ما أصل كذبة نيسان وحكمها..!؟

49

ببمن أين أتتت كذبة أول إبريل؟

اعتاد الناس جميعا من كافة الدول, الكذب على بعضهم, بطريقة المزاح, في  الأول من إبريل, من كل عام, حتى أصبح كاحتفال يحتفل به البعض, و يشعرون بالفخر لممارسته, و لكن يا ترى من أطلق هذا اليوم؟ أو ما السبب وراء هذا الحدث, الذي تم تداوله بين الشعوب بشكل متزايد؟ لقد ذهبت أغلبية آراء الباحثين بأن كذبة نيسان, أو إبريل كما هو مسمى, هو تقليد أوروبي أعمى, قائم على المزاح, و إطلاق أكاذيب, و خدع, بين الناس, من أجل إضفاء جو من المرح, و الضحك, بحيث يطلق على الأشخاص الذين يصدقون هذه الإشاعات بضحايا كذبة إبريل, كما أضاف جانب آخر من الباحثين الذين بحثوا في أصل هذه الكذبة, و ربطوها مع عيد جميع القديسين, الذي نشأ في القرون الوسطى, حيث اشتهرت تلك الفترة بإعفاء جميع المجانين, و إطلاق سراحهم, و قيام العقلاء بالصلاة من أجلهم, فانتشر العيد المعروف بعيد  جميع المجانين, الذين اجتمعوا فيه العقلاء و المجانين, و أصبحوا أسوة بعد ذلك.

و قد ظهرت هذه العادة في فرنسا, عندما قام شارل التاسع عام 1582 بتعديل التقويم, الذي كان يبدأ بعيد رأس السنة في يوم 21 مارس, و ينتهي في اليوم الأول من إبريل, بعدما يتبادل الناس الهدايا بمناسبة عيد رأس السنة الجديدة, و قد انتشرت بعدها على نطاق واسع في الكثير من البلدان, فأخذوا يتداولونه, و يطلقوا على ضحايا  الكذبات بعض الأسماء, ففي اسكوتلندا  أطلقوا عليها نكتة إبريل, بينما استعملوا الفرنسيين, إسم السمكة للدلالة عليهم, كما و أصبح أول يوم من نيسان اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع الشعوب, في دول العالم, ما عدا دولتي إسبانيا, و ألمانيا, لإرتباطه باليوم المقدس دينيا في إسبانيا, و لتعارضه مع يوم ميلاد الزعيم الألماني المعروف بسمارك.

و من أطرف الأكاذيب و أشهرها, في مختلف البلدان, ما حدث في رومانيا عندما كان الملك كارول يزور أحد متاحف عاصمة بلاده, في أول إبريل, فسبقه رسام مشهور, كان قد ترصد قدومه, و قام برسم ورقة مالية أثرية من فئة كبيرة, على أرضية المتحف, مما دفع الملك بأمر أحد حراسه, بالنزول لإلتقاطها, و لكن سرعان ما اكتشفوا أنها كذبة, و قد اشتهر الشعب الإنجليزي بكذبة ظهرت في عام 1860, في اليوم الأول من إبريل, حيث حمل البريد إلى مئات من سكان لندن, بطاقات مختومة بأختام مزورة, تحمل في طياتها دعوة لمشاهدة الحفلة السنوية لغسل الأسود البيض, في برج لندن صباح الأحد, في الأول من إبريل, مع التكرم بعدم دفع أي مبلغ, مما دفع الجمهور الساذج بالتوجه نحو البرج لمشاهدة الحفلة المزعومة, و لكن إلى جانب هذه المواقف المضحكة, كان هناك أحداث مؤلمة صاحبت هذه الكذبات, و من أشهرها قيام سيدة إنجليزية بالصراخ, و طلب النجدة, من أعلى شرفة مطبخها, بسبب إندلاع حريق داخله, و لكن دون جدوى, حيث ظن الناس بأنها كذبة, لتطابق ذلك اليوم مع أول إبريل, و بذلك تكون هذه الكذبة قد أودت بحياة الكثيرين, فعلى الرغم من أنها ممتعة, إلا أنها قد تنهي حياة البعض, نتيجة التهور, و التهويل, و استخدام الحيل و الأكاذيب المخيفة.

