التحالف: الوطنيّ الكرديّ مطالبٌ بمراجعة مسؤولة حول مشاركته في الائتلاف

49

تحالف

 

 

 

“بيان”

رغم معاناة الشعب الكردي المضاعفة من الدكتاتوريات المتعاقبة على السلطة وعشرات المجازر بحق هذا الشعب المترفع عن الطائفية والشوفينية والازدواجية في المواقف وبالرغم من نضاله الوطني لبناء سوريا حرة في ظل نظام ديمقراطي تعددي تصان فيه حقوق كافة المكونات القومية والاثنية والدينية وفق العهود والمواثيق الدولية.

ومنذ انطلاقة الثورة السورية السلمية شارك الكرد فيها من أجل التغيير الديمقراطي في البلاد وواجه القوى التكفيرية الإرهابية كتنظيمي جبهة النصرة وداعش التي سيطرت على نصف مساحة البلاد وعاثت قتلاً وتنكيلا.

ويعلم الجميع أنه منذ تأسيس دولة سوريا لم يتوان الشعب الكردي انطلاقا من مسؤولياته وحسه الوطني في تقديم آلاف الشهداء دفاعا عن سوريا كباقي شركائه في هذا الوطن ولا يزال يقدم التضحيات لتطهير تراب الوطن من دنس الإرهاب والتكفيريين. هذا الشعب الذي رددت حناجر أبنائه الشعارات المطالبة بالحرية والكرامة وناصرت درعا ودوما وحمص وحلب والشام وباقي المدن السورية وأكد على وحدة الشعب السوري ألما ومصيراً، رغم ذلك تفاجأ هذا الشعب بتصريحات تنتقص من حقيقة وجوده التاريخي على أرض آبائه وأجداده منذ آلاف السنين وتشككك بإخلاصه وتنكر تضحياته، هذه التصريحات الصادرة من رموز الائتلاف أمثال أسعد الزعبي وكامل عطا وغيرهم الذين كانوا في الأمس القريب ضباط وعملاء مأجورين لدى النظام وتربوا لدى مدارس البعث الشوفيني ونكلوا بالشعب السوري على مدى عقود وتتلمذوا في السنوات الأخيرة على أيدي السلفيين الإرهابيين الذين تحركهم دوائر مخابرات الدول الإقليمية.

هذه التصريحات العنصرية ضد الشعب الكردي تؤكد على التحالف الضمني بين القوى التي تدعي تمثيلها للشعب السوري باسم الائتلاف وبين القوى التكفيرية وفي مقدمتها داعش وجبهة النصرة التي لم توفر وسيلة لمحاولة إبادة الشعب الكردي ابتداء من سةري كانية ومروراً بكوباني وانتهاء بالشيخ مقصود وعفرين كل ذلك باسم الثورة السورية. وما نستغربه ونستهجنه في هذه الظروف العصيبة من تاريخ شعبنا الكردي استمرار المجلس الوطني الكردي في العمل كذراع سياسي تحت قيادة تلاميذ البعث الشوفيني، رغم أن مثل هذه التصريحات تشكل فتنة بين مكونات الشعب السوري وتعمق الأزمة بينهم. كما أن النقاط الإثني عشر التي أعلن عنها المبعوث الدولي ستيفان ديمستورا كورقة للتفاوض في المرحلة القادمة تتجاهل تماما الوجود الكردي وحقوقه القومية المشروعة وتناقض الحقائق والأحداث التاريخية، ولكي تتكلل الجهود الدولية لحل الأزمة في البلاد بالنجاح، لابد من وفد كردي مستقل يمثل قضية الشعب الكردي في سوريا.

إن إنكار دور الشعب الكردي في الثورة السورية وانتصارات المقاتلين الكرد في وحدات حماية الشعب ودحرها لأعتى قوى تكفيرية متمثلة بداعش وأخواتها لن يخدم المصلحة الوطنية ولا العيش المشترك والسلم الأهلي، والمجلس الوطني الكردي مطالبٌ بمراجعة مسؤولة حول مشاركته في الائتلاف وإبداء موقف ينسجم مع آمال وتطلعات الشعب الكردي والعودة إلى صفوف الحركة الوطنية الكردية.

التحالف الوطني الكردي في سوريا (HEVBENDI)

قامشلي 26/3/2016

التعليقات مغلقة.