صحيفة لوفيجارو: التدخل الروسي أدى إلى تعقيد الوضع في انقسام سوريا إلى أربع مناطق والمنطقة الثالثة تضم الكرد

31

1_2015107_39205قالت صحيفة لوفيجارو أن التدخل الروسي في سوريا أدى إلى تعقيد الوضع مما قد يتسبب في انقسام سوريا إلى أربع مناطق.

وأشارت الصحيفة في عددها الصادر اليوم إلى أن بعض أطراف النزاع كانت تطالب بحل سياسي يقلل من احتمال تقسيم سوريا، غير أن التدخل الروسي كرس التقسيم، مشيرة إلى أن كل طرف خارجي سيعمل خلال الفترة القادمة على زيادة دعمه لمنطقة نفوذه لتعزيز ثقله في أي مفاوضات تسوية مستقبلية.

وأكدت الصحيفة على  أن موسكو تسعى منذ بداية تدخلها العسكري إلى تحقيق الاستقرار في بعض المناطق الاستراتيجية المهمة لها كأحد أهم أولوياتها دون العمل على انقسام سوريا، لكن من الواضح أن الاختلاف الذي يعصف بالأطراف المتناحرة هناك ومن وراءهم سيعزز من انهيار البلاد وتقسيمها كما حدث في لبنان بعد 15 عاماً من الحرب الأهلية.

وأوضحت الصحيفة أن المنطقة الأولى تخضع لسيطرة نظام بشار الأسد، بدعم روسي وتمتد من دمشق العاصمة وضواحيها حتى ساحل البحر الأبيض المتوسط حيث يعد معقل النظام ومسرح المصالح الاستراتيجية الروسية، مرورا بمدينتي حمص وحماة، بالإضافة إلى بعض المناطق من حلب، وجنوب درعا، والسويداء. وكان لإيران دور في إقناع بشار الأسد بالاحتفاظ بهذه المناطق المهمة وعدم المخاطرة بوضع مزيد من الجنود في المناطق التي لا يمكن الدفاع عنها نظرا للنقص البشري الكبير الذي يعاني منه النظام. فمساحة هذه المنطقة لا تتجاوز 20 في المائة من سوريا، وتضم ما يقارب من نصف سكان البلاد.

وأضافت الصحيفة أن هذه المنطقة تتعرض  لهجمات عنيفة ما دفع النظام السوري لتبني استراتيجية جديدة تتمثل في تشكيل قوى محلية بدعم روسي إيراني لحماية هذه المنطقة.

أما المنطقة الثانية حسب الصحيفة فهي التي بدأت تتشكل داخل سوريا، وتخضع لنفوذ تركيا وتقع شمال غربي البلاد، وتضم الحدود التركية ومحافظة إدلب إضافة إلى جزء من حلب حيث تمكنت المعارضة من التغلب على قوات نظام بشار الأسد بدعم تركي سني عربي.

ونقلت الصحيفة عن أحد المقربين من نظام الأسد، قوله إن الضربات الجوية الروسية تهدف لإنشاء خط دفاع يحافظ على المنطقة الأولى ويفصل بينها وبين المنطقة الثانية.

وأكدت على أن النظام السوري يسعى إلى استعادة مدينتي جسر الشغور ومعرة النعمان اللتين تتسمان بتواجد قوي للمخابرات التركية الداعمة للمعارضة؛ الأمر الذي يفسر تعرضهما للغارات الروسية.

وأضافت الصحيفة أن المنطقة الثالثة تضم الكرد

والجدير بالذكر أن الغرب يقدم دعماُ كبيراً للكرد وهو ما منع سقوط  منطقة كوباني بأيدي تنظيم الدولة، العام الماضي، وأدى إلى استعادة تل أبيض من التنظيم.

أما المنطقة الرابعة بحسب الصحيفة فإنها تخضع لسيطرة تنظيم الدولة حيث تشمل عدة مدن مثل الرقة ودير الزور وصولا إلى الحدود العراقية.

ويواصل التنظيم توسعه في سوريا حيث يسيطر على معظم آبار النفط، ويبيعه في صورته الخام في السوق السوداء، ناهيك عن حيازته لمنطقة زراعية تمتد على نهر الفرات.

وقد توقعت إحدى الشخصيات السياسية العربية في الشرق الأوسط إمكانية التوصل إلى اتفاق مماثل لاتفاق الطائف في لبنان، غير أنها استبعدت أن ينتهي الصراع إلى توافق لكافة الأطراف التي يسعى كل منها لحماية مصالحه في المقام الأول دون النظر إلى مستقبل سوريا.

 

 

 

التعليقات مغلقة.