الأمين العام لقوات البيشمركة: لهذه الاسباب انتصر الكرد على داعش
بدأ تقدم القوات الكردية في حربها على “داعش” في العراق وسوريا يطرح أسئلة عدة في شأن قدرتها وأسباب نجاحها في ضرب التنظيم الارهابي والحفاظ على مكاسبها. وفي الوقت الذي ينشغل فيه المحللون بشأن التحليلات والقراءات عن قرب ساعة مطالبة الكرد بدولتهم التي حرروها من نير “داعش” في العراق وسوريا، يتفرغ المقاتلون الكرد لمواصلة تحرير الاراضي واعادة الحياة الطبيعية اليها، كما حصل في كوباني ويحصل اليوم مع عودة الدفعة الاولى من الذين هربوا من تل ابيض الى تركيا. ومع سيطرة المقاتلين الكرد على معظم الحدود مع تركيا اقفل المنفذ الاساسي للإمداد البشري لـ”داعش” في اتجاه الداخل السوري والعراقي. والى جانب نسب النصر الى عوامل التنظيم والتدريب والعقيدة والقيادة العسكرية الموحدة، يبرز في القراءة الكردية إقرارٌ بأن قصف التحالف لعب دوراً مهماً في حسم المعركة وانهاك “داعش”.
العقيدة الموحدة
“الامين العام لقوات البيشمركة” في العراق جبار يارو ، الأسباب التي تقف وراء التقدم العسكري للقوات الكردية في العراق وسوريا. قال ان “السبب الاول والاساسي لهذا التقدم يكمن في العقيدة العسكرية التي توحّد هذه القوات الكردية خلف هدف واحد وهو دحر “داعش” وتحرير المناطق التي يسيطر عليها في ما يسمى كردستان العراق او كردستان سوريا”. وأضاف: ” الا ان العقيدة الموحدة الموجودة عند المقاتلين الكرد غير موجودة لدى القوات الاتحادية في العراق التي تمزقها الخلافات السياسية وتضعفها وهي غير موجودة لدى مقاتلي المعارضة السورية المقسمة الى عشرات الفصائل المسلحة والتي تتميّز كل واحدة منها بسياسة معينة او متصلة بدولة معينة ولا تملك توجهات عسكرية موحدة “. واوضح ان ” عملية اختيار القوات الكردية تختلف وتحصل وفق معايير محددة وتدريبها يتم بشكل جيّد وتحت قيادة واحدة تابعة لجهة سياسية واحدة”.
“داعش” هزيل
وفي مقارنة مع الوضع العسكري لـ”داعش” في العام الماضي ووضعها الحالي، اعتبر ياور ان “داعش” يخوض اليوم حرباً دفاعية سلبية بعدما كان يخوض حرباً هجومية قوية وهذا يظهر بوضوح على الارض في العراق وسوريا”. ووفق ياور، فان كل المعلومات الميدانية التي تتناقلها وسائل الاعلام وتصدر في بعض الاوقات عن “داعش” تؤكد ان الاخير يواجه مشاكل ميدانية كبيرة تمنع تحركه بسهولة كما السابق. وأكد القائد الكردي ان “داعش اليوم يخوض حرباً دفاعية سلبية ولم يعد في مقدوره الحفاظ على مراكزه العسكرية التي سيطر عليها ووضعه أصبح هزيلاً جدا”.
تكمن اهمية السيطرة على تل ابيض في اعادة الوصل بين ما يسمى بالاقليمين الكرديين كوباني والقامشلي، ما يساعد على قطع الامدادات عن مقر “داعش” الرئيس في الرقة خزان الامدادات البشرية والعسكرية للتنظيم الارهابي.
ويعتبر ياور ان اهم نقطة في الحرب التي تخاض ضد “داعش” هي قطع طرق الامدادات ومحاصرته تمهيدا للقضاء عليه، موضحاً ان ” احدى اهم النقاط الاساسية في استراتيجية التحالف الدولي هي في قطع طريق الامدادات عن التنظيم الارهابي وقطع سبل وصول المقاتلين للانخراط في صفوفه وقف الدعم الاقتصادي له، وتمنع سيطرة القوات الكردية على تل ابيض وصول المسلحين الذين كانوا يدخلون الى تركيا بطريقة شرعية ويتسللون عبر المنافذ التركية الى سوريا للقتال”. وأكد ان “لدى القوات الكردية خططها الخاصة في الحفاظ على المناطق التي حررتها، والعمل الآن جارٍ لإعادة الحياة الطبيعية الى هذه المناطق”.
الدعم الأميركي
ولم يقلل من أهمية الدعم الدولي في هذه المعركة التي تخوضها القوات الكردية في سوريا والعراق. واضاف ” الدعم الدولي العسكري وتحديدا الاميركي ساهم كثيرا في دفع العمليات العسكرية ضد “داعش” الى الامام كما حصل في كوباني ويحصل اليوم في اقليم كردستان والعراق وفي ليبيا”.
في قراءة الكرد العسكرية، يظهر جلياً ان وضع “داعش” لم يعد كالسابق وانه بعد خسارة “داعش” تل أبيض، يتجه الأخير الى خسارة أخرى في حال لم يتمكن من استعادة هذه المنطقة الاستراتيجة التي تشكل المنفذ الاساسي لإمداداته في سوريا والى العراق.
النهار
التعليقات مغلقة.