الأمم المتحدة: عدد اللاجئين السوريين تخطى أربعة ملايين

36

11ipj8-400x259أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة الخميس إن عدد اللاجئين السوريين جراء النزاع في بلادهم الذي اندلع عام 2011 تخطى أربعة ملايين، بينهم مليون هربوا من سوريا خلال الأشهر العشرة الاخيرة وحدها.

وقال رئيس المفوضية انطونيو غوتيريس في بيان “إنها أكبر مجموعة من اللاجئين جراء نزاع واحد خلال جيل”.

وأضاف غوتيريس “انها مجموعة بحاجة الى دعم العالم لكنها عوضا عن ذلك، تعيش في ظروف مروعة وتغرق في فقر متزايد”.

وأوضحت المفوضية أن القسم الأكبر من اللاجئين السوريين يقيم في دول الجوار مشيرة إلى أنه بعد الموجة الجديدة من اللاجئين السوريين الذين وصلوا الى تركيا فأن عدد اللاجئين الاجمالي بات يتخطى 4 ملايين و13 ألف شخص، حوالى نصفهم (1,8 مليون) في تركيا.

وأوضحت المفوضية أنه قبل عشرة أشهر فقط، في نهاية اب/ اغسطس 2013، كان عدد اللاجئين السوريين المسجلين ثلاثة ملايين، متوقعة في حال استمرار حركة الفرار من سوريا ان يصل عدد اللاجئين بحلول نهاية السنة الى 4,27 ملايين يضاف اليهم حوالى 7,6 ملايين نازح داخل سوريا.

واحصت المفوضية حاليا 1805255 لاجئا سوريا في تركيا و1172753 في لبنان و629128 في الاردن و249726 في العراق و132375 في مصر و24055 في شمال افريقيا. اما السوريون الذين قدموا طلب لجوء الى اوروبا وعددهم يقارب 270 الفا، فلم يتم احتسابهم ضمن ارقام المفوضية، وكذلك الاف السوريين الذين انتقلوا للإقامة في بلدان مختلفة بدون أن يتسجلوا.

وقالت متحدثة باسم المفوضية انه أكبر عدد من اللاجئين جراء نزاع واحد تشرف عليه المفوضية منذ حوالى ربع قرن، منذ أن قامت الوكالة بمساعدة حوالى 4,6 ملايين لاجئ افغاني عام 1992.

وقتل ما يزيد عن 230 ألف شخص في النزاع في سوريا الذي انطلق تظاهرات احتجاجية سلمية في 15 اذار/مارس 2011 قبل ان يتعسكر في مواجهة القمع ويتحول حربا معقدة بين القوات السورية ومختلف المجموعات المسلحة المعارضة والتنظيمات الجهادية وفي مقدمها تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا.

والى الملايين الذين فروا من سوريا، نزح حوالى 7,6 ملايين داخل البلاد و ”يعيش العديدين منهم في ظروف صعبة وفي مواقع يصعب الوصول اليها” بحسب بيان المفوضية العليا للاجئين.

وبحسب ارقام المفوضية، فان السوريين يشكلون ثلث المهاجرين ال137 الفا الذين عبروا المتوسط قاصدين أوروبا في النصف الاول من 2015، مجازفين في غالب الاحيان بحياتهم في زوارق متداعية وتحت رحمة متجرين بالأرواح البشرية.

وقال غوتيريس إن “الظروف المتفاقمة تدفع أعدادا متزايدة للتوجه إلى أوروبا أو دول أخرى، مشيرا إلى أن “الغالبية العظمى منهم تبقى في المنطقة”.

وصدرت أرقام المفوضية الخميس وسط تقارير تفيد بأن تركيا تبني في جنوب البلاد مخيما جديدا ضخما يمكنه استيعاب حتى 55 ألف لاجئ، في ظل مخاوف من فرار عدد متزايد من السوريين مع تصعيد متوقع في المعارك في محافظة حلب.

وفي لبنان، بات اللاجئون السوريون يشكلون ربع تعداد سكان هذا البلد.

والمفوضية بحاجة إلى حوالى 5,5 مليارات دولار هذه السنة لمساعدة اللاجئين السوريين والدول المجاورة التي تتحمل اعباء اضافية نتيجة وجود مجموعات اللاجئين على أراضيها، لكنها لفتت إلى أنها لم تتلق حتى الآن سوى أقل من ربع هذا المبلغ.

وقالت “هذا يعني أن اللاجئين سيواجهون نقصا حادا في المساعدات الغذائية وسيعانون لتامين الخدمات الصحية الحيوية أو لإرسال أطفالهم إلى المدارس″.

وشددت المفوضية على أن حياة السوريين خارج بلادهم تزداد صعوبة.

وفي الاردن يعيش حوالى 86 % من جميع اللاجئين المقيمين خارج المخيمات دون عتبة الفقر ولا يتخطى دخلهم 3,2 دولارات في اليوم، اما في لبنان فان 55% من اللاجئين يعيشون في ظروف سكن رديئة، بحسب المفوضية.

ومع تفاقم النزاع في سوريا الذي دخل عامه الخامس بدون ان تلوح اي بادرة حل في الافق، حذرت الوكالة بان اللاجئين في المنطقة يفقدون الامل في العودة الى بلادهم.

كما أن تزايد الطلب على الوظائف والأراضي والمساكن والمياه والطاقة يشكل ضغطا على الخدمات في الدول التي تستقبلهم ومعظمها يعاني أساسا من أوضاع صعبة، بحسب المفوضية التي حضت المانحين على تقديم المزيد من المساعدات.

وقال غوتيريس “لا يمكن أن ندع (اللاجئين) والمجتمعات التي تستضيفهم يواجهون يأسا متزايدا”.

أ ف ب

التعليقات مغلقة.