كذبة نيسان في الشرع الاسلامي:

  • كذبة نيسان
    وأما كذبة إبريل فلم يعرف أصل هذه الكذبة على وجه التحديد وهناك آراء مختلفة في ذلك :
    فذكر بعضهم أنها نشأت مع احتفالات الربيع عند تعادل الليل والنهار في 21من شهر آذار …..
    ويرى بعضهم أن هذه البدعة بدأت في فرنسا عام ( 1564م) بعد فرض التقويم الجديد كما سبق إذ كان الشخص الذي يرفض هذا التقويم الجديد يصبح في اليوم الأول من شهر إبريل ضحية لبعض الناس الذين كانوا يعرضونه لمواقف محرجة ويسخرون منه فيصبح محط سخرية الآخرين .

    ويرى بعضهم أن هذه البدعة تمتد إلى عصور قديمة واحتفالات وثنية لارتباطها بتاريخ معين في بداية فصل الربيع إذ هي بقايا طقوس وثنية ويقال إن الصيد في بعض البلاد يكون خائبا في أول أيام الصيد في بعض البلاد في الغالب فكان هذا قاعدة لهذه الأكاذيب التي تختلق في أول شهر إبريل .

    سمكة إبريل : يطلق الإفرنج على كذبة إبريل ” سمكة إبريل” ………. وسبب تسميتها بهذا الاسم أن الشمس تنتقل فيه من برج الحوت إلى ما يلنه أو لأن كلمة ( بواسون ) السابقة التي معناها سمكة محرفة من لفظ باسيون التي معناها ” العذاب ” إذ هي رمز للعذاب الذي كابده عيسى عليه الصلاة والسلام فيما يدعيه النصارى ويزعمون أنه حدث في أول شهر أبريل .
    ويسمى هذا اليوم عند بعض الكفار بيوم جميع الحمقى والمغفلين : كما أطلقه الإنجليز وذلك لما يفعلونه من أكاذيب حيث قد يصدقهم من يسمع فيصبح ضحية لذلك فيسخرون منه .

    وأول كذبة إبريل ورد ذكرها في اللغة الإنجليزية في مجلة كانت تعرف بـ ” مجلة دريك ” ………. ففي اليوم الثاني من إبريل علم (1698م) ذكرت هذه المجلة أن عددا من الناس تسلموا دعوة لمشاهد عملية غسل السود في برج لندن في صباح اليوم الأول من شهر إبريل .

    ومن أشهر ما حدث في أوروبا في أول إبريل أن جريدة ” ايفند ستار ” الإنجليزية أعلنت في مارس (آذر ) سنة ( 1746) أن غدا -أول إبريل – سيقام معرض حمير عام في غرفة الزراعة لمدنية ( اسلنجتون) من البلاد الإنجليزية فهرع الناس لمشاهدة تلك الحيوانات واحتشدوا احتشادا عظيما وظلوا ينتظرون فلما أعياهم الانتظار سألوا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا شيئا فعلموا أنهم إنما جاءوا يستعرضون أنفسهم فكأنهم هم الحمير !!
    انظر كتاب ( كذبة ابريل نيسان أصلها التاريخي و حكمها الشرعي ) للدكتور عاصم بن عبد الله القريوتي .
    وكتب بعضهم عن أصل هذه الكذبة قائلا :
    الكثير منا يحتفل بما يسمونه كذبة إبريل والترجمة الحرفية لها ” خدعة إبريل ”
    ولكن كم منا يعرف الحقيقة المرّة الخفية وراء ذلك.
    عندما كان المسلمون يحكمون أسبانيا قبل حوالي ألف سنة كانوا في ذلك الوقت قوة لا يمكن تحطيمها وكان النصارى الغربيون يتمنون أن يمسحوا الإسلام من العالم ولقد نجحوا إلى حد ما.

    ولقد حاولوا الحد من امتداد الإسلام في أسبانيا والقضاء عليه ولم يفلحوا ، حاولوا مرات عديدة ولم ينجحوا أبدا.
    بعد ذلك أرسل الكفار جواسيسهم إلى أسبانيا ليدرسوا ويكتشفوا سرة قوة المسلمين التي لا تهزم فوجدوا أن الإلتزام بالتقوى هو السبب.
    عندما اكتشف النصارى سر قوة المسلمين بدأوا في التفكير في استراتيجية تكسر هذه القوة وبناءا عليه بدأوا بإرسال الخمور والسجائر إلى أسبانيا مجانا.
    هذا التكتيك (الطريقة ) من الغرب أعطت نتائجها وبدأ الإيمان يضعف عند المسلمين خاصة في جيل الشباببأسبانيا. وكانت نتيجة ذلك أن النصارى الغربيين الكاثوليك أخضعوا كل أسبانيا تحت سيطرتهم منهين بذلك حكم المسلمين لذلك البلد الذي دام أكثر من ثمانمائة سنة. سقط آخر حصن للمسلمين وهو غرناطة في أول إبريل. ولذلك اعتبروها بمعنى خدعة إبريل (APRIL FOOL).

    (هذا القول ضعيف لضعف السند التاريخي في خروج المسلمين من أوربا في هذا التوقيت)

    ومن تلك السنة إلى الآن يحتفلون بذلك اليوم ويعتبرون المسلمين حمقى. فهم لا يجعلون الحماقة وسهولة المخادعة في جيش غرناطة فقط بل في جميع الأمة الإسلامية. وعندما نحضر هذه الاحتفالات فإنه نوع من الجهل وعندما نحاكيهم المحاكاة العمياء في اللعب بهذه الفكرة الخبيثة فهو نوع من التقليد الأعمى الذي قد يؤكد غباء بعضنا في اتباعهم. ولو علمنا بسبب الاحتفال لما أمكن أن نحتفل بهزيمتنا أبدا.

    وبعد أن عرفنا الحقيقة دعونا نقطع وعدا على أنفسنا بأن لا نحتفل بذلك اليوم. يجب علينا أن نتعلم دروسا من الأسبان ونصبح مطبقين حقيقة للإسلام ولا نسمح لإيماننا بأن يضعف أبدا.
    انتهى

    ولا يهمنا معرفة أصل هذه الكذبة بقدر ما يهمنا حكم الكذب في يومها ، والذي نجزم به أنها لم تكن في عصور الإسلام الزاهرة الأولى ، وليس منشؤها من المسلمين ، بل هي من أعدائهم .

    والحوادث في كذبة نيسان كثيرة ، فمن الناس من أخبر بوفاة ولده أو زوجته أو بعض محبيه فلم يحتمل الصدمة ومات ، ومنهم من يخبر بإنهاء وظيفته أو بوقوع حريق أو حادث تصادم لأهله فيصاب بشلل أو جلطة أو ما شابههما من الأمراض .
    وبعض الناس يتحدث معه كذبا عن زوجته وأنها شوهدت مع رجل فيسبب ذلك قتلها أو تطليقها.
    وهكذا في قصص لا تنتهي وحوادث لا نهاية لها ، وكله من الكذب الذي يحرمه الدين والعقل ، وتأباه المروءة الصادقة .
    وقد رأينا كيف أن الشرع حرّم الكذب حتى في المزاح ، وأنه نهى أن يروّع المسلم سواء كان جادّا أو مازحا معه في الحديث أو الفعل .
    فهذا شرع الله فيه الحكمة والعناية بأحوال الناس وإصلاحهم .
    والله الموفق .

 

 

 

التعليقات مغلقة.