استهداف القوات النظامية لنفق في حلب يدمر جزءًا من سور قلعتها الأثرية

115

1436721497756957500قالت وسائل الإعلام الرسمية ونشطاء أمس الأحد إن جزءا من سور القلعة الأثرية في حلب دمر جراء انفجار في نفق أسفل المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الضرر وقع عندما فجرت قوات الحكومة نفقا حفره مقاتلون أسفل المدينة، في حين قالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن مقاتلي المعارضة فجروا النفق.

وأوضحت تغطية لشبكة حلب نيوز للنشطاء على الإنترنت جزءا من السور وقد تحول إلى أنقاض.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «التنظيمات الإرهابية فجرت الليلة نفقا في مدينة حلب القديمة» تسبب «بانهيار جزء من سور القلعة». وأكد المرصد من جهته «انهيار جزء من سور القلعة»، لكنه قال إن ذلك «ناجم عن تفجير قوات النظام لنفق كانت الفصائل المقاتلة والإسلامية قد حفرته أسفل قلعة حلب». ويستخدم مقاتلو المعارضة تكتيك الأنفاق في المعارك ضد قوات النظام في مدينة حلب، حيث يحفرون أنفاقا من مناطق تحت سيطرتهم وصولا إلى مواقع تابعة للنظام. ويقومون عادة بتفخيخها وتفجيرها أو يتسللون منها لشن هجمات. ونجحت تلك الخطط العسكرية بتسهيل تقدم قوات المعارضة في أحياء حلب التاريخية، وعلى أطرافها في منطقة جمعية الزهراء في مدخل حلب الشمالي الغربي.

قال عضو المجلس الأعلى للقيادة العسكرية في الجيش الحر رامي الدالاتي، إن قوات المعارضة «اخترقت خطوط التماس القديمة، وبدأت بإحراز تقدم داخل المدينة القديمة، وهو ما أحرج النظام أمام مقاتليه وجمهوره»، مشيرًا إلى أن «النظام متخوف من تلك العمليات العسكرية في حلب، خصوصًا أن طريق الإمداد الرئيسي إلى حلب قطع بالسيطرة على إدلب وخطوط جسر الشغور إلى حلب، ولم تبق له إلا خطوط إمداد بسيطة».

وقال الدالاتي إن التفجير الذي وقع أمس، «عاد بالضرر على منازل موجودة في المنطقة، أصلاً هي متداعية من الأساس».

وإذ أشار الدالاتي إلى أن قوات النظام «اتخذت من قلعة حلب مستودعًا للذخيرة، وللأسلحة التي أودعت في قبو كبير داخلها، قال: «إننا لا نطمح من الأنفاق لتفجير قلعة حلب، لأنها جزء من التاريخ الوطني السوري، بل نطمح للاستيلاء على الأسلحة في داخلها». وقال إن النظام «يتخذ المناطق التاريخية مقرات له، كي يستدرج قوات المعارضة إلى إطلاق النار عليه، وإلحاق الضرر بالمواقع التاريخية، ويعمل على استثمارها في الإعلام، كما حصل في قلعة الحصن بريف حمص الغربي».

وتتمركز قوات النظام في مواقع عدة في مدينة حلب القديمة وداخل القلعة التي تقع على تلة ترتفع 50 مترا وتشرف على مدينة حلب التي تشهد معارك مستمرة منذ صيف 2012، وفق عبد الرحمن. وأوضح عبد الرحمن أن «معالم وأبنية أثرية في حلب تعرضت في وقت سابق للضرر أو دمرت بالكامل جراء الاشتباكات بين قوات النظام والفصائل أو تفجير الأنفاق».

ويضم السور الدائري الذي يحصن القلعة 6 أبراج تشرف على الأسواق والمساجد والمدارس الدينية في المدينة القديمة.

ويعود تاريخ بناء قلعة حلب بشكلها المعروف الآن إلى القرن الثالث عشر، وتضم مسجدا وقصرا ومباني عدة، وهي تشكل جزءا من مدينة حلب القديمة التي تعد واحدة من 6 مواقع سورية مدرجة على لائحة التراث العالمي عام 2013، أبرزها قلعة الحصن في حمص وآثار مدينة تدمر في وسط البلاد والأحياء القديمة في دمشق، إلا أن باحثين يعيدون بناءها إلى أبعد من ذلك بكثير.

وتعرض أكثر من 300 موقع ذات قيمة إنسانية في سوريا للدمار والضرر والنهب خلال 4 سنوات من النزاع، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) 2014.

إلى ذلك، ارتفعت في ريف حلب الشمالي الشرقي، حصيلة القتلى جراء قصف قوات النظام مدينة الباب بالحاويات المتفجرة السبت إلى 34 مدنيا على الأقل، بينهم 3 أطفال، وفق المرصد.

وكان المرصد أفاد السبت بأن 28 شخصا قتلوا بينهم 19 مدنيا. وأدى قصف قوات النظام لبلدة بزاعة المجاورة بالبراميل المتفجرة أمس، إلى مقتل 6 مدنيين آخرين.

كما أفاد نشطاء بأن الطيران الحربي السوري، استهدف بالصواريخ الفراغية السيارات العابرة على طريق كاستيللو وأوقع اثنين من القتلى وعدة جرحى.

الشرق الأوسط

التعليقات مغلقة.