هارب من الرقة يكشف سر هدوء الضحايا أثناء عمليات إعدام داعش

30

hareb-570x330عبد الله الرقاوي أحد الفارين من جحيم المذبحة الرقاوية، نجا الرجل وأسرته بعد رحلة طويلة من الرقة إلى الحدود التركية، حين أن أدرك أن دوره قادم لا محالة كما أتى دور غيره أمام عينيه، إذ شهد عبد الله العشرات من عمليات الإعدام التي قام بها تنظيم داعش على مرأى ومسمع الأهالي.

يحكي الشاب الرقاوي عن حوادث عدة كان ضحيتها في كل مرة واحد من الأهالي بعد أن اتهمه عناصر التنظيم بإحدى التهم التي تستوجب القتل من وجهة نظرهم، وبحسب عبد الله فليس من الضروري أن تكون قد ارتكبت إثماً حتى يتم تنفيذ “القصاص” بحقك، بل يكفي أن تصطدم كلامياً مع أحد قادة التنظيم لتوجه إليك التهمة المجهزة والمعدة بعناية سلفاً حتى قبل ان يتعرف بك القائد الداعشي أو يتشاجر معك.

يقول عبد الله: “لقد شهدت عشرات الإعدامات في ساحات الرقة العامة، بعضها كان رمياً بالرصاص والبعض الآخر كان قطعاً للرأس بواسطة السيف، إلا أنني شهدت حادثتين مختلفتين تماماً عن كل ما شهدته خلال الفترة الماضية، إحداهما كانت قتل رجل برميه من الطابق الثامن، والاخرى قطع رأس آخر ولكن تختلف عن غيرها بمشاهدها المروعة وتفاصيلها”.

ويضيف: “اتهم عناصر التنظيم رجلاً يزيد عمره عن خمسين عاماً بارتكابه اللواطة، وجمعوا أهل الحي ووقف عناصر داعش أسفل البناء فيما أرسلوا عنصرين لحمل الرجل إلى الطابق العلوي، أجلس الرجل على كرسي من البلاستيك وهو في حالة غير طبيعية فلا يتحرك ولا يتكلم ولا تظهر عليه أية علامات ذعر أو خوف مما هو قادم، وحمله الرجلان إلى الأعلى وأمسكا بالكرسي ومن ثم قذفا بالمتهم للأسفل فيما بقي الكرسي بين أيديهما”.

يشرح الرجل لنا كيف ارتطم الضحية المتهمة باللواطة بسطح الأرض وكيف سمع الجميع صوت تكسر عظامه، وعلى الرغم من ذلك لم يمت، وبقي الرجل بين الحياة والموت يلفظ أنفاسه الأخيرة، ليطلب أحد منفذي الحكم من الناس المتجمهرين إكمال قتله بضربه بالحجارة وبالفعل تم ذلك من قبل بعض الموجودين بكل وحشية ودم وبارد حسب تعبير عبد الله، الذي أكد شارحاً عن هؤلاء “إن المجموعة التي تجمعت حول الرجل وأكملت الجريمة من الأهالي بالفعل إلا أنهم من أتباع التنظيم ورجاله رغم أنهم ليسوا مقاتلين في صفوفه”.

يروي لنا عبد الله الرقاوي حادثة أخرى شهدها بأم عينه حسب ما اخبرنا ويقول: “في إحدى عمليات تنفيذ القصاص رفع عنصر داعش سيفه للأعلى وهوى به على عنق المتهم بالردة الذي يجثو أمامه، فلم يقطع عنقه بل حز جزءا بسيط منه، ليلتفت الرجل الضحية ويقول للسياف (سن سيفك يا شيخ) ليكمل من وصفه بالشيخ ويضربه ضربتين أخريين حتى انفصل رأسه عن جسده”.

روايتين غريبتين بالفعل أهم ما يميزهما هدوء الضحيتين، وعدم المقاومة أبداً أو الصراخ والاستغاثة، ما استدعى لسؤال الشاهد حول سبب هذا الهدوء الذي يسود على تلك الشخصيات قبل قتلها من قبل عناصر داعش بلحظات.

يؤكد لنا عبد الله أن “كل محكوم بالإعدام لدى التنظيم، يتم حقنه بمادة مخدرة بحيث يهدأ ولا يبدي أية مقاومة أو أي حراك أو صراخ، وعندما يصبح في حالة الخدر شبه الكامل لا يشعر بما سيحدث بل لا يهتم به حتى ولو شعر بذلك، وهذا سبب عدم المقاومة أو الكلام أو الصراخ، إذ تكون الضحية شبه غائبة عن الوعي”.

وحسب الشاهد أن التخدير يتم فقط قبل عمليات الإعدام، أما “القصاص” بقطع اليد مثلاً يتم دون أي تخدير، ومن يتعرضون لهذه العقوبة يصرخون ويتوسلون ويقاومون قبل ان يستسلموا في النهاية لتنفيذ الجريمة ضد أجسادهم”.

كلنا شركاء

التعليقات مغلقة.