بيان للرأي العام من اللجنة التنفيذيّة لحزب الاتحاد الديمقراطي الـ (PYD)
المجزرة البشعة التي ارتكبت بحق الأهالي والمدنيين العزل في كوباني من قبل العصابات الإرهابية المتمثلة بما يسمى تنظيم داعش، تعتبر جريمة مروعة بحق الإنسانية وتجعل المنظمات المعنية بحقوقها على المحك الأخلاقي والسياسي مما يستدعي تحركها بشكل مكثف وداعم للجهود الاستثنائية الوطنية والقومية التي تقوم بها وحدات حماية الشعب المرأة وغرفة بركان الفرات ضد الجرائم البشرية والتطهير العرقي والأنسي التي يقوم بها تنظيم داعش المدعومة من سلطة الاستبداد في تركيا ومن رئيسها بشكل مباشر. والتصريحات التي بدرت منه في الآونة الأخيرة ومزاعمه التي حاولت تشويه عمليات التحرير في المبروكة وسلوك وكري سبي – تل أبيض وعين عيسى، ومثلها التي بدرت من الكتل المسيئة والحاقدة في الائتلاف؛ تُعتبر جميعها بمثابة التهيئة الفعلية بعد الدعم المادي والسياسي لمثل هذه الجماعات المجرمة وتنفيذها للمجزرة المرتكبة بحق الأهالي العزل في كوباني وبإيعاز من داعميهم الفعليين، كما أنه لا يمكن عزل ما يحدث في الحسكة من تسليم المرتزقة لمساحات كبيرة لتنظيم داعش وعلى مرأى من النظام.
ونعتبر في الوقت نفسه أن الانتصارات التي حققتها وحدات حماية الشعب والمرأة وكافة القوى المشاركة وبدعم جوي من قوات التحالف الدولي العربي التي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية تأتي من نجاعة المشروع المتمثل بالإدارة الذاتية الديمقراطية المنطلقة أساساً من أخوة الشعوب ووحدة مصيرها بإرادتها الحرة، ومثل هذا المشروع الذي يعتبر أيضاً نموذج الحل للأزمة السورية ووضع حد لشلالات الدم السوري المتدفق منذ أكثر من أربع سنوات؛ ووقف للدمار المجتمعي الذي لحق بسوريا نتيجة تسلط نظام الاستبداد البعثي بكل فئات الشعب السوري موازاة مع التدخل الأرعن من قبل بعض الدول الإقليمية في سوريا وفق أجنداتها الخاصة وفي مقدمتها سلطة العدالة والتنمية في تركيا وعبر وسائطها المحليين والذين باتوا بمثابة منفذين لمثل هذه الألاعيب المكرسة في تعميق الأزمة السورية وسفك المزيد من الدماء والانهيار شبه التام في البنية المجتمعية السورية، وتقسيم سوريا إلى مجموعة مناطق من خلال التجزئة التي مارسها التنظيم الإرهابي ومجموعات على شاكلته وبإيعاز من جميع المستبدين. وفي الوقت الذي تتقسم سوريا وتتفتت يبرز مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا كآخر محاولة لمنع التقسيم ومنع التناحر المجتمعي السوري، ومثل هذا المشروع بدأ يقلق البعض ويعتبرونه نهاية لمبتغاهم ولمقاصدهم المسيئة التي لم تجلب سوى الدماء لجميع أبناء الوطن السوري.
إننا في اللجنة التنفيذية لحزب الاتحاد الديمقراطي ندين وبأشد الوصف هذه الجريمة المروعة المرتكبة بحق شعبنا الأبي والمقاوم في كوباني، ونطلب من المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة أن تبادر فوراً إلى القيام بمهماتها والعمل على تشكيل لجنة تقصي الحقائق للمجزرة المروعة التي وصلت إلى حد الإبادة العرقية، ومعاقبة مرتكبيها ومموليها وداعميها وفق القانون الدولي العام. كما أننا نؤكد بأنه مثل هذه المجازر لن تثنينا عن القيام بمهماتنا الإنسانية والوطنية والقومية، ونعاهد مرة أخرى كل الدماء التي سالت في مجزرة كوباني وكل الدماء التي سبقتها بأننا سنستمر في طريق الحل المعتبّر به في الإدارة الذاتية الديمقراطية الضامن لأخوة الشعوب التواقة إلى الحرية.
الرحمة لجميع الشهداء الشفاء العاجل للجرحى الحرية هي الوجه الحقيقي للحياة الحرة؛ وإليها المسير
اللجنة التنفيذية لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD
26 حزيران 2015
التعليقات مغلقة.