عامودا بالألوان…

200

 

خاص- Buyerpress

بشرى شيخي – عامودا

عامودا تتزين بأنامل أطفالها.. عامودا مدينة المواهب أو بوتقة الجنون كما يدعى شعبها, المدينة المميزة دوما بكل شيء, حتى في أبسط الأمور, يجعلون منها قصة تلفت الأنظار ومتعة مابعدها متعة.

تشهد المدينة الآن حملة قريبة نوعا ما من الغرافيك من تغيير في ديمغرافية المدينة من خلال رسومات وكتابة شعارات خاصّة بالطفل على الجدران والتعبير عن آرائهم ببعض الكتابات وحتى تلوين جذوع أشجار حديقة سينما عامودا وذلك من قبل فريق مركز “البراعم لتنمية مواهب الأطفال ” كخطوة أولى.

لم تلقَ الفكرة – حسب أقوال فريق العمل – قبولا ورواجاً من قبل كل المارّة, فمنهم من استهزأ, ومنهم من شجّعَ, وآخرين هدّدوا باتلاف الرسمة بعد الانتهاء منها.  ولم تكن الرسمة الأولى من الرسومات الجدليّة أو تلك التي تكون محطّ نقاش, بل كانت عبارة عن فتاة صغيرة تفتش أحد الجنود كرغبة منهم لكسر كل الحواجز وإيضاحهم بأن الطفولة فوق كل الاعتبارات.. لكن الرسمة كانت موضع نقد كبير.

أرام أحمد من فريق العمل  في هذه الحملة صرّح لنا حول رأيه بالحملة والانتقادات الموجهة لهم قائلا: سنواصل العمل سواء أكان التقبل ايجابيا أم سلبيا, لأننا قمنا بكل الإجراءات, وتقديم الطلبات والحصول على الرخصة للعمل في هذا المجال, سنستمر في عملنا دون تردد حتى لو وقف الجميع ضدنا. اغلب الهيئات في الإدارة الذاتية متعاونة معنا إلا بعض الأشخاص المحسوبين عليهم خلقوا لنا مضايقات في العمل أول الأمر .

وأضاف أحمد سنقوم بتغيير ديكور الجدران غير المرغوبة بها في المدينة لتبقى بصمة من قبل فريق العمل في المدينة من خلال استخدام الألوان الراهية التي تشرح النفس, مثل اللون الزهري, الأحمر, والكيوي…..وغيرها من الألوان,  وبذلك يتم تغيير منظر الشوارع في المدينة بلوحات الطفولة وشعاراتها نحو الأفضل.

ولم تـُخفِ الشابة ليلاف علي والمختصة في مجال الرسم تفاؤلها وتشجيعها للعمل في البداية, ولكن أصابها نوع من التردد والخوف بعد حدوث خلاف بسيط مع أحد رجال الأمن في المدينة, وصارت تخاف من العمل لأن الذين شجعوهم بداية صاروا يستهزؤون بهم فيما بعد.

أما نسرين خلو  والنازحة من مدينة الحسكة نتيجة الأوضاع الأمنية الأخيرة في المدينة فقد صرّحت بحبها لفريق العمل الذي التقتهم صدفة وكيف أنها انخرطت في هذه الحملة بملء إرادتها, ولا زالت تتابع معهم بكل صدق.

بينما قال الطفل المبتسم دوما محمد خليل اللذي أصبح كلوحة فسيفساء من أخمص رجله إلى شعره المغطى بالألون, هذا الطفل الذي يرسم ويلون الجدران, تارة يمسح اللون وتارة أخرى يعيد صياغتها قال ضاحكا عن دوره في الحملة: أحاول أن أرسم على الجدران مع الفريق وأن أترك لنفسي بصمة في مدينة عامودا قبل مغادرتي لها إلى ألمانيا .

ويعتبر هذا النشاط الفني الأول من نوعه بالمنطقة بمشاركة الأطفال كتقديم دعم نفسي ومعنوي للطفل في ظل هذه الظروف. و لن تقتصر الرسومات على مدينة عامودا فقط بل سيتوجه الفريق إلى المدن المجاورة للرسم وكتابة الشعارات المتعلقة بالأطفال, ولكن العائق المادي يقف حاجزا أمام تقدمهم.

جدير بالذكر أن مركز البراعم لم يتلقى الدعم من أي جهة رسمية من أجل هذا النشاط, واقتصر الدعم على تبرع عدة اشخاص لهذا النشاط , ولكنهم رغم ذلك مستمرّون., على حسب ما صرّحوا به.

 

 

 

 

 

 

 

11655526_1102157909799054_1386432238_n
11719872_1102157969799048_1931540851_n
11720099_1102157976465714_1069152995_n 11720471_1102157929799052_1233029995_n 11741719_1102157926465719_214979071_n 11741944_1102157956465716_813745115_n 11748543_1102157966465715_990762070_n 11749455_1102157973132381_1473169694_n

التعليقات مغلقة.