآساييش والترافيك كيف دخلت هذه السيارة, عدا عن أنها كانت مفخخة, كان من الطبيعي جدّاً منع تلك السيارة من تلك الطريق, لأنها شاحنة”. مضيفاً:” بعضهم لم يكن همه الا القول ان آساييش لا تستطيع حماية روجآفا. وبالنسبة لهؤلاء لم يكن النقد لأجل النقد, حين قالوا أن الآساييش لا تستطيع الحماية, وأنها لا تقوم بواجبها, وما إلى ذلك من الصفات السلبيّة, وكأنهم يبحثون عن التهم لإلصاقها بالآساييش, أو كمن كان ينتظر أن يحصل جرح أو حدث بهذا الحجم, ليستطيع تمرير خططه وأجنداته السياسيّة, استثمار جرح المواطن لأجندات سياسيّة أمر غير أخلاقي, ومثال ذلك أن انبرى أحدهم بالقول: يبدو أن الآساييش لا تستطيع القيام بالمهام الموكلة على عاتقها, فلتدخل بيشمركة روجآفا إذاً وتحمي منطقتنا..!”

وأبدى خليل تعجّبه من هذه المطالب قائلاً:” ألا يفكّر هؤلاء فيما يقولونه, كيف يفكّرون بجلب قوّة عسكرية لتحلّ محل الآساييش , إن كان الأمر كذلك فوحدات حماية الشعب أولى وأقوى و أكثر تدريبا لتنفيذ هذه المهمّة, لا يجوز  جلب قوة محل الآساييش, ونفترض أنهم بدلاء عن الآساييش, أليسوا هم الذين هربوا حين بدأت الثورة, وتعرّضت روجآفا لكل تلك الهجمات ولم يحمي أو يدافع أحدهم عن روجآفا, بالعكس فهم لم يدافعوا عن المنطقة التي هم فيها, ليأتوا اليوم وقد أصبحوا أبطالا ليحموا لنا روجآفا, وبطولتهم  لم تظهر إلا في حدث كهذا.. إذا لا معنى لكل هذه التحركات سوى المساومة على دماء الشهداء, وبصراحة أخجل حتى من الخوض في هذا الحديث, أتعجّب كيف يتفّوهون بهذه الأمور, وقد فقد عشرات الأبرياء المدنيين حياتهم للتوّ..! هم اعتبروها فرصة يجب استغلالها, لأنهم لم يكونوا موفقين بالأساس في عملهم, وكانوا خارج المعايير الأخلاقيّة”.

ورأى خليل أنه حصلت الكثير من التفجيرات في العديد من الدول, حتى في المطارات, لم يسمع أن أحدهم طلب من قوّات الأمن والآساييش أن يتنحّوا, ليقوم غيرهم بالمهمّة وقال:”  أقول لمدّعيّ هذا الكلام ألم يحصل تفجير في مدينة هولير, ألم تحصل الكثير من الخسائر لأخوتنا هناك, وتأسفنا جدّا لذلك, وأثـّر جرحهم علينا, لكنا لم نقل مثلما قالوا هم, ولم نعيّرهم بأي كلام. العدو يحاول دوما دخول أراضينا, وهذا أمر طبيعي لأنه “عدّو”, لكن فقط يجب أن نحكّم ضميرنا قليلا, هل تعلم أن قوات الآساييش ووحدات حماية الشعب والمرأة استطاعت إفشال أكثر من 80 تفجيرا قبل أن تصل إلى أهدافها, وتم ّالقبض على منفذيها, في السنة الماضية, وفي أقل من شهر ونصف, تم كشف 48 عملية جاهزة ومعدّة  للتفجير ما بين سيارة, وشاحنة ودراجة نارية, حتى أني سألت الآساييش, لمَ لمْ تعلنوا ذلك للإعلام, وكان الجواب حفاظاً على الحالة المعنوية لموطنينا, تصّور القيام بمثل هذا الواجب طيلة هذه المدّة, لم نوجّه لهم كلمة شكر, وهم بالأصل لا ينتظرون شكرا من أحد لأنهم يؤدون واجبهم, ولكن من غير المعقول أيضاً أن نتهجّم عليهم أيضاً, وكأنهم لم يفعلوا شيئاً”.

وأوضح خليل أنه لا بكلامه لا يسقط المسؤولية عن الآساييش :” طبعاً كل ما قلته لا يعفي مؤسسة الآساييش والإدارة الذاتية من النقد, نحن ننتقدهم, رغم أنهم أفشلو 80 عملية, ونقول لهم, يجب أن تصل النسبة إلى واحد من ثمانية آلاف, بدل واحد من ثمانين. طبعا جميع المؤسسات الموجودة على الأرض مسؤولة عمّا يجري, وكشعب نطالبهم بذلك, لكننا كحركة وبعيداً عن عمل تلك المؤسسات نقول لشعبنا ؛ يا شعبنا الأبيّ, يا مواطنينا الأكارم, يا شبابنا, وذوي الخبرة في روجآفا, علينا نحن أيضاً دعم ومساندة هذه المؤسسات, دعمها بكل شيء, كل المؤسسات, ليست الآساييش وحدها, بل مؤسسة الصحة, البلدية, الأمن, وغيرها. أقول لجميع الذين هاجروا إلى الخارج عودوا وساهموا بناء الوطن, أحني هامتي لجميع من ينتقد مؤسساتنا, وأعترف بالنقص والتقصير حينما تردنا الشكاوي, لكن حبّذا لو أنتم أيضا تفضلتم بالمساهمة معنا, ولو بتدريب الشباب”.

كما تطرّق لمسألة نظافة البلد وغلبة العنصر العربي في مؤسسات الادارة الذاتية بالقول:” دعنا من مسألة الأمن وغيرها, فلنقف عند مسألة النظافة, لو أن كل بيت نظّف أمام منزله كم من الجهد سنخففه عن كاهل البلديات, هل تعلم أن البعض من شعبنا يرى في عمل عامل النظافة منقصة, هل تعلم أن عمال البلدية هم من مكوّنات أخرى, أليس الأمر معيباً أن ترى المساهمة في نظافة وطنك منقصّة, لم الخجل..! من  ننتظر في هذا المجال, هل ننتظر أجداً أن يحرر أوطاننا ويعمل على استقرار أمورها ونظافتها, ثم سيدعونا بالقول: تفضّلوا, لقد انتهينا, الوطن جاهز…! أمر غير جائز ما يحصل, علينا المساندة والتعاون سوية, وبناء مؤسساتنا سوية. بعضهم كان ينتقد أن بعض مؤسساتنا عدد الكرد فيها قليل, لابأس, إذا كان الأمر كذلك, فتفضّلوا جميعاً,. انضموا إلينا وليرتفع نسبة الكرد فيها, طبعا نحن لا نفكر مثلما يفكرون البتّة, لكني أناقشهم حسب أقوالهم. حتى لا تتكرر أمور كهذه مرّة أخرى علينا إخبار مؤسساتنا فور الشكّ بأي تحرّك أو أمر”.

وتحدّث خليل في نهاية حديثه عن تفجيرات قامشلو ضمن اللقاء الذي أجرته قناة روناهي عن المستفيد والمتهم في هذه التفجيرات بالقول:”  بالمجمل فأن داعش لا تتحرّك إلا بأمر وتوجيهات من قوة وطرف أخر, والمتحكم الأساسي هو أردوغان, ولكن ليس بالمطلق, لأنه هناك أطراف أخرى في قيادة داعش مثل النظام,  قوى أخرى, وبعض القوى الدولية, داعش ليس كما يتصوّر البعض بأنهم مجموعة من المسلمين البسطاء المتشددين”.

مختتما حديثه بالقول:” لم تنته التحقيقات بعد, ولا يحق لي ربّما التصريح بشيء حتى تنتهي التحقيقات.  لكن المستفيد الأول في هذا التفجير هو النظام, وكان التفجير عبارة عن رسالة وتهديد منهم, لذا لا أستبعد ضلوعهم, إذا كانت الكمية مثلما يقال, فمن أين استطاعوا تأمين هذه الكميّة, لذا أقول كانت من مصلحة النظام السوري والتركي وكل القوى التي تعمل ضد مشروع الفدرالية والادارة الذاتية أن يحصل هذا التفجير في قامشلو خاصّة لأنها رمز التطور  والتقدّم لهذا المشروع”.

التعليقات مغلقة.