بيان هام من حزب الاتحاد الديمقراطي PYD إلى الرأي العام السوري والدولي
نهنئ شعبنا السوري بنجاح القوات المشتركة التي تكونت من وحدات حماية الشعب والمرأة والجيش السوري الحر المؤلف من قوات بركان الفرات ولواء التحرير وثوار الرقة، في قطع شريان الحياة لإرهاب داعش في تل أبيض، ونؤكد بأن هذا النجاح ليس سوى بداية للتخلص من الإرهاب الجهادي والإرهاب البعثي على حد سواء، وأن النضال سيبقى مستمراً حتى الوصول إلى سوريا ديموقراطية تعيش فيها جميع المكونات في أجواء الإخاء والمساواة التي تليق بشعبنا السوري.
نظراً للتأويلات المغرضة التي تطلقها دوائر الحرب الخاصة لسرقة المجهود الثوري ومحاولاتها لزرع بذور الفتنة وتسعير الاقتتال التي ظهرت مؤخراً وخاصة بعد الانتصارات التي حققتها القوات المشتركة في روجافا على الإرهاب الأسود، في وقت كان هذا الإرهاب يحقق التقدم والانتشار في جميع غزواته الغاشمة في سوريا والعراق، قد فاجأت جميع الأطراف التي كانت تراهن على إرهاب ووحشية داعش وأخواتها، فلجأت إلى التضليل والتحريف والتخويف بهدف تقزيم هذه الانتصارات وتحريفها عن حقيقتها وخدمة أجندات تهدف إلى زرع الفتنة بين ما تبقى من القوى التي تناضل من أجل وحدة مكونات سوريا. نريد أن نؤكد لشعبنا السوري أولاً ولكل القوى المهتمة بالشأن السوري وتريد الخير للشعب السوري ثانياً، بأن ما يتحقق في هذه المرحلة الحرجة والتاريخية لوطننا السوري من انتصارات على داعش ليست سوى الخطوات الأولى على طريق خلاص الشعب السوري كله من داعش وأخواتها ومن ظلم واستبداد النظام البعثي على حد سواء.
بعض الفصائل التي لاتختلف عن داعش في نهجها وأسلوبها لم تستطع تَقَبُّل ما يتحقق فأعلنت الحرب على القوى التي هزمت داعش بإيعاز ممن يغذيها ويزودها بأدوات الفتك والتدمير، وبعضها الآخر جعلت من ذلك ذريعة لتبرير كل السياسات التعسفية التي قام بها النظام البعثي مثل إنكار وجود الشعب الكردي والتعريب وما إلى ذلك من سياسات كانت سبباً في اندلاع الثورة السورية.
رداً على كل الدعايات المغرضة والتزييف والتحريف نود التأكيد على النقاط التالية لتكون واضحة للجميع:
– منذ بداية الثورة السورية سعينا إلى التحالف مع القوى المؤمنة بالديموقراطية المؤمنة بإخوة الشعوب والمساواة الكاملة بينها، فلم ننجح سوى مع القلة القليلة لأسباب معلومة، وعلى صعيد المقاومة والدفاع المشروع عن جميع المكونات لم تجد وحدات حماية الشعب سوى هذه القوى كي تتحالف معها الآن وهي بركان الفرات بفصائلها المختلفة ولواء التحرير وقوات الصناديد والمجلس العسكري السرياني، وهذا التحالف الذي يضم أبناء كافة المكونات هو قوة دفاعية تدافع عن المكونات الموجودة في المنطقة، ونحن واثقون من أنه لو قامت كافة المناطق السورية بتشكيل وحداتها الدفاعية منطلقة من الإرادة المجتمعية لما وصلنا إلى ما هو عليه سوريا، و لانتصرت الثورة السورية منذ أمد بعيد، ولهذا ندعو جميع أبناء الشعب السوري إلى بناء وحداتها الدفاعية الذاتية والاستفادة من التجربة الرائدة التي تحققت في روج آفا.
– مكونات روج آفا من الكرد والعرب والسريان الآشوريين والتركمان والشركس والشيشان لم تتوحد في وحداتها الدفاعية فقط، بل وضعت عقداً اجتماعياً لتنظيم العلاقات فيما بينها، وهذا العقد الاجتماعي يمكن أن يكون نواة لدستور سوريا الديموقراطية التي نتطلع إلى بنائها لتكون وطناً لنا جميعاً. كما أن نموذج الإدارة الذاتية الديموقراطية يمكن أن يتعمم على كافة أنحاء سوريا ، فهذه الإدارة تحقق التشارك بين كافة مكونات سوريا وتحقق حرية الانتماء الأثني والعقائدي لجميع شرائح المجتمع السوري. فنحن نؤمن بأن الأحرار يمكن أن يتوحدوا وليس العبيد.
– بعض الأطراف المغرضة تحاول إبراز ولوم العنصر الكردي في كل ذلك، وخطورة ما يجري على وحدة التراب السوري وما إلى ذلك من تلفيقات، وبدورنا كحزب نؤمن بالحل السياسي للأزمة السورية ونؤمن بأن سوريا المستقبل يجب أن تكون ديمقراطية برلمانية لا مركزية، ونستمد هذا الإيمان من فكرنا وفلسفتنا التي تعتمد على وحدة الشعوب والعيش المشترك وليس تفرقتها.
– الإدارة الذاتية الديموقراطية المعمولة بها في مناطقنا ضمت جميع المكونات لتكون نموذجاً لسوريا المستقبل، ونراها تجربة ناجحة يمكن أن تعمم على جميع سوريا، وسارعنا منذ البدء مع جميع الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني إلى تطبيقها في مناطقنا فقط لأننا ندرك بأن مجتمعاً منظماً يدير شؤونه بنفسه هي غاية الشعوب المشروعة، كما أننا واثقون من أن سوريا لن تعود إلى سابق عهدها لحكم الحزب الواحد أو المكون الواحد والثقافة الواحدة واللغة الواحدة أو الأحادية في كل شيء، فوطننا السوري هو موزاييك لكل الانتماءات الأثنية والعقائدية ولا بد من التعددية في كل شيء، ولا بد من الوحدة الطوعية ضمن التنوع. ولا بد من إيجاد صيغة جديدة للعيش المشترك بين جميع المكونات.
– وبالنسبة لمخاوف الدول المجاورة فنؤكد بأننا مهتمون بتنظيم شؤون بيتنا السوري الداخلي، ومن البديهي أن سوريا الديموقراطية المستقرة لن تشكل خطراً على أحد، بل ستكون مثالاً للديموقراطية والاستقرار في مجمل منطقة الشرق الأوسط، وعضواً فعالاً في ترسيخ دعائم الاستقرار في المنطقة.
انطلاقاً مما أسلفنا نؤكد كحزب مرة أخرى بأن كل ما نقوم به انطلاقاً من مشروعنا السياسي الذي يهدف إلى بناء مجتمع ديمقراطي وإيجاد حل ديمقراطي لكل قضاياه وفي مقدمتها قضية الشعب الكردي في سوريا، وأن ترتيب بيتنا السوري هو شأن داخلي سوري يجب أن لايزعج الآخرين، ومن ناحية أخرى نناشد كافة القوى الديموقراطية السورية أن تنضم إلى التحالف الذي أثبت جدواه سواء في مواجهة النظام المستبد أو في مواجهة الإرهاب الظلامي الذي بات يشكل تهديداً لكل القيم البشرية.
اللجنة التنفيذية في PYD
16 حزيران 2015
التعليقات مغلقة